الاحتلال الإسرائيلي يطارد تفاصيل حياة المزارعين في الأغوار الشمالية
تطارد سياسات الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل حياة المزارعين الفلسطينيين في منطقة الأغوار الشمالية المحاذية للحدود الأردنية التي يتهدد ما تبقى من أراضيها خطر المصادرة.
وتحاصر المستوطنات مساكن الفلسطينيين المتواضعة وتزحف معسكرات التدريب لتحول ساحات منازلهم ومزارعهم إلى مواقع للرماية بالذخيرة الحية.
وينتظر سكان ثلاثة تجمعات سكانية هي الفارسية ومحكول وحمصة في الأغوار الشمالية تنفيذ الاحتلال قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإزالة المساكن التي تؤوي 171 مواطنا بحجة أن المنطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
يسرد سكان منطقة الفارسية تفاصيل يومياتهم المتشابهة التي لا يكسر روتينها سوى ارتفاع وتيرة الاعتداءات سواء من الجيش أو المستوطنين.
وقال المواطن علان دراغمة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) “اخطرونا بهدم المساكن التي تؤوينا وصادروا أراضينا وأغنامنا وزرعوا لنا مستوطنا وعائلته استولى على عشرة آلاف دونم ويمنع أغنامنا من الرعي فيها”.
واضاف “هذه أراضينا عاش عليها اجدادنا ونعيش فيها قبل عام 1948 أي قبل قيام إسرائيل ولدينا اوراق طابو من العهد العثماني تثبت ملكيتنا لها”.
وتسكن أم فراس مع أبنائها في ثلاث خيم مكونة من ألواح خشبية مغطاة بالبلاستيك وتشرح في حديث مماثل ل(كونا) كيف أن جيش الاحتلال يستهدف حياتهم ولم يترك شيئا حتى أن الخلايا الشمسية التي تبرعت بها الدول المانحة لم تسلم من اعتداءاتهم.
واضافت “نستعين بالخلايا الشمسية على قسوة الحياة لكن الجيش يستهدفها ويدمرها ويمنعنا من مد خطوط الكهرباء وحفر آبار المياه والبناء .. يريدنا أن نرحل من أرضنا”.
وأشارت إلى عمليات التدريب العسكرية بالذخيرة الحية التي يجريها الجيش في مناطق الأغوار قائلة “يتدربون في الليل والنهار وبين بيوتنا”.
وقال صلاح جميل يوسف من تجمع الفارسية ان “الاحتلال يمنعنا من البناء ويحرمنا من الماء الذي نشتريه من أماكن بعيدة وبأسعار مرتفعة”.
من جهته قال برهان بشارات أحد سكان خربة محكول ان الخربة تعرضت للهدم ثلاث مرات وأن الاحتلال يصادر المساعدات السكنية والخلايات الشمسية التي تقدمها الدول الأوروبية في ذات اليوم مطالبا المانحين بحماية هذه المساعدات.
وذكر احمد بني عودة إنه أصيب مرتين برصاص الاحتلال ولا يأبه بقرار ما تسمى محكمة العدل العليا الإسرائيلية هدم مساكنهم مؤكدا انه قطع عهدا على نفسه ألا يموت إلا على هذه الأرض.
وقال المزارع علي ابوكباش إن الاحتلال يضخ مياه البئر التي لا تبعد سوى امتار قليلة عن مسكنه عدة ساعات يوميا لصالح المستوطنات بينما يعاني الفلسطيني العطش.
واضاف ابوكباش من تجمع حمصة أن “الاحتلال يلاحق صهاريج المياه ويعتقل الأغنام والرعاة ويجبرهم على دفع أموال عن كل يوم يحتجز فيه الاغنام إضافة إلى فرض غرامات مالية على المزارعين”.
وقال مسؤول الاستيطان في محافظة طوباس بالضفة الغربية معتز بشارات إن الاحتلال يبعد الاهالي والاغنام عن مساكنهم مدة 48 ساعة متواصلة لإجراء التدريبات العسكرية ويخلف ألغاما أودت بحياة ثلاثة أطفال خلال شهرين في عام 2016.
وشدد بشارات على ان “ما يجري في الأغوار هو جرائم بحق السكان يرتكبها الاحتلال بشكل ممنهج لتنفيذ مخططاته بالاستيلاء على الأغوار”.
وقالت محافظة طوباس في بيان صحافي إن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ألحقت خسائر اقتصادية بالمزروعات التي تعتبر مصدر الرزق الرئيسي الذي يعتاش منه المواطنون في الأغوار وهي سلة الغذاء الفلسطيني.
وتؤكد اسرائيل أنها لن تتخلى عن الأغوار وتعتبرها “حزام دفاع استراتيجي بالنسبة لإسرائيل”.