اختتام قمة الأنهار الكبرى التي أصدرت “ورقة روما” حول المياه والمناخ
اختتم مؤتمر (المياه والمناخ : ملتقى الأنهار الكبرى في العالم) أعماله اليوم الاربعاء باصدار ورقة (ميثاق روما) لتحسين ادارة النظم المائية للأنهار والبحيرات الرئيسية ومواجهة آثار التغير المناخي وفق أهداف اتفاقية باريس حول المناخ.
وقال الرئيس الايطالي سيرجو ماتاريللا في كلمة الختام الرئيسية ان “العلاقة بين تغير المناخ وتوافر الموارد المائية تندرج تماما بين القضايا التي تتطلب تضافر الجهود” بدءا بسلوك المواطنين مثل عدم هدر المياه مرورا بكافة المكونات الاجتماعية والمؤسسات وصولا إلى “تعاون لا غنى عنه على الصعيد الدولي”.
وشدد الرئيس الايطالي على أن “المياه تعد حقا أساسيا غير قابل للتصرف لكل فرد من سكان كوكبنا وعنصرا أساسيا للحياة متلازم مع وجودنا ذاته اذ تعتمد الصحة والأمن الغذائي على المياه”.
وأكد في هذا الصدد أمام المؤتمر الأول الدولي الأول من نوعه الذي دعت اليه ايطاليا أهمية “انشاء شبكة أصيلة بين جميع الذين يعملون يوميا على ادارة المياه أجل حث السلطات العامة لتنفيذ أعمال البنية التحتية التي تتطلب الممرات المائية بشكل دوري”.
وأوضح أن ذلك “يشكل حاجة ضرورية تفرضها الظواهر المناخية الحالية التي تشهد مع فترات طويلة من الجفاف تليها هطول أمطار غزيرة” ما يستدعي أعمال صيانة دقيقة ومتشعبة مخططة للتكيف المستمر مع الظروف المتغيرة ومنها نوعية المياه التي تتهددها على نحو متزايد مصادر تلوث متنوعة.
وخلص ماتاريللا الى “اننا بحاجة إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للمياه مع الحفاظ على معايير الجودة في توازن لا يمكن تحقيقه إلا بتكريس المزيد من الطاقة في البحوث ونشر الممارسات الجيدة في سياق شراكة متجددة بين القطاعين العام والخاص وبدعم من الهيئات الدولية” المشاركة في المؤتمر.
من جهته قال وزير البيئة الايطالي جان لوكا غالليتي الذي رعت وزارته المؤتمر أن الملتقى أسفر عن اصدار (ميثاق روما) بين القائمين على ادارة الأنهار والبحيرات الرئيسية في العالم من أجل أن يعالجوا معا “آثار تغير المناخ على أحواض المياه”.
واضاف انه تم الاتفاق على قيام تحالف بين الشركات الايطالية حول المياه والمناخ والتزام قوي من جانب الدول الصناعية لمساعدة أفريقيا الأكثر معاناة من التغير المناخي.
وقال غالليتي اننا حققنا ثلاث نتائج تتمثل في تبني (ميثاق روما) بهدف وضع مسألة الأنهار في صميم النقاش حول التغير المناخي وولادة “التحالف الإيطالي للمياه والمناخ” الذي يجمع بين عالمي البيئة والصناعة اللذين يمكنهما المساعدة في ترشيد استهلاك المياه في إنتاج أكثر كفاءة وقدرة على المنافسة”.
وأضاف ان الانجاز الثالث “وربما الأهم” يتمثل في تكريس جانب رئيس من القمة الى القارة الأفريقية للبلدانها الأكثر تأثرا بتغير المناخ والافتقار إلى المياه.
واختتم الوزير الايطالي المؤتمر بالاعلان عن “التزام ايطالي” بتخصيص 5 ملايين يورو (نحو 6 ملايين دولار) لمشروع مراقبة نهرين رئيسيين في الكونغو والسنغال” والدعوة الى اجتماع قادم للمؤتمر في روما عام 2020 كي “تصبح هذه القمة حدثا هاما على جدول الاحداث البيئية الدولية”.
ودعت ايطاليا الى هذا الملتقى الدولي الأول لأنهار العالم الكبرى حول الذي استضافته على مدى ثلاثة ايام بمشاركة ممثلي 100 دولة و47 حوضا مائيا في العالم بهدف “تحفيز حوار يجمع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة في اطار التضامن والاستعداد لتقاسم الخبرات والمعرفة بشأن وحماية الانهار بوصفها مورد حيوي وترشيد إدارته”.