الجارالله: عضوية الكويت بمجلس الأمن فرصة للعمل على نطاق اوسع لمناقشة القضايا العربية
أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن عضوية دولة الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي في بداية يناير 2018 ستكون فرصة للعمل على نطاق أوسع لمناقشة القضايا العربية.
جاء ذلك في كلمة نائب وزير الخارجية الكويتي اليوم الثلاثاء أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية 148 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.
وأوضح الجارالله أن الاجتماع يتزامن مع التحضير لاستلام مهام الكويت للعضوية غير الدائمة في مجلس الامن مشيرا الى ان القضايا العربية أصبحت تتصدر الاهتمام الدولي ابتداء من القضية الفلسطينية والأزمة السورية واليمنية والليبية ثم الأوضاع في العراق الشقيق.
واشار كذلك الى التدخلات الايرانية في شؤون الدول العربية ومن ثم قضية “الارهاب” التي أصبحت مصدر قلق يهدد أمن واستقرار مجتمعاتنا.
واعرب الجارالله في هذا السياق عن جزيل الشكر والامتنان لثقة الدول العربية التي دعمت ترشيح دولة الكويت للحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن خلال الفترة (2018-2019).
وأكد أن دولة الكويت سوف تعمل “بكل جهد” للحفاظ على شرف هذه الثقة لتمثيل الدول العربية في مجلس الأمن خير تمثيل والعمل على كل ما من شأنه خدمة المجتمع الدولي وقضايا السلم والأمن الدوليين” داعيا الله “ان يعيننا واياكم” على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة.
واشار الجارالله في كلمته الى مشاركة الاشقاء الفلسطينيين همومهم ومعاناتهم اثر الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة والمستمرة على الحرمات المقدسة والشعب الفلسطيني دون أي اعتبار.
واكد مجددا التزام دولة الكويت بالقرارين (476 و478) لعام 1980 والقرار 2334 لعام 2016 لالزام اسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) بوقف سياساتها واعتداءاتها المتواصلة على مدينة القدس الشرقية والمسجد الاقصى المبارك – الحرم القدسي الشريف والتي تشكل انتهاكات جسيمة للقوانين والقرارات الدولية.
وذكر بأن اسرائيل مازالت تعمل على حشد الاصوات للوصول الى العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن معربا عن الامل بأن تتضافر الجهود العربية لاستبعادها عن الترشح لهذه العضوية “من خلال علاقاتنا الثنائية وعضوية دولة الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن”.
كما أكد اهمية العمل معا لوضع رؤية مشتركة في كيفية التصدي لعقد القمة الافريقية – الاسرائيلية المقررة في جمهورية توجو في اكتوبر 2017 .
وأوضح الجارالله أنه “انطلاقا من حرص دولة الكويت على اعانة الاشقاء في فلسطين لتجاوز معاناتهم وباسم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أعلن عن استضافة دولة الكويت للمؤتمر الدولي عن معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاكات القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل على أن يتم عقده خلال الفترة من 12 الى 13 نوفمبر 2017”.
وفيما يتعلق بالازمة السورية قال ان اجتماع اليوم يأتي في الوقت الذي تحضر وزارة خارجية كازاخستان لعقد الجولة السادسة من المباحثات السورية في العاصمة (استانا) المقررة يومي 14 و15 سبتمبر 2017 .
واضاف “ولعل هذه المؤتمرات تبعث الأمل في الوصول الى حل سياسي يرضي جميع الأطراف السورية الأمر الذي يعطي فرصة لاستكمال جهود المجتمع الدولي الرامية لانهاء الصراع السوري لاعادة الأمن والاستقرار للاشقاء السوريين”.
وجدد في هذا الاطار دعم دولة الكويت لجهود المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا والبدء بعملية الانتقال السياسي وفق مقررات جنيف (1).
واوضح الجارالله في كلمته أن الامة العربية تمر اليوم بكوارث انسانية نتاج الأزمات العربية “مما يتطلب منا ونحن في هذا البيت العربي أن نحتوي هذه الازمات والوقوف على طرق معالجتها”.
وحول الأزمة اليمنية نبه الى أنها تدخل عامها الرابع دون الوصول الى حل سلمي ينهي الصراع اليمني مضيفا “فمن أجل اعادة اليمن الى سابق عهده على الاطراف اليمنية أن تستأنف المفاوضات في أقرب وقت ممكن والاتفاق على تسوية سياسية مع الحكومة الشرعية وفقا للقرار رقم (2140) لعام 2014 والقرار (2216) لعام 2015 ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية”.
كما عبر في هذه المناسبة عن السعادة البالغة لما يشهده العراق من قضاء على براثن ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) مباركا للاشقاء في العراق على تحرير كافة المناطق التي يتمركز فيها هذا التنظيم الارهابي.
وقال “اننا لنسعد اذ نرى العراق آمنا مستقرا موحدا ينعم بأجواء المصالحة الوطنية الأمر الذي سوف ينعكس ايجابيا على أمن واستقرار المنطقة” لافتا الى أن دولة الكويت رحبت وبتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على استضافة مؤتمر دولي لاعادة اعمار المناطق المحررة في العراق جراء الأعمال الارهابية.
وأوضح الجار الله في كلمته أنه بالرغم من مساعي دولة الكويت لخلق قنوات حوار بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الا أن التدخلات الايرانية في شؤون الدول العربية مازالت مستمرة.
وأضاف أن “دول المنطقة لا زالت تعاني من هذا التدخل والذي تمثل مؤخرا في بلادي بما يسمى (خلية العبدلي) الأمر الذي قد انعكس على جهود دولة الكويت في احياء حوار بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران بكل ما يمثله من انعكاس ايجابي على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وجدد في هذا الصدد الدعوة لايران للقبول بحل ينهي احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث عبر اللجوء للتحكيم باعتباره الأسلم والأمثل لحل أي خلاف.
واشار الجارالله في ختام كلمته الى ظاهرة تنامي “الارهاب” التي عانى منها الجميع مؤكدا موقف دولة الكويت في دعم مساعي التحالف الدولي في القضاء على هذه الظاهرة البغيضة وتطلعها لأن يتمكن المجتمع الدولي من هزيمة “الارهاب” وتخليص العالم من شروره.
وكان الجار الله قد اعرب في بداية كلمته عن جزيل الشكر لوزير الشؤون الخارجية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبدالقادر مساهل رئاسته الدورة السابقة لمجلس جامعة الدول العربية بحكمة واقتدار.
كما اعرب عن سعادته لتواجد وزير خارجية جيبوتي محمود يوسف على منصة الرئاسة واستلام مهامه لترؤس الدورة الحالية مثنيا كذلك على جهود امين عام جامعة الدول العربية أحمد ابوالغيط بالتشاور المستمر والتنسيق المتميز مع الرئاسة السابقة والدول الاعضاء.