الآلاف يفرون من حرائق كاليفورنيا وإعلان الطوارئ في مقاطعة كندية
تواصلت عشرات من حرائق الغابات في عدد كبير من مناطق كاليفورنيا الإثنين، ما دفع الآلاف من قاطني الولاية الأمريكية ذات أكبر كثافة سكانية إلى الفرار من منازلهم.
وشمالاً في مقاطعة كولومبيا البريطانية، أعلنت حالة الطوارئ فيما حاول عناصر الإطفاء جاهدين إخماد ألسنة اللهب التي تسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة في انتشارها.
واندلعت أسوأ الحرائق في مقاطعة سان لويس أوبيسبو في كاليفورنيا حيث التهم ما بات يعرف بـاسم “حريق ألامو” حوالى 29 ألف فدان من الأراضي، حسبما أعلنت دائرة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا التي أضافت أن 1200 عنصر يحاولون إخماده.
وأشارت دائرة الحماية من الحرائق إلى أن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف سيستمر لعدة أيام مقبلة، وأنه تمت السيطرة حتى الآن على 15% فقط من الحريق.
ودفعت حرائق كاليفورنيا السلطات إلى إجلاء نحو 8 آلاف شخص فيما فر 10 آلاف آخرون من منازلهم في كولومبيا البريطانية الواقعة في أقصى غرب كندا، وحيث أشارت تقارير إلى نشوب نحو 200 حريق بدرجات متباينة.
وبحسب دائرة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا فإن “حريق ألامو” الذي بدأ منذ 4 أيام امتد إلى مقاطعة سانتا باربارا، الواقعة في منتصف الطريق بين سان فرانسيسكو ولوس إنجليس ويعد حالياً الحريق الأكبر الذي لا يزال مشتعلاً في الولاية.
من جهتها، أكدت صحيفة “لوس انجليس تايمز” أن جهود احتواء الحرائق تهدف تحديداً إلى حماية قمم الجبال التي تضم بنى تحتية رئيسية مثل خط للكهرباء بتوتر عال يمد المدن المجاورة بالطاقة.
وفي مقاطعة سانتا باربارا، يشتعل حريق يهدد مئات المنازل في وادي سانتا اينز حيث تسبب بإخلاء حوالي 150 شخصاً بينهم أطفال من معسكر للشبيبة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً لما أعلنته السلطات.
وأفادت الدائرة المسؤولة عن إدارة غابة لوس بادريس الوطنية أن طائرات من طراز “دي سي-10” تشارك في عمليات الإطفاء لمنع امتداد الحريق الذي التهم حوالي 10800 فدان.
وتسبب الحريق في سانتا باربارا بتدمير 20 مبنى فيما يهدد 150 آخرين، بحسب دائرة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا.
وقالت سيدة من سكان المنطقة سارة غوستافسون، لصحيفة “لوس إنجليس تايمز” إنها كانت تبدل إطارات سيارتها عندما رأت سحب الدخان تتصاعد.
واندفعت على اثرها إلى منزلها ونجحت في انقاذ قططها الست فيما تلونت السماء باللونين البرتقالي والأسود في مشهد “مرعب” على حد تعبيرها.
واضطرت غوستافسون إلى قضاء الليلة مع قططها في ملجأ تابع للصليب الأحمر بعدما ملأ الدخان والرماد منزلها.
وفي مقاطعة بوت دمر حريق آخر حوالي 5600 فدان من الأراضي فيما تمت السيطرة على 35% منه بحلول صباح الإثنين، وفقاً لدائرة الغابات والحماية من الحرائق. وأفادت السلطات أنه تسبب بإصابة 4 أشخاص.
وتعاني معظم مناطق جنوب كاليفورنيا بما فيها لوس إنجليس من موجة حر شديدة، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 43 درجة مئوية.
وكثيرا ما تشهد كاليفورنيا وغيرها من المناطق الغربية في الولايات المتحدة حرائق غابات خلال فترة الصيف.
وأما في كولومبيا البريطانية بكندا، فأعلنت حكومة المقاطعة حالة الطوارئ فيما حاول آلاف عناصر الإطفاء إخماد الحرائق في المنطقة.
وتم إخلاء عدد من القرى وسط المقاطعة وهو ما تسبب في تشريد أكثر من 10 آلاف شخص بشكل مؤقت، وفقاً لما أعلن وزير السلامة العامة الكندي رالف غودال.
وصرح غودال أن “هناك نحو 231 حريقا مشتعلاً عشرة منها على الأقل قريبة جداً من مناطق مأهولة، وهو ما يزيد من خطورتها”.
وأفاد المتحدث باسم جهاز مكافحة حرائق الغابات في كولومبيا البريطانية كيفن سكريبنك، لصحيفة “ناشونال بوست” أن العواصف الرعدية التي وقعت الجمعة تسببت بمعظم الحرائق وسط حالة من الجفاف.
وقال “نركز حالياً على السلامة العامة، وإبقاء هذه الحرائق بعيدة عن التجمعات السكانية وحماية الطرقات وما إلى ذلك”.
ولا يتوقع خبراء الأحوال الجوية هطول الأمطار على المنطقة خلال الأسبوع المقبل.