الكويت: الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين يتطلب ممارسات مبتكرة للدبلوماسية الوقائية
أكدت دولة الكويت اليوم الأربعاء ان الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين والسلام المستدام يتطلب النظر في ممارسات مبتكرة للدبلوماسية الوقائية.
جاء ذلك في كلمة القاها المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي في جلسة مجلس الامن حول (عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام: إسهامها المحتمل في الهدف الأسمى المتمثل في الحفاظ على السلام).
وشدد مندوب الكويت على ضرورة أن تنسجم الممارسات المبتكرة للدبلوماسية الوقائية مع قرار مجلس الأمن 2086 لعام 2013 الذي أكد أهمية رصد وتحديد تحديات ووظائف بناء السلام في مرحلة إنشاء بعثات الأمم المتحدة.
وأشار الى أهمية حشد الدعم من المؤسسات الوطنية والمحلية وجميع أطياف المجتمع وبالأخص المرأة والشباب من أجل البدء في بناء السلام المستدام من دون تأجيل ذلك لمرحلة ما بعد النزاع.
واعرب العتيبي عن الشكر للأمين العام للأمم المتحدة ونائبته وعن دعم دولة الكويت لكل ما يقومان به من جهود داعمة لعمليات حفظ السلام وسبل تطويرها من أجل تحقيق مبتغاها تماشيا مع أهداف الأمم المتحدة ومقاصدها النبيلة.
وذكر انه استرشادا بقراري مجلس الأمن 2282 لعام 2016 فإن دعم عمل لجنة بناء السلام من شانه سد الفجوة ما بين انتهاء عمليات حفظ السلام وبدء خطط بناء السلام من خلال انتقال سلس يضمن استدامة السلام وتعزيز التعاون مع المؤسسات الوطنية في الدول المعنية ومن شأن ذلك أن يساهم في تخفيض التكاليف المادية.
وأوضح العتيبي ان إنشاء بعثات حفظ السلام تماشيا مع الأسس والمفاهيم الواردة في القرارين 2086 و2282 سيمكن الأمم المتحدة من تقييمها بصورة أشمل وتشخيص التحديات التي تواجه تلك البعثات ومن ابتكار حلول خلاقة تُطور من أداء البعثات وتزيد من كفاءتها المالية دون الإضرار بقدراتها على مواجهة جميع التحديات التي تعترض ولايتها.
وأضاف ان التشاور المستمر مع الدول المعنية والتركيز على حاجاتها ورغباتها سيؤديان حتما لمزيد من الفعالية في أداء مهام ولاية البعثات سواء في مجال حفظ السلام أو بنائه.
وذكر ان النظر في احتياجات الدول المستضيفة للبعثات بشكل يتماشى مع التحديات والمتغيرات على أرض الواقع يسهم بشكل فعال بتعديل الولاية بما يتوافق مع تلك التطورات ويزيد من قدرتها على الاستجابة للتغيير ويعزز قدرة الدول المعنية في صياغة أو تعديل ولايات البعثات.
وأضاف العتيبي ان متابعة احتياجات الدول المستضيفة تساهم بوضع استراتيجيات الخروج ومن ثم يأتي دور المجتمع الدولي والمؤسسات المالية والإنمائية والدول المانحة في دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية.
وأشاد في هذا الصدد بالشراكة ما بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشكل يدعم بعثات حفظ السلام بأنواعها المختلفة في القارة الأفريقية وبأسلوب يعزز الدور والمسؤولية الوطنية للدول الأفريقية في محيطها الإقليمي.
واكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة أن التعاون المتزايد ما بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يعد مثالا يمكن الاستفادة منه في التعاون مع العديد من المنظمات الإقليمية الأخرى حول العالم.
وبين العتيبي ان دولة الكويت كانت لها تجربة في المساهمة في بعثة حفظ السلام في الصومال (يونيسوم) إلا أن تجربتها الكبرى والتي امتدت لأكثر من 12 عاما كانت من خلال استضافتها لبعثة الأمم المتحدة لمراقبة الحدود الكويتية العراقية (يونيكوم) حيث تعاونت دولة الكويت مع البعثة والمنظمة من أجل تحقيق أهدافها والوفاء بولايتها.
واكد ان دولة الكويت تمكنت من خلال هذه التجربة بالتشاور مع العراق والبعثة والدول الصديقة من المساهمة بقوات في عام 2003 من الاتفاق على إنهاء عمل البعثة بعدما حققت ولايتها وذلك في تجربة اشتركت فيها الدول المستضيفة والمساهمة ومجلس الأمن.
وأشار الى ان دولة الكويت تتطلع إلى المشاركة في المداولات البناءة لمجلس الأمن نحو تطوير عمليات حفظ السلام وبنائه في العام الحالي والعامين المقبلين خلال عضويتها في مجلس الأمن.