مركز “اعتدال” نقطة اشعاع وتعاون دولي في مواجهة الفكر المتطرف
المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) في المملكة العربية السعودية عرفه المسؤولون بأنه نقطة اشعاع وتعاون دولي في مواجهة الفكر المتطرف.
ودشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مركز (اعتدال) بحضور الرئيس الامريكي دونالد ترامب وقادة خليجيين وعرب ومسلمين وذلك على هامش القمم الخليجية العربية الاسلامية الامريكية التي عقدت يوم الأحد الماضي خلال زيارة الرئيس الامريكي للمملكة.
وبحسب الملف التعريفي لمركز (اعتدال) الذي يتخذ من الرياض مقرا له ان المشاركة العالمية بالمركز تبث رسالة واضحة لصانعي الموت والخوف مفادها بان العالم في أيد أمينة وقادرة على محاربة هذا الداء (التطرف) المهدد للوجود البشري وصناعة مستقبل آمن للأجيال القادمة.
وتؤكد رؤية المركز انه المرجع الأول عالميا في مكافحة الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة الاعتدال ويحمل رسالة رصد وتحليل الفكر المتطرف للتصدي له ومواجهته والوقاية منه والتعاون مع الحكومات والمنظمات ذات العلاقة.
ويعمل المركز على أهداف استراتيجية وهي “الوقاية” بتفنيد الخطاب المتطرف ومحاربة أنشطته والحد من آثاره وكذلك “التوعية” من خلال تعزيز ثقافة الاعتدال والتسامح وتقبل الاخر وايضا “المواجهة” بالعمل على منع الانتماء اليه أو التعاطف معه أو المساهمة في أنشطته بأي شكل من الأشكال ومن أهدافه ايضا “الشراكة” بتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفكر المتطرف.
وأنشئ مركز (اعتدال) ليقود الجهود الدولية لمكافحة الفكر المتطرف الذي أصبح الان أشبه بالوباء الذي يتنوع كل يوم فيفرز كوارث جديدة لا يردعها حاجز جغرافي أو اختلاف ثقافي حيث تستخدم الجماعات المتطرفة والارهابية لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكاره وكسب الدعم والتواصل مع المجندين المحتملين.
ويعمل المركز من خلال ثلاث استراتيجيات وهي “فكرية” بتعزيز الجانب الفكري المرتبط بمحاربة التطرف وتفنيد خطاب الاقصاء ونشر مفاهيم الاعتدال وتقبل الاخر وايضا “رقمية” برصد وتقويض الأنشطة الرقمية للجماعات المتطرفة ودعم الجهات الفاعلة في نشر الفكر المعتدل ومكافحة التطرف الرقمي وكذلك “اعلامية” بصناعة خطاب اعلامي محترف يعزز ثقافة الاعتدال ويجابه الطروحات الاعلامية المتطرفة ويقوض مقوماتها.
كما يعمل المركز على ثلاثة محاور وهي “الرصد” باعتماد اللغات الاكثر انتشارا وبدرجة عالية من (الأتمتة) في الاخطار مع القدرة على كشف المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف والمحور الثاني هو “التحليل” من خلال التشخيص الدقيق للمواد المرصودة بكافة اللغات واللهجات المختلفة بما يساعد على اصدار التحليلات الدورية (يومية وأسبوعية وشهرية) اما المحور الثالث هو “التفاعل” حيث يقوم المركز بإجراءات استباقية وتفاعلية تستهدف الرد على الشبهات وحجب ومنع واغلاق منافذ الفكر المتطرف بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر التغذية الرقمية.
ويتسع عمل المركز على النطاق العالمي كمحور استراتيجي له في تحقيق أهدافه عالميا ويتعدى ذلك الى الواقع الافتراضي من الشبكات الالكترونية ببرمجيات مبتكرة هي الأسرع بالعالم في الوصول والنفاذ والموثوقية.
ويتميز المركز بنظام حوكمة يعكس أفضل الممارسات الدولية في ادارة المنظمات العالمية الكبرى بما يتيح الحيادية والمرونة والكفاءة والشفافية لتأدية مهامه وتحقيق أهدافه.
ويتولى ادارة المركز مجلس ادارة مكون من 12 عضوا من ممثلي دول أو منظمات أو جهات ذات اهتمام بعمل المركز بتشكيل لمدة خمس سنوات لكل دورة ويناط به رسم السياسة العامة للمركز ووضع خططه واعتماد ميزانيته.
ويضم المركز لجنة (فكرية عليا) تتكون من علماء ومفكرين وأصحاب رأي بارزين على المستوى المحلي والعالمي تتولى مراجعة الأهداف الفكرية للمركز واقتراح البرامج الفكرية وتحديد أولوياتها وآليات تفعيلها.
ويتميز المركز ببرمجيات مبتكرة قادرة على رصد وتصنيف وتحليل أي محتوى متطرف في غضون ست ثوان من ظهور المحتوى على شبكة الانترنت وبمستوى غير مسبوق عالميا من الدقة يتعدى 80 بالمئة ما يتيح آفاقا جديدة في مجال مكافحة الأنشطة المتطرفة في المجال الرقمي.