“يونسيف” تحذر من تداعيات عدم حصول أطفال المناطق الهشة على مياه الشرب
حذرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم الثلاثاء من تداعيات عدم حصول الأطفال الذين يعيشون في أوضاع هشة على مياه الشرب العادية.
وذكرت المنظمة في تقريرها الصادر بالتزامن مع فعاليات اسبوع المياه العالمي في الفترة من ال27 اغسطس الجاري وحتى الاول من سبتمبر المقبل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ان نسبة هؤلاء الاطفال يزيد بحوالي أربعة أضعاف مقارنة بغيرهم الذي يعيشون في اوضاع لا تعاني الهشاشة.
واوضح التقرير ان تداعيات نقص مياه الشرب والصرف الصحي في مناطق الصراعات ومنها اليمن تتمثل بوصول نسبة حالات الاطفال المشتبه باصابتهم بالكوليرا والإسهال المائي الحاد الى اكثر من 53 في المئة اي أكثر من نصف مليون حالة.
ولفت الى ان شبكات امدادات المياه في اليمن تواجه خطر الانهيار الوشيك بسبب الصراع هناك فضلا عن حرمان 15 مليون شخص تقريبا من الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي بشكل منتظم في هذا البلد.
من جهة اخرى ذكر التقرير ان الصراع في سوريا ادى الى تعرض 4ر6 مليون طفل من اصل 15 مليون نسمة الى معاناة بسبب وضع المياه كأحد اسلحة الحرب اذ تم قطع المياه بشكل متعمد ما لايقل عن 30 مرة خلال العام الماضي في حلب ودمشق وحماة والرقة ودرعا فضلا عن تم تدمير المضخات وتلويث مصادر المياه.
واشار الى معاناة الصومال على مدى السنوات الخمس الماضية من تفشي مرض الكوليرا على أوسع نطاق حيث يوجد ما يقرب من 77000 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا والإسهال المائي الحاد.
كما تشهد دولة جنوب السودان أسوأ ما عرفته البلاد من حالات تفشي الكوليرا اذ ارتفع عدد الحالات منذ شهر يونيو 2016 وحتى منتصف هذا العام الى 19000 حالة فضلا عن تضرر وتدمير حوالي نصف مواقع المياه في البلاد بسبب القتال هناك.
وفي المناطق المتضررة من النزاع الواقعة شمال شرق نيجيريا تعرضت نسبة 75 في المئة من البنى التحتية للمياه والصرف الصحي للاتلاف أو التدمير ما حرم 6ر3 مليون شخص من خدمات المياه الأساسية.
واستعرض التقرير الصورة الاجمالية في المناطق التي تهددها المجاعة مثل شمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن مشيرا الى ان 30 مليون شخص تقريبا منهم 6ر14 مليون طفل هم في أمس الحاجة إلى المياه الصالحة للشرب هناك.
كما يعاني أكثر من خمسة ملايين طفل في تلك المناطق من سوء التغذية منهم 4ر1 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
ويؤكد التقرير ان من بين 484 مليون شخص عاشوا في أوضاع هشة في العام 2015 يوجد 183 مليون شخص يفتقرون إلى خدمات مياه الشرب الأساسية.
من جانبه اكد رئيس برنامج ال(يونيسف) العالمي للمياه والصرف الصحي والنظافة سانجاي ويجيسيكيرا في التقرير ان “حصول الأطفال على المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي خاصة أثناء النزاعات وحالات الطوارئ هو حق لهم وليس امتيازا”.
واكد اهمية اعطاء الاولية للمياه في البلدان التي تعاني من العنف والنزوح والنزاع وعدم الاستقرار باعتبارها وسيلة العيش الأكثر أهمية بالنسبة للأطفال.
وحذر المسؤول الاممي ان عدم توفر مياه صالحة للشرب ودمار النظم الصحية ستعرض الاطفال بالتأكيد لأمراض فتاكة مثل الكوليرا.