سعد المعطش يكتب: «لزمة» كويتية جديدة
«اللزمة» مفردة لها عدة معان مختلفة عن بعضها، وبكل صراحة لا أعرف سبب تسميتها ومن الذي اخترعها ولكننا نقولها دائما على عدة أمور لا تشبه بعضها نهائيا، ففي الحفلات الغنائية الشعبية نطلق على من يجيدون العزف على الآلات الإيقاعية «يلزم».
اللزمة الثانية هي تلك المفردات التي يرددها البعض في كلامه بعد كل جملة ويرددها بشكل مستمر قد تصل لدرجة الإزعاج للمتلقين، فتجده يردد اثناء حديثه «زين، معاي، عرفت، حلو» والحل الأمثل أنك تقول لأهل اللزمات كل حسب لزمته «لا مو زين، ولا أنا معاك، ولا عرفت شيئا منك، وجبتلي الحارج من كثر ما قلت حلو».
ولكن اللزمة التي يتشارك فيها اغلبية الشعب الكويتي هي «اللطم» فتجد الظالم يلطم والمظلوم يلطم حتى أصبحت سمة من سمات الكويتيين، فقد لاحظ الجميع كمية اللطم التي مورست بعد خبر هروب المدانين في قضية خلية العبدلي الإرهابية حتى شككت في أننا «شعب اسكندنافي» بسبب احمرار خدود البعض.
وأصبح الجميع يلوم وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح على عدم القبض عليهم، وتناسى البعض منهم أن تلك الخلية كانت تحت أنظار الجراح قبل القبض عليهم بعام كامل حين كان وزيرا للدفاع ولكنه كان يعمل بصمت ودون تصريحات إعلامية. من أكثر حالات اللطم عجبا ان هناك من يلوم الجراح بعدم حجز المتهمين قبل النطق بحكم التمييز، وهذا الأمر يعلمه الجميع ان وزارة الداخلية لا تملكه، ولكن المصيبة ان بعض من طالب بذلك الأمر هم رجال قانون كما يدعون، وطلبهم الغريب يجعلنا نشك في صحة شهاداتهم العلمية. لقد وضحت لكم ماذا نقول لأهل اللزمات الكلامية، ولكن أهل لزمات اللطم فعليكم أن تتركوهم يلطمون حتى تحمر خدودهم ومن يريد اللطم معهم فليلطم.. أدام الله من كان منطقيا في نقده، ولا دام من يعتمد على اللطم بحثا عن احمرار خدوده والشهرة.
saad.almotish@hotmail.com
جريدة الأنباء
سعد المعطش
@saadalmotish