“حماس” تطرح رؤيتها لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية
دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اليوم الاثنين الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الفصائل الوطنية الرئيسية وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني لإنهاء الانقسام المستمر منذ صيف عام 2007.
وأكد مسؤول حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في تصريحات صحفية على هامش لقاء جمعه بعدد من الصحافيين استعداد حركته لتطبيق المصالحة الوطنية مشيرا الى حوار “مرن للغاية ولأبعد الحدود”.
ودعا السنوار مختلف شرائح الشعب الفلسطيني إلى العمل على تحديد رؤية للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني.
وأوضح ان رؤية (حماس) لإنهاء الانقسام قائمة على إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الفصائل الفلسطينية الرئيسية لتتحمل كافة المسؤوليات والصلاحيات في الضفة الغربية والقطاع.
وقال ان اعادة تشكيل المجلس الوطني سواء “عبر الانتخاب أو أي طريقة أخرى” ستمكن من تطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح إطارا جامعا يمثل الكل الفلسطيني.
وجدد باسم الحركة التأكيد على استعداد حماس لحل اللجنة الإدارية التي شكلتها في قطاع غزة اخيرا لإدارة شؤون القطاع مشيرا الى ان تشكيلها كان بهدف تحسين العمل الحكومي وحل الإشكاليات الناتجة عن “الفراغ” الذي احدثته حكومة الوفاق.
كما أكد ادراك الحركة لخطورة الأوضاع المعيشية الصعبة داخل قطاع غزة وارتفاع مستوى الفقر والعوز لافتا الى هدف حركة حماس الاستراتيجي نحو تمكين سكان قطاع غزة من “العيش الكريم” دون التخلي عن المشروع الوطني والمقاومة الفلسطينية.
وكانت الحكومة الفلسطينية اتخذت إجراءات بحق قطاع غزة بعد فشل جولات المصالحة الوطنية بين حركتي (فتح) و(حماس) من بينها تقليص التحويلات الطبية وخصم رواتب الموظفين وسن قانون التقاعد المبكر ورفضها ادخال محروقات لمحطة توليد الكهرباء بسبب عدم دفع الضرائب من قبل اللجنة الادارية بغزة.
وحول تفاهمات (حماس) مع النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة (فتح) محمد دحلان أكد السنوار انها تهدف إلى حل مشاكل قطاع غزة معربا عن استعداده للعمل مع أي جهة مستعدة لخدمة السكان في القطاع “ما عدا الاحتلال الاسرائيلي”.
وعن علاقات حركة حماس مع جمهورية مصر العربية أوضح أن زيارته الاخيرة للقاهرة قبل عدة أشهر ساهمت في تفكيك الأزمات السابقة بين الحركة والقاهرة واحدثت اختراقا كبيرا في طبيعة العلاقة بين الجانبين.
وأوضح ان الجانب المصري وعد بفتح المعبر الا ان “احتياجات أمنية” مصرية حالت دون ذلك مؤكدا وجود قنوات اتصال يومية مع القاهرة.
وقال ان الادارة المصرية تتجه نحو فتح المعبر للأفراد والبضائع بعد اكتمال عملية الترميم وفق الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء داخل الاراضي المصرية.
وكشف السنوار عن تدخل أطراف عربية ودولية لإجراء مفاوضات صفقة تبادل أسرى جديدة بين الحركة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤكدا تمسك (حماس) بضرورة الإفراج عن 54 معتقلا تم تحريرهم في صفقة (وفاء الأحرار) مقابل الجندي (جلعاد شاليط) التي ابرمت عام 2011.
واعرب عن جاهزية الحركة لبدء المفاوضات في حال “تنظيف الطاولة والإفراج عن الأسرى الذين تم إعادة اعتقالهم” حسب وصفه.
كما وصف العلاقة مع ايران بأنها “أكثر من جيدة” وأنها تعود الى سابق عهدها الامر الذي سينعكس على “المقاومة وتطوير برامجها” مشيرا الى توتر العلاقات مع ايران سابقا بسبب الأزمة السورية.
وعن العلاقات مع سوريا قال ان حركته “لا مشكلة لديها لاعادة العلاقات” مع دمشق دون التدخل فيما اسماه ب”لعبة المحاور” معتبرا ان آفاق الانفراجة في الأزمة السورية سيفتح الباب امام ترميم العلاقات وعودتها.
وتعتبر هذه المرة الاولى التي يعقد فيها يحي السنوار (معتقل سابق في سجون الاحتلال الاسرائيلي) مؤتمرا صحافيا منذ انتخابه رئيسا لحركة حماس منتصف فبراير من العام الحالي.