الأمم المتحدة: معدلات الجوع تعاود الارتفاع إلى 815 مليون نسمة بسبب الصراعات
حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة من عودة ارتفاع معدلات الجوع في العالم بعد انخفاضها المطرد طوال العقد الماضي لتشمل 815 مليون نمسة يشكلون 11 بالمئة من سكان العالم بسبب انتشار الصراعات والتغير المناخي.
جاء ذلك في أحدث تقرير أممي حول (حالة الأمن الغذائي في العالم) السنوي لعام 2017 عرضه في مؤتمر صحفي رؤساء منظمات الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) غراتسيانا داسيلفا والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) جيلبير أنغبو وبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي وممثلو منظمتي الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التي شاركت في اعداده.
وذكر تقرير الأمم المتحدة الأول بعد اعتماد أهداف (أجندة 2030) لعام 2017 الرامية للقضاء نهائيا على الجوع أن عدد من يعانون الآن من الجوع زاد العام الماضي بمقدار 38 مليون شخص الى 815 مليون نسمة مع تعرض ملايين الأطفال للاصابة بسوء التغذية التي باتت تهدد أشكالا متعددة منها صحة الملايين حول العالم.
وأشار التقرير إلى أن نحو 155 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم وقصر القامة يعيش منهم 122 مليونا في دول تشهد نزاعات فيما يعاني 52 مليون طفل من الهزال ونقص الوزن في حين يعاني نحو 41 مليون طفل من السمنة وزيادة الوزن.
كما اعتبر من دواعي القلق انتشار مرض فقر الدم بين النساء في سن الإنجاب والذي يصيب 613 مليون امرأة يشكلن نحو 33 في المائة من مجموع هذه الفئة وارتفاع في العالم عدد البالغين يعانون من السمنة الى 641 مليون شخص يشكلون 13 في المائة من اجمالي البالغين في العالم.
وقال ان هذا الاتجاه المسجل المعاكس لمسار تخفيض معدلات الجوع وسوء التغذية هو نتاج انتشار النزاعات والصدمات المناخية بسبب التغير المناخي بل وناجم أيضا عن التغيرات الكبيرة في العادات الغذائية والتباطؤ الاقتصادي.
وفيما أوضح التقرير في تقييم عالمي لمنظمات الأمم المتحدة حول الأمن الغذائي والتغذية أن “النزاع الذي يفاقمه التغير المناخي يعد أحد الأسباب الرئيسية للزيادة الجديدة في معدلات الجوع وسوء التغذية” لاحظ أن “النزاعات خلال العقد الماضي زادت بشكل كبير وأصبحت أكثر تعقيدا وتداخلا” وأن أكبر نسبة من الأطفال المصابين بانعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية يتركزون الآن في مناطق النزاع”.
وشدد رئيسا الفاو وايفاد في مقدمة التقرير على أن هذه المؤشرات تدق ناقوس الخطر لا يمكننا تجاهلها اذ “لا يمكننا القضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية بحلول 2030 ما لم نعالج جميع العوامل التي تقوض الأمن الغذاء والتغذية” بالاضافة الى “ضمان وجود مجتمعات سلمية وشاملة لجميع الشرائح كشرط ضروري”.
ووفق بيانات التقرير يبلغ عدد الجوعى في آسيا 520 مليون نسمة يشكلون 7ر 11 في المائة من سكان القارة بينما يبلغ عددهم في أفريقيا 243 مليونا يشكلون 20 في المائة من السكان وفي أمريكا اللاتينية والكاريبي 42 مليونا و6ر6 بالمائة من مجموعة السكان.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) قال رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية جيلبير انغبو “إن كنا غير قادرين على وقف النزاعات والحد من التغير المناخي فإننا نسعى جاهدين إلى التخفيف من وطأة تداعياتها على السكان الريفيين والفقراء الأشد معاناة من هذه التداعيات”.
وأضاف أنه على مؤسسات المجتمع الدولي إذا كانت جادة في استئصال الجوع أن “تعمد إلى التخطيط بعيد المدى وأن نستثمر بشكل مكثف في المناطق الريفية” مؤكدا نجاعة “الاستثمار في السكان الريفيين وصغار المزارعين” نظرا لتجربة ايفاد “الناجحة في انتشال ملايين الأشخاص من براثن الفقر” بفضل الاستثمارات.
وحول مدى أهمية استجابة للتحديات الماثلة التي أبرزها التقرير قال أنغبو “بالنظر إلى الأرقام المقلقة لعدد الجوعى في هذا التقرير يمكن ادراك الهدف الكامن خلف التزام الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) بتحقيق التنمية الريفية المستدامة.
وأضاف ان نجاح ايفاد في مهمته التنموية على مدى أربعة عقود “ما كان يمكن تحقيقه دون شركائنا الأوفياء وفي مقدمتهم دولة الكويت التي بلغ مجموع مساهماتها المباشرة في حافظة استثمارات الصندوق منذ تأسيسه 203 ملايين دولار”. (النهاية) م