الكويت تعرب عن استغرابها لانتقائية بعض الدول في التعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية
أعربت دولة الكويت اليوم الاثنين عن استغرابها للانتقائية في تعامل بعض الدول مع البند الخاص بمناقشة انتهاكات حقوق الانسان في الاراضي العربية التي تحتلها اسرائيل امام مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت امام الدورة ال35 لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في اطار البند السابع من اعماله والمخصص حصريا لمناقشة انتهاكات اسرائيل في الاراضي التي تحتلها وألقاها مندوب دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى في جنيف السفير جمال الغنيم.
وشدد الغنيم على ضرورة استذكار ان البند السابع من جدول أعمال دورات مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان جاء ضمن “حزمة بناء المؤسسة” التي تم بموجبها تشكيل المجلس.
وشرح ان موقف هذه الدول بعدم المشاركة في البند السابع ومحاولات تهميشه ما هو إلا تشجيع لإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بالاستمرار في انتهاكها للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
واضاف ان ذلك المنحى يواكب استمرار وقوف إسرائيل حائلا أمام إنجاح المساعي الدولية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقال إن دولة الكويت تؤكد على ضرورة الاستمرار في مناقشة تدهور حالة حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة في إطار البند السابع من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان “كون هذا البند يتعامل مع حالة فريدة يشكلها الاحتلال الإسرائيلي الذي يتمادى في انتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني والتي يرقى بعضها إلى مستوى جرائم حرب واخرى ضد الإنسانية تستدعي النظر بها”.
واوضح أن دولة الكويت تدعو المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن الى القيام بواجباته لإنهاء هذه المأساة التي تعود أسبابها الرئيسية إلى ضعف وإخفاق للإرادة الدولية لإيجاد حل شامل وعادل ومنصف لهذه القضية.
وطالب السفير الكويتي بضرورة استذكار قرار مجلس الأمن رقم (2334) الذي طالب إسرائيل بإيقاف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية مشيرا في الوقت ذاته إلى “أن القوة القائمة بالاحتلال مستمرة بانتهاك قرارات الأمم المتحدة وممارسة سياسة التمييز العنصري واتباع سياسة التطهير العرقي واتباع سياسة تهويد القدس ومحاولة فرض السيادة على الحرم القدسي الشريف”.
وقال إن “استمرار إسرائيل في استعمار الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال سياسية الاستيطان تعد خرقا للمادة (49) من اتفاقية جنيف لا سيما وان النشاط الاستيطاني خاصة في مدينة القدس الشرقية وما حولها واستمرار العمل في بناء الجدار العازل وإجراءات تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها الدينية والتاريخية هو خرق واضح وصريح لاتفاقية جنيف الرابعة”.
كما اشار الى ان تدمير الممتلكات الخاصة والعامة في القدس الشرقية إضافة إلى استمرار أعمال الحفريات والتنقيب أسفل المسجد الأقصى ومواقع دينية أخرى في القدس لا يخدم استقرار المنطقة ككل ومن شأنه أن يقوض الجهود الدولية الرامية إلى وضع نهاية للاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.
في الوقت ذاته لفت السفير الكويتي الى استمرار وقوع قطاع غزة تحت الحصار الجائر “في سياسة عقاب جماعية تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه مخلفة ورائها الكثير من الأزمات النفسية والمعيشية والإنسانية وقد فرض عليه كذلك الكثير من القيود مثل حرية الحركة وتنقل السكان والبضائع”.
واوضح ان الكويت تشعر بالقلق الشديد من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع بسبب عجز المرافق الصحية في القطاع عن توفير العلاج للمرضى بالإضافة إلى افتقار أغلب المستشفيات في القطاع إلى الأجهزة والمستلزمات الطبية.
واكد السفير الغنيم حرص دولة الكويت على الإيفاء بواجباتها الإنسانية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني منذ الوهلة الأولى للاحتلال حيث قامت بتوفير الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق لتمكينه من الحصول على حقوقه الاساسية.
واكد ان معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ أكثر من 70 عاما يجب أن تنتهي “ولابد أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وفي مقدمتها حق تقرير المصير والحرية والاستقلال”.
وشدد السفير الغنيم على أن الدعم الكويتي مستمر حتى يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضيها وعاصمتها القدس الشرقية.
واوضح ان “دولة الكويت تشيد بتقرير مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الإنسان حول الاوضاع في فلسطين” مؤكدا “أهمية تنفيذ توصياته وما جاء به من أن إسرائيل القوة القائمة على الاحتلال فشلت في تعاونها مع بعثات تقصي الحقائق أو لجان التحقيق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان بين عامي 2009 و2016”.
وقال ان دولة الكويت تتفق مع ما جاء في التقرير الاممي بأن “امتثال وتنفيذ التوصيات من قبل إسرائيل يعد أمرا ضروريا وحتميا”.
واوضح موقف دولة الكويت المندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من قبل الجيش الإسرائيلي القوة القائمة على الاحتلال.
يذكر ان الولايات المتحدة تعترض دوما على وضع الانتهاكات الاسرائيلية في الاراضي العربية التي تحتلها كبند ثابت ضمن اعمال مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان.
وتقاطع واشنطن مناقشة هذا البند وحثت دولا اخرى على اتباعها في ذلك بيد ان اغلبية اعضاء المجلس لا سيما من الكتل الاسلامية والآسيوية والجنوب امريكية تصر على الابقاء عليه كبند ثابت.
وتتواصل اعمال ادورة ال35 لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان من السادس وحتى ال23 من يونيو الجاري لمناقشة تقارير اوضاع حقوق الانسان كافة عبر تقارير الخبراء المتخصصين.