“الأبحاث” ينجز المرحلة الأولى من مشروع التحلية بـ “التناضح المباشر”
أعلن مركز أبحاث المياه التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية اليوم الاربعاء انجاز المرحلة الأولى من مشروع تحلية مياه البحر بتقنية التناضح المباشر والتي تعد الأولى من نوعها في دولة الكويت.
وقال القائم بأعمال مدير برنامج تقنيات تحلية المياه ورئيس المشروع البحثي الدكتور منصور أحمد في تصريح صحفي ان الطلب المتزايد على المياه العذبة وندرة مواردها الطبيعية في الكويت أديا الى توجه الدولة منذ أواسط القرن الماضي نحو تحلية مياه البحر.
وأضاف أحمد أن المياه المحلاة في البلاد أصبحت المصدر الرئيسي للمياه العذبة التي يتم توفيرها عبر استخدام محطات التحلية التابعة لوزارة الكهرباء والماء تقنية التبخير الوميضي المتعدد المراحل وتقنية التناضح العكسي.
وأوضح أن التكلفة الرأسمالية والتشغيلية لمثل هذه التقنيات تعد باهظة وتستهلك كميات كبيرة من الوقود وتنتج مياها عادمة عالية الملوحة كما انها تعاني مشاكل فنية مثل الترسبات الملحية والانسدادات والتآكل وعليها ابتكر المعهد تقنية جديدة وواعدة لتحلية مياه البحر باستخدام نظم غير تقليدية.
وأشار الى أن التقنية الجديدة تهدف الى خفض الأعباء الاقتصادية والبيئية على الدولة مع ضمان توفير المياه العذبة بشكل مستدام للمستهلكين وللأنشطة التنموية المختلفة عند نجاح تطبيقها على سعات تجارية.
وبين أن تقنيات التحلية المبتكرة باستخدام الأغشية بمختلف أنواعها وطرقها وأنظمتها شهدت تطورا ملحوظا من خلال الأبحاث المكثفة على مدى سنوات حيث نتج عنها انظمة واعدة ومنها تقنية (التناضح المباشر) كأحد الحلول المستدامة لتطبيقات تحلية مياه البحر في المستقبل.
وافاد بأن تقنية التناضح المباشر تتميز بإنتاجية عالية للمياه العذبة وخفض ملموس للطاقة وللمياه الراجعة الناتجة عن عمليات التحلية إضافة الى تغلبها على المشاكل الفنية التي تعانيها أنظمة التحلية التقليدية وتتميز بخفض ملموس في التكاليف الرأسمالية بسبب استخدام مواد ذات تكلفة منخفضة لتشييد المحطة.
وذكر انه رغم كل هذه المزايا فإنها تقنية جديدة لا تزال بحاجة إلى الكثير من الدراسات والتطوير للوصول بها إلى القدرة التنافسية على المستوى التجاري وعليها قام المركز بتبنيها لتطويرها وتطبيقها على نطاق تجاري مستقبلا في دولة الكويت والمنطقة.
وأشار الى انه تم تنفيذ هذا المشروع لتقييم كفاءة وجدوى أغشية التناضح المباشر والمحاليل الساحبة المتوفرة تجاريا لتحلية مياه البحر على المستوى المخبري حيث تم تصميم وتشييد واختبار وحدة مختبرية بناء على خطة عمل وضعت لتنفيذ اختبارات معملية خلال فترة زمنية محددة سلفا.
واضاف الدكتور أحمد انه تم تنفيذ التجارب المعملية تحت ظروف تشغيلية مختلفة لعدة أنواع من الاغشية والمحاليل الساحبة حيث بينت النتائج قدرة أغشية التناضح المباشر على رفع نسبة الانتاج للمياه العذبة 50 في المئة و56 في المئة عند درجة حرارة 25 و40 درجة مئوية على التوالي مع خفض ملموس لحجم المياه العادمة الى نسبة 50 و44 في المئة على التوالي.
وأوضح أن النتائج بينت ايضا جودة المياه المنتجة وتوافقها مع المعايير والمواصفات القياسية النوعية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وذلك بعد فصل المياه العذبة عن المحاليل الساحبة باستخدام الطرق الغشائية والحرارية كما بينت قلة ظهور الترسبات والتآكل وسهولة تنظيف الأغشية منها وإمكانية خفض التكلفة التشغيلية للمنظومة المقترحة من خلال ربطها مع نظم الطاقة الشمسية.
وحول اهم مخرجات المشروع الذي تم بالتعاون مع عدد من المؤسسات البحثية والشركات العالمية المتخصصة قال انه تم استحداث قاعدة مرجعية للمعلومات الفنية المكتسبة حول أداء وكفاءة أغشية التناضح المباشر والمحاليل الساحبة المتوفرة تجاريا وفقا للظروف السائدة في الكويت.
وأضاف أنه تم ايضا عمل تصميم لوحدة نموذجية مع وضع المواصفات الفنية لها من أجل تشييدها للمرحلة اللاحقة من الدراسة واجراء مزيد من الدراسات على التقنية المقترحة لتطويرها بغية الوصول بها الى القدرة التنافسية مع تقنيات التحلية التقليدية.