قضية اللاجئين رغم تعقيداتها لا تزال محط اهتمام العديد من الجهات الدولية
لا تزال قضية اللاجئين رغم تعقيداتها الناجمة عن الازمات في المنطقة محط اهتمام العديد من الجهات الدولية بهدف انهاء معاناتهم الانسانية وتخفيف الاعباء على الدول المستضيفة ولاسيما الدول ذات الامكانيات المحدودة ومن بينها تونس.
ودأبت العديد من الجهات الدولية وفي مقدمتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على مساعدة هؤلاء اللاجئين وحل قضيتهم بعد اضطرارهم الى اللجوء هربا من النزاعات المسلحة في دولهم الى جانب مساعدة الدول المستضيفة للاجئين وتخفيف الاعباء عليها لتوفير حياة كريمة لهم.
وتسبب استمرار الازمات في المنطقة باطالة أمد المعاناة الانسانية للاجئين الذين تملكهم شعور بالحنين الى الوطن والرغبة في ايجاد حياة كريمة من خلال توفير فرص العمل لهم في الدول المضيفة.
وفي هذا الاطار تسعى مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين (اونروا) الى تقديم المساعدة للاجئين اينما كانوا الا ان مشكلة اللاجيء تظل دوما هو انه لا يعرف نهايته ويجدها غامضة.
وقال المسؤول الاعلامي الاقليمي لمفوضية اللاجئين محمد ابو العساكر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان “المفوضية تحاول دمج اللاجئين في المجتمعات المضيفة وهو امر ممكن فقط في الدول الموقعة على اتفاقية جنيف 1951 التي تسمح بعملية توطين اللاجئين من جنسيات اخرى”.
واضاف ابو العساكر ان الدول غير الموقعة على الاتفاقية تحاول بحث اعادة توطين اللاجئين مع المفوضية لكن المسؤولية الاساسية للمفوضية هي ايجاد حلول دائمة للاجئين وليس بقاء اللاجئين لاجئين مدى الحياة مضيفا انه الى حين ايجاد حلول دائمة تحاول المفوضية توفير الخدمات الاساسية للاجئين.
وذكر ان واحد بالمئة من اجمالي اللاجئين يتم قبولهم لدى الحكومات الموقعة على اتفاقية جنيف من اصل 23 مليون لاجىء مشيرا الى ان هناك تصاعدا في ارقام اللاجئين سنويا في الشرق الاوسط بسبب الحروب ليصل عدد النازحين واللاجئين حول العالم 66 مليون نسمة.
من جهته قال مدير برنامج الشراكة بين مفوضية اللاجئين والهلال الاحمر التونسي وجدي بن محمد ل(كونا) ان البرنامج معني بحماية اللاجئين في المنطقة الحضرية في تونس والذين يبلغ عددهم قرابة 638 لاجئا من دول مختلفة.
واوضح بن محمد ان البرنامج وفر السكن لكثير من اللاجئين الذين لايستطيعون الحصول على سكن من خلال توفير مركز ايواء تبلغ طاقته الاستيعابية حوالي 300 شخص علاوة على تقديم مساعدات مالية وتوفير المتابعة والرعاية الصحية لهم.
وقال ان البرنامج يقوم ايضا بمتابعة الاوضاع الدراسية والتعليمية للاجئين حيث يتم توفير مواد القرطاسية وشراء الكتب لهم بالاضافة الى تقديم المساعدات العينية في المناسبات ومرافقة اللاجئين اثناء المراجعات الحكومية لتسهيل معاملاتهم لاسيما وان وضع اللاجئين غير قانوني في تونس.
من ناحية اخرى قال اللاجئ من افريقيا الوسطى رينو لودوفيك ل(كونا) ان ازمته الحقيقية تكمن في شح الفرص الوظيفية وضعف الاجور مشيرا الى انه مزارع وكل مايجنيه من عمله يصرف على الطعام والمواصلات.
واوضح لودوفيك ان الصراعات في بلده هي التي جعلته يهرب لتونس تاركا زوجته وابنته هناك كما قام بتهريب ابنه حين بدأ يكبر في العمر الى جمهورية كونغو مع اقاربه لحمايتهم من الحرب هناك.
وبين انه كان تقنيا لتصنيع المواد الطبية الاصطناعية في بلده واليوم يجد صعوبة بالغة لايجاد عمل حتى كمزارع وهو امر مؤلم اذ تبدل الحال بين ليلة وضحاها دون ان يعرف ماذا يخبئ له المستقبل مشيرا الى انه يشعر و كانه عالقا ووضعه لا يتحسن.
اما اللاجئ السوداني محمد يوسف فقال ل (كونا) انه كان اساسا لاجئا في ليبيا هاربا من الاوضاع الانسانية المتدهورة في دارفور وعاش حياة جيدة هناك الى ان تدهورت الاوضاع في 2011 ووصل الى تونس في 2014.
واعرب يوسف عن الشكر والتقدر للشعب التونسي ومفوضية اللاجئين والهلال الاحمر التونسي ومنظمة اطباء بلا حدود على جهودهم المبذولة في تسهيل حياة اللاجئين وتفهم اوضاعهم.
وانشئت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في العام 1950 وقامت بمساعدت حوالي 50 مليون شخص في العالم ومنحت جائزة نوبل للسلام في عامي 1954 و1981 لجهودها في تأمين الحماية للاجئين والنازحين على اساس انساني وغير سياسي ولسعيها الدؤوب لايجاد حلول دائمة لهم.