سمو الأمير يشمل برعايته الذكرى الثانية لتأبين شهداء جامع الصادق
تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إقيمت مساء اليوم الذكرى السنوية الثانية لتأبين شهداء الكويت في جامع الإمام الصادق.
وقد أناب سموه رعاه الله نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح لحضور التأبين.
وبدأ التأبين بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها القى ممثل سموه رعاه الله كلمة فيما يلي نصها:
“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه أشرف المرسلين وخير عباد الله الذي ارسله رحمة للناس أجمعين صلى الله عليه وعلى اله الطاهرين وأصحابه الغر الميامين.
ايها الاخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يشرفني أن أمثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في هذه الذكرى التي فجع بها كل كويتي محب لبلده ووطنه وأن أنقل اليكم أولا وقبل كل شيء تحيات حضرة صاحب السمو أميرنا المفدى وسلامه ومباركته لكم بحلول شهر رمضان المبارك الشهر الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
هذا الشهر الكريم الذي لم يتوقع أحد على الاطلاق أن ترتكب به جريمة شنعاء وفي هذا المكان الطاهر وفي يوم الجمعة المبارك.
انها فاجعة ادمت القلوب.. ما ان سمع بها أميرنا المفدى حفظه الله حتى أسرع في ساعته ليكون بين أبنائه يشاركهم الفاجعة الكبيرة مرددا:
“هؤلاء أولادي وما أصباهم أصابني”.
وقد وجه سموه رعاه الله على الفور أجهزة الدولة المعنية بترميم المسجد واصلاحه واعادته على حالته الاولى ليظل (مسجد الصادق) منارة مشعة للايمان والاسلام والسلام وان تعتبر ضحايا الحادث المفجع من شهداء الكويت ويكلف مكتب الشهيد برعايتهم والاهتمام بأمورهم وأمور ذويهم وأن ينالوا ما يستحقون من عناية كريمة.
ان ذكرى هؤلاء الشهداء ستظل محفورة في أذهاننا وذاكرتنا لا تنسى عبر الايام والسنين ونحن نقدم لكم اليوم واجب العزاء سائرين على خطى قائدنا الأمير المفدى الذي قدم واجب العزاء لذوي الضحايا الشهدء في اليوم الثاني لحدوث الفاجعة.
لقد جمعت هذه الحادثة قلوب الكويتيين وجعلتهم صفا واحدا في مواجهة المآسي والأخطار وأظهرت أنهم إخوة متحابين في السراء والضراء.
وإني لادعو الله سبحانه وتعالى ان يصلح شبابنا وشباب المسلمين وأن يجعلهم هداة مهتدين ويوفقهم لطاعته والايمان برسالته كما ادعو الله سبحانه وتعالى ان يجعل بلدنا الكويت بلدا امنا مطمئنا بقيادة اميرنا المفدى صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قائد العمل الانساني وولي عهده الامين سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وان يطيل في اعمارهم لتظل الكويت كما كانت دائما بلد الانسانية والمحبة والاخاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
بعدها القى رئيس مجلس أمناء وقف الإمام الاحقاقي في جامع الإمام الصادق الدكتور صالح عبدالله الصفار كلمة هذا نصها:
“بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتخبين.
قال تعالى: (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون) عند استعراض تاريخ البشرية وتاريخ الدول نجد ان ذلك التاريخ تسطره وتؤرخه الاحداث التي تمر بها تلك المجتمعات الاحداث السارة التي ترتبط بالاستقلال والديمقراطية والحرية وغيرها كما يمكن أن ترتبط ببعض الاحداث المؤلمة من حروب وأمراض وغيرها فنجد أن التاريخ يعطي روحا لافراد المجتمع يلتقون حوله ويتذكرون أحداثه.
فكم من أحداث سارة سطرها تاريخ بلدنا الحبيب الكويت على مر العصور لا زالت الاجيال تحتفل وتفرح بها مثل عيد الاستقلال والعيد الوطني وعيد التحرير.
وكم من الأحداث المؤلمة حكاها تاريخ الكويت الحبيبة من حروب أو كوارث طبيعية وأمراض فتاكة وكلها ذهبت بالعديد من أبناء الكويت وحمدا لله فقد ذكر التاريخ أن الكويت دائما وابدا وبفضل من الله العلي القدير تخرج منتصرة قوية شعارها روح المحبة والوحدة بين أبنائها.
لقد حاول أصحاب النفوس المريضة الحاقدة على مر العصور أن يزرعوا الفتنة والانشقاق وأن ينالوا من وحدة أبناء الكويت متسلحين بالشيطان ومتذرعين باسلحتهم زرعوا متفجراتهم قتلوا وجرحوا كان هدفهم قتل العدد الأكبر والأهم هو اشعال الفتنة بين أبناء الكويت ولكن شاء الله أن يرد كيدهم الى نحورهم وتكون المنتصر الكويت وشعبها ملتفين حول قيادتهم الحكيمة التي شاطرتها الأحزان والأفراح واسدلت ثوب الديمقراطية الذي جعل المشورة بين الحاكم والمحكوم اساس العلاقة المتبادلة.
وتمر علينا هذه الليلة الذكرى الأليمة الثانية لحادث الغدر وجريمة الانفجار العظيم الذي هز الكويت بكاملها قبل أن يهز جامع الامام الصادق عليه السلام انفجار عظيم مدمر استهدف بيتا من بيوت الله في شهر هو من أعظم الشهور شهر رمضان في يوم من أعظم الايام يوم الجمعة وفي ساعة ووقت من أعظم الاوقات عند الله وقت صلاة الجمعة والجماعة وفي حالة كان المصلون فيها أقرب ما يكونون الى الله تعالى حالة السجود وفي السجدة الأخيرة تطايرت الجثث وسقط الشهداء شهداء الكويت وجرح العديد من المصلين.
ان الانفجار كان عظيما وكما اسلفنا لم يستهدف جامع الامام الصادق عليه السلام لذاته وإن كان مخططا لهو ذلك ولكن كان العمل يستهدف الكويت وشعبها بكل فئاته ومكوناته.
لقد حاول هذا العمل الجبان الغادر أن ينال من وحدة أبناء الكويت وقيادتها واشعال فتيل الفتنة ولكن شاء الله ان يكون الحدث سببا في تعزيز الوحدة الوطنية فكان حضرة صاحب السمو اول من حضر رغم الاخطار وقال كلمته المشهورة وعيناه تفيض بالدمع (هذولا عيالي).
انه موقف هز وجدان العالم لقد فوت امير البلاد وشعبها الفرصة على اولئك الافراد الشاذين الذين خانوا دينهم وانسانيتهم انهم حقا مطية لشهواتهم المنحرفة التي لا يقرها دين أو اخلاق وقد اوضح الحكيم الالهي والفقيه الرباني الميرزا عبدالله الاحقافي حفظه الله ان من قام بهذا العمل جبان غاضبا لله ورسوله (ص) ويجب على الجميع محاربته.
ان العالم يقف اليوم وبشكل موحد للقضاء على الاجرام والارهاب العالمي الذي زرع الخوف والدمار حتى ظن البعض ان هذا هو خلق الاسلام والاسلام من افعالهم براء لان الاسلام دين المحبة والرحمة ولم يكن يوما دين عنف أو كراهية.
وهنا لا يسعنا الا ان نسأل الله العلي القدير ان يتغمد شهداء الكويت بالرحمة والرضوان والواسع من الجنان وأن يلهم الكويت وأبناءها الصبر والسلوان وأن يمن على الجرحى بالشفاء والصحة وأن يقينا شر من تسول له نفسه الإضرار بالكويت وأهلها.
كما أتقدم بجزيل الشكر والتقدير الى كل من ساهم في انجاح هذا الاحتفال احتفال الكويت بتأبين أبنائها الذين ذهبوا ضحية الغدر والعدوان.
حفظ الله الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وشعبها الكريم ومن عاش على أرضها الطيبة لتبقى كما كانت أبد الدهر أرض أمن وأمان ووحدة واتحاد شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها عصية على البغاة والعابثين في الارض فسادا.
والله الموفق”.
ثم القى السيد علي يوسف المتروك قصيدة شعرية بعنوان “شهداء جامع الإمام الصادق” هذا نصها:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله إمام المتقين وسيد المرسلين والمبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الغر الميامين وأصحابه المنتجبين الذين ساروا على هديه واتبعوا سنته الى يوم الدين.
السادة العلماء الأجلاء … سعادة ممثل صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله … السادة الحضور … السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الذكرى الثانية للحادث الأليم الذي جرى في مسجد الإمام الصادق عليه السلام أسأل الله أن يتغمد الشهداء الأبرار بواسع رحمته ورضوانه وأن يمن على ذويهم وعوائلهم بالصبر والسلوان وأن يجنب بلدنا العزيز كل ما من شأنه تعكير أمنه واستقراره وأتشرف أن أقف في هذه الليلة المباركة للمشاركة في هذا الحفل الكريم بقصيدة بعنوان (شهداء مسجد الإمام الصادق في الذكرى الثانية) سائلا المولى قبول هذا الجهد المتواضع.
شهداء مسجد الصادق في الذكرى الثانية يا راحلين وشهر الصوم مركبهم قفوا نودعكم توديع من فقدا سرت ركائبه عجلى مخلفة جرحا كما الجمر في الأحشاء متقدا تلك الدماء التي سالت تنير لنا دربا ألفناه من يحظى به سعدا دماؤنا منذ يوم الطف دافقة تذود عن حرمات الدين فهي فدا درب الشهادة درب نحن نعشقه فهو الحقيقة والباقي سواه صدى وللشهيد مقام عز طالبه عقد توثق عند الله فانعقدا وللشهيد حياة لا انقطاع لها عند المليك كما في وحيه وعدا والعمر بضع سويعات تمر بنا تمضي لياليه إن لم نغتنمه سدى يحل رمضان والذكرى تؤرقنا فيومكم أيها الأحباب ما بعدا كأنه الأمس حين الغدر فاجأكم من ظالم مفسد شيطانه عبدا هي المنايا مواقيت مقدرة لتنتقي منهم الأسماء والعددا يا هول ما ترك “الإرهاب” من أثر باق يؤرق في مرآه من شهدا في “جمعة” خصها الباري بمحكمه وشهر خير به للعالمين هدى كانوا يصلون للرحمن في دعة جمع تزاحم في الأنحاء محتشدا لكن محترفي الإجرام ما احترموا شهر الصيام ولا دينا ومعتقدا أرواحهم صعدت لله شاكية فنالت القرب والتكريم والرغدا فلا عناء ولا خوف ولا كدر كلا ولا وحشة يلقون أو نكدا طوبى وحسن مآب في انتظارهم وللملائك ترحيب بمن وفدا تحوطهم من بني المختار كوكبة يوم الحساب لمن والاهم مددا هم الهداة كما جاء الحديث وهم نعم الدليل لمن يرجو النجاة غدا محمد جدهم خير الأنام ومن يرجو شفاعته من قام أو قعدا وبضعة المصطفى في الحشر حاضرة تحيل إن أشرقت نيرانها بردا عزاؤنا حين هب الشعب قاطبة يستنكر الجرم مما هدد البلدا يقودهم شيخنا الانسان مقتحما وأدمع ذوبت في حرها الكبدا في مشهد لم تزل ذكراه ماثلة نبض الأبوة فيه زادنا رشدا هي الكويت حماها الله من شطط لا تعرف الحقد والأضغان والحسدا كالأم تحتضن الأبناء مشفقة حتى وإن أخطأوا يوما تمد يدا والدار إن لم يكن أبناؤها سندا بذودهم عن حماها تفقد السندا من حولنا فتن بالحب نطفئها يموت من رام في تأجيجها كمدا نحتاج صبرا وإيمانا نلوذ به وطالما أصلح الإثنان ما فسدا والقى السيد جواد أحمد بوخمسين كلمة هذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم والحمدالله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد رسول الله وعلى اله الطيبين واصحابه الميامين.
معالي ممثل حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حفظه الله ورعاه الشيخ على الجراح الصباح نائب وزير شؤون الديوان الاميري الحضور الكرام …السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ومبارك عليكم الشهر.
يسعدني أن اقف بين اياديكم ونحن نحتفل اليوم في الذكرى الثانية لتأبين شهداء الصلاة والصيام شهداء جامع الامام الصادق عليه السلام.
وبداية يشرفني أن اتقدم بخالص الشكر وجزيل الامتنان الى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صبح الاحمد حفظه الله لرعايته لحفل التأبين هذا وقد أناب سموه نائب وزير شؤون الديوان الأميري معالي الشيخ علي الجراح الصباح لحضور هذا التأبين فله كل الشكر والتقدير.
وفي هذه المناسبة لابد أن نؤكد اننا لن ننسى ما حيينا وقفة الشعب الكويتي الوفي بعد حادثة تفجير جامع الامام الصادق عليه السلام كالبنيان المرصوص فأفشل مخطط الغدر والارهاب ورد كيد الحاقدين الى نحورهم.
وانني وبحضوركم في هذا الشهر الفضيل وفي بيت من بيوت الله استرجع تسلسل الاحداث حيث أنني كنت في قلب الحدث الارهابي وشاهدا لمجريات ما حدث لحظة بلحظة.
لقد استهدف الارهابي جموع المصلين وهم بالركعة الأخيرة من صلاة العصر ونحن في حالة السجود دوى صوت أنفجار شديد ودخان كثيف ملأ المكان وتعذرت بسببه الرؤية فأسرعت للخارج لطلب الأمن للآمساك بمن القى المتفجرات فقيل لي بأن من قام بهذا العمل ارهابي فجر نفسه فبادرت بالاتصال على مدير مكتب حضرة صاحب السمو امير البلاد السفير أحمد فهد الفهد لآبلاغه بالحادث وقمت مع مجموعة من الموجودين بالمسجد بإخراج المصابين من موقع الانفجار الى خارج الجامع خشية اختناقهم من الدخان ولاسعافهم وبعد الاتصال بعشر دقائق وصلت سيارات الاسعاف والمطافىء وتم البدء بنقل الجرحى وفي هذه الاثناء وصل معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية انذاك الشيخ محمد الخالد ووكيل وزارة الداخلية السابق الفريق سليمان الفهد وبعدها بخمس دقائق من وصول الوزير محمد الخالد فوجئنا بوصول حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مع سائقه فقط واندفع للدخول للمسجد فحاولنا منعه خوفا عليه لوجود قطع من السقف لا تزال تتساقط وخشية من وجود متفجرات اخرى الا ان سموه اصر بالدخول قائلا (هذولا عيالي) وعندما شاهد القتلى والجرحى انهمرت دموعه متاثرا بما حل بابنائه المواطنين ثم عاد للسيارة وهو بحال تاثر شديد وخلال تلك الفترة وصل ايضا سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ووزير الاوقاف ووزير العدل انذاك يعقوب الصانع ومحافظ العاصمة ثابت المهنا وتوالى حضور المسؤولين والشخصيات حتى الساعة 4 عصرا حيث تم نقل جميع الجرحى والمصابين الى المستشفيات بعدها توجهت بمعية وزير العدل وعدد من نواب مجلس الامة الى مبنى جريدة النهار لقربها من موقع الحدث وتم صياغة بيان عن الحادث الارهابي الشينع وفي المساء اجتمعنا في ديواننا “ديوان بوخمسين” في ضاحية عبدالله السالم حتى ساعات الفجر الاولى لوضع ترتيبات التشييع والعزاء وابلغنا رئيس المراسم والتشريفات الاميرية الشيخ خالد العبدالله الصباح ان صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه امر باقامة مراسم العزاء في مسجد الدولة الكبير مؤكدا ان هؤلاء شهدات الكويت جميعا ويوم السبت قمنا في الساعة السابعة صباحا بالتوجه الى المقبرة انا واللواء عبدالفتاح العلي لترتيب مراسم التشييع والصلاة على الجثامين الطاهرة وعند التشييع حضرة وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح ممثلا عن الديوان الاميري.
وبعدها اقيم العزاء بمسجد الدولة الكبير وكان حضرة صاحب السمو امير البلاد من اوائل المعزين وقد حرص سموه على تقديم واجب العزاء لأهالي الشهداء بالسلام عليهم فردا فردا كما حضر بمعية سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وسمو الشيخ ناصر المحمد وحشد كبير من الشخصيات والوجهاء بالبد وقد حرص معالي رئيس مجلس الامة السيد مرزوق علي الغانم وعدد من الوزراء والنواب على تلقي واجب العزاء طيلة 3 أيام من بعد الفطور وحتى قبيل صلاة الفجر في صورة جسدت مقدار التلاحم والتعاضد بين افراد الشعب الواحد كما جسدات وحدة اهل الكويت كما عودونا دائما على الوقوف صفا واحدا والوقوف خلف قيادتهم الحكيمة في مواجهة اي خطر يهدد الكويت.
وفي اخر ايام العزاء بالمسجد الكبير عقدنا مؤتمرا صحفيا أنا ووزير العدل انذاك الاخ يعقوب الصانع حول هذه الحادثة وأعلنا عن اقامة صلاة جماعية مشتركة بالمسجد الكبير كرسالة نقدمها للعالم بأن الارهاب لن يهزمنا ولن يفتت وحدتنا.
ويوم الاربعاء التالي لحادث التفجير كان لقاء حضرة صاحب السمو مع ممثلي أهالي الشهداء وامام جامع الامام الصادق ورئيس مجلس الامناء وادارة المسجد حيث تشرف الجميع بلقاء سموه وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء وقد بين الممثل عن اهالي الشهداء ان دموع سموه وكلماته كانت بلسما شافيا لقلوب اسر الشهداء ولجرحى ومصابي التفجير الغاشم.
وفي يوم الجمعة الموافق 16 رمضان أقيمت صلاة الجمعة مشتركة بمسجد الدولة الكبير وفاجأنا حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وسمو الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الامة والوزراء بحضور الصلاة مع وفود وشخصيات وكان مشهدا تضامنيا أدهش بحق العالم أجمع وقد استطاع سموع أن يحبط جميع المخططات الارهابية بوجوده وسط مواطنيه ووسط الحدث يتلقى العزاء ويحرض على وحدتهم وترابطهم فكان لذلك الاثر البالغ على الجميع ومعنى حقيقيا لالتفاف الشعب وقائده في وقفة لا نظير لها بالعالم.
وبعد أسبوعين شكلنا وفدا مشتركا وقمنا بزيارة للمرجع الديني الكبير سماحة السيد علي السيستاني وشيخ الازهر احمد الطيب لشكرهما على موقفهما المشرف بارسال وفود للتعزية خلال ايام العزاء الذي اقيم في المسجد الكبير حيث اشادوا بموقف سمو الامير الذي كان في الموقع خلال دقائق رغم المخاطر الكبيرة مشاركا مواطنيه مصابهم ضاربا اروع الامثلة بدور القيادة الحكيمة ولاننسى ايضا موقف الدول الشقيقة والصديقة التي ارسلت وفودها للمشاركة في تقديم العزاء.
وفي الذكرى السنوية الاولى لتأبين الشهداء اصر حضرة صاحب السمو حفظه الله ورعاه على ان يصلي ركعتين لله في جامع الامام الصادق بعد ان تم اعادة ترميمه على نفقته الخاصة وبالتوقيت الذي حصل فيه التفجير الغادر وكان سموه وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وحشد من رجالات الدولة الذين صلوا ركعتين على ارواح الشهداء الابرار.
واذ اقف بين اياديكم ونحن نحتفل في الذكرى السنوية الثانية لتأبين شهداء الصلاة والصيام داعين الله لهم ولجميع شهداء الكويت بالرحمة والغفران وللمصابين والجرحى بالشفاء العاجل وان يحفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه فانني اود ان اتقدم بالشكر الجزيل لكل من شاركنا وقدم لنا العزاء وواسانا بمصابنا الجلل من داخل الكويت وخارجها كما لايفوتني الا ان اتقدم بكل التقدير والعرفان للجنود المجهولين من وزارة الداخلية والاطفاء والاعلام والاوقاف لما بذلوه ويبذلونه لكي تبقى هذه الذكرى نبراسا وسراجا للاجيال القادمة على ان وحدة الشعب وتكاتفه وتعاضده مع قيادته هو الرد الناجع والحاسم لكل من تسول له نفسه المريضة العبث بامن واستقرار هذا الوطن الغالي.
الرحمة والمغفرة لكل الشهداء والشفاء لكل المصابين والجرحى.
وتقبل الله صيامكم وقيامكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعدها القى الدكتور محمد جواد الحاضر كلمة نيابة عن أهالي الشهداء فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين بداية ان اتقدم باسمي وباسم اهالي شهداء جامع الامام الصادق عليه السلام عظيم الشكر والعرفان للوالد سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح حفظه الله ورعاه كل التقدير والاعتزاز على رعايته هذه الذكرى وعلى وقفته الابوية التي احتضنت شهداء الكويت والشكر موصول للشعب الكويتي ونخص بالذكر مجلس امناء وقف الامام الاحقاقي في جامع الامام الصادق عليه السلام على جهوده الكبيرة في تخليد الشهداء وها نحن في العام الثاني على التوالي نشهد هذه الذكرى.
انها وقفة وفاء عندما نرى هذا التخليد وهذا التكريم حيث يغمرنا جميعا وخاصة على نفوس اهالي الشهداء بشعور يعجز عنه البيان.
انه والله لشرف عظيم لنا نححن اهالي الشهداء ان نقف اليوم هذا الموقف وقد انعم الله على اباءنا واولادنا واخواننا الذين استشهدوا في اعظم شهر واعظم مكان فاستحقوا ان يكونوا شهداء الصلاة والصيام والسجود.
انها بحق لحظات تاريخية عظيمة تعيشها الكويت الحبيبة فقد استطاع شهداء الكويا او يوحدوا الشعب في كلمة سواء ويقفوا جميعا ضد معاول الظلام والتكفير والارهاب.
ان شهداء جامع الامام الصادق هم نجوم الوطن الذين زينوا سماءنا الكويت وعطروا ترابه الطاهر.
قال تعالى (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون) ان دماء الشهداء الزكية زرعت الامل والحياة في عروقنا وستكون مثالا ونموذجا لجميع الاجيال.
نعم لقد مضى عامان ومازال الجرح ينزف في قلوبنا على فقد احبابنا ولكن من اجل الكويت وتراب الكويت ودموع الاباء والامهات اصبح اليوم بلسما على قلوبنا.
نحن اليوم نعزي الكويت ونعزي اهل الكويت ونعزي كل ام واخت واخ وزوج واب وعزاؤنا الحقيقي ان يبقى الوطني عزيزا سالما كريما امنا فهنيئا هنيئا لشهدائنا الابرار وهنيئا للكويت وشعب الكويت.
وحفظ الله الكويت اميرا وححكومة وشعبا من كل مكروه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتم عرض فيلم وثائقي بعنوان (هذولا عيالي) ثم قام ممثل سموه حفظه الله بجولة في أرجاء المعرض الخاص بالتأبين.