إعلاميون عرب يطالبون بنشر ثقافة استشراف المستقبل في العالم العربي
طالب إعلاميون عرب اليوم الأربعاء بنشر ثقافة استشراف المستقبل في العالم العربي من قبل مراكز الابحاث والجامعات العربية مؤكدين اهمية تجربة (المنتدى الاستراتيجي العربي) في هذا المجال.
واكد المشاركون في النسخة الأولى لبرنامج التدريب التنفيذي (الاستشراف الجيوسياسي والاقتصادي) الذي ينظمه المنتدى الاستراتيجي العربي واستمر يومين اهمية خلق جيل من الشباب العربي يمتلك مهارات الاستشراف في كافة المجالات العلمية مشددين على ان العالم العربي ينقصه المتخصصون في هذا المجال الهام.
وقال نائب رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي عبدالله بن طوق خلال كلمته في ختام البرنامج التدريبي ان “عملية استشراف ودراسة القضايا العالمية والمحلية اصبحت ضرورة ملحة في ظل عالم سريع التغير واحداث عاصفة ومتسارعة تنعكس على المنطقة العربية بصورة كبيرة”.
واضاف انه “من هذا المنطلق جاء دور المنتدى الاستراتيجي العربي في تصميم واستشراف أبرز الأحداث بما يخدم صناع القرار ويضع استراتيجيات عربية تخدم جميع شعوب المنطقة”. وبين بن طوق ان المنتدى الذي يتخذ دبي مقرا له جاء لتجسيد رؤية نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إيجاد مركز متخصص بالدراسات التي تتنبأ بمستقبل المنطقة من خلال علوم الاستشراف والتحليل الجيوسياسي مؤكدا دور الاعلاميين العرب في توعية مجتمعاتهم باهمية قراءة المستقبل والاستعداد له.
من جانبها قالت مديرة المنتدى الاستراتيجي العربي سهى العليلي في كلمة مماثلة ان الهدف من تدشين النسخة الأولى من البرنامج هو انشاء منصة نموذجية ناجحة تجتمع فيها كافة الآراء والأفكار والرؤى التي تصمم وترسم مستقبلا أفضل للعالم العربي وتصبح دليلا أمام صناع القرار.
واشادت العليلي بمستوى المشاركين في البرنامج التدريبي داعية اياهم الى الاسهام في ترسيخ ثقافة استشراف المستقبل لدى مؤسساتهم الإعلامية بما يخدم مصالح وشعوب الدول العربية. من جهته قال مدرب الدورة عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية في مصر الدكتور محمد شومان انه خلال يومين من الدورة استطاع المشاركون وضع مبادئ وقواعد للاستشراف يمكن الاعتماد عليها من قبل الإعلاميين في صياغة تقارير صحفية مميزة تستشرف مستقبل المنطقة.
وشدد شومان على ضرورة إنشاء مراكز أبحاث وطنية عربية متخصصة ودعم تدريس مواد الاستشراف في كليات الإعلام العربي وخلق ثقافة الاستشراف لدى الجيل الجديد من طلاب الجامعات العربية.
وبدوره قال نائب رئيس التحرير للشؤون المحلية في وكالة الأنباء الكويتية (كونا) المشارك في البرنامج طلال الكندري ان “أهمية البرنامج تأتي نظرا لشح مثل هذه البرامج في الوطن العربي والتي تهدف إلى استشراف المستقبل سواء للدول أو القضايا العربية ووضع السيناريوهات المستقبلية لها من خلال شرح علمي واف للاستشراف المستقبلي”.
فيما اكد الصحفي بجريدة الأهرام المصرية الطيب صادق ان البرنامج التدريبي رسالة قوية لكل المنطقة العربية بأهمية العمل على استشراف المستقبل موضحا أنه استفاد بدرجة كبيرة من البرنامج والمادة النظرية والعملية التي قدمت خلال الجلسات بما سينعكس إيجابيا على الإعلاميين المشاركين في البرنامج ورسالتهم الإعلامية. من جهته قال نائب رئيس القسم الاقتصادي بجريدة البيان الإماراتية عبدالله عبدالكريم انه استطاع خلال برنامج التدريب التنفيذي الخاص بالاستشراف الجيوسياسي والاقتصادي للاعلاميين العرب التعرف على بعض المهارات الأساسية للاستشراف المستقبلي من خلال صياغة الأحداث في الوقت الراهن ومحاولة وضع الرؤى المستقبلية بشأن القضايا المختلفة في المنطقة العربية.
واضاف ان “البرنامج التدريبي اتاح الفرصة لرسم المبادرات والاستراتيجيات للمستقبل عن طريق التدرب على وضع السيناريوهات المحتملة لكثير من القضايا والمسائل العالقة في الوقت الحالي التي نتعامل معها باعتبارها مشكلات قائمة في محاولة لإيجاد البدائل والحلول بشأنها”.
من جانبه قال رئيس قسم الإعلام الجديد في المكتب الإعلامي لحكومة دبي بلال القرعان ان استشراف المستقبل خاصة على مستوى الإعلام العربي مادة لا تحظى بكثير من تسليط الضوء بالرغم من الأهمية الكبيرة لهذا التخصص الذي يمكن أن يدعم صانع القرار ويمثل رافدا معرفيا مهما.
وبين انه خلال البرنامج التدريبي تم التعرف على تاريخ الدراسات المستقبلية وأبرز رواد هذا المجال على المستوى العالمي كما تمت مناقشة أهم مدارس الاستشراف والتقنيات والأساليب المستخدمة في وضع تصورات الاستشراف المستقبلي إضافة إلى تبادل الإعلاميين المشاركين خبراتهم ما أثرى مختلف النقاشات التي اعتمدت على التدريبات المباشرة والحوار المفتوح.
يذكر ان المنتدى الاستراتيجي العربي ومقره دبي يقدم منذ عام 2001 استشرافات وتوقعات سنوية دقيقة حول الأحداث الهامة خلال العام من خلال جمع اراء الخبراء والبيانات الموثوقة المصدر وتحليلها بهدف التعرف على التحديات المستقبلية التي تواجه العالم العربي.