الكويت تسهم خلال 5 أعوام في تنفيذ مشاريع تنموية واستراتيجية بالأردن
ساهمت دولة الكويت بمبلغ 250ر1 مليار دولار أمريكي لتمويل تنفيذ مشاريع استراتيجية وتنموية في الاردن وذلك ضمن إطار المنحة الخليجية التي أقرها المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نهاية عام 2011.
وخلال الفترة القليلة الماضية مكن هذا الالتزام الكويتي الحكومة الأردنية من تنفيذ مشاريع ذات أولوية قصوى بمختلف القطاعات في ظل الأزمات الخارجية التي أثرت على الاقتصاد الأردني ونتج عنها تحديات مالية واقتصادية.
فقد انعكس تمويل المشاريع والبرامج التنموية المتفق عليها ضمن إطار المنحة بين حكومتي البلدين على تحسين الخدمات الأساسية العامة المقدمة للمواطنين والمقيمين في الأردن وتخفيف العجز في موازنة الحكومة الأردنية.
كما كان لهذه المنحة دور في مساعدة الأردن على مواجهة التداعيات “السلبية” لحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة لا سيما أزمة اللجوء السوري إلى الأردن والتي ما زالت تلقي بظلالها على المجتمع الأردني واقتصاده بعد استضافته نحو 3ر1 مليون لاجئ سوري وفق بيانات أردنية رسمية.
وبمناسبة إنجاز واعتماد معظم الاتفاقيات والبرامج المتفق عليها بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وهو الجهة الكويتية المشرفة على إدارة وتنفيذ المنحة بالتنسيق مع الحكومة الأردنية التقت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني عماد فاخوري الذي أعرب عن “الشكر والامتنان” لدولة وحكومة وشعب الكويت على الدعم المتواصل الذي تم تقديمه عبر أعوام من العلاقات “الثنائية المتينة “.
وأشاد فاخوري بالعلاقات “المتميزة” التي تربط الأردن والكويت “وخصوصية” العلاقة التي تربط العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بسمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأكد أهمية الدور الذي لعبته منحة الكويت في تخفيف شدة التحديات الاقتصادية والمالية التي واجهها الأردن خلال الأعوام الماضية موضحا أنها مكنت الحكومة الاردنية من تنفيذ مشاريع رأسمالية استراتيجية في ظل ضغوطات “كبيرة” تحملتها الأردن نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة وتدفق أعداد “هائلة” من اللاجئين السوريين على الأردن.
وعن الانطباعات السائدة حول تقييم أداء الحكومة الأردنية وتعاونها لتنفيذ برامج واتفاقيات المنحة قال إن التجربة الكويتية – الأردنية “ناجحة بامتياز” ونموذج يحتذى به على صعيد التعاون العربي المشترك.
وأضاف أن المنحة الكويتية استفادت منها قطاعات حيوية متعددة حيث شملت تمويل مشاريع جديدة “غير مسبوقة” كمشاريع قطاع الطاقة مبينا حرص الحكومة الأردنية والتزامها بالمتطلبات القانونية والفنية واللوجستية كافة من أجل سير العمل وإنجاز المشاريع كما اتفق عليه وبكل دقة وشفافية.
وأعرب وزير التخطيط الأردني عن الشكر والامتنان على “المتابعة الحثيثة والاهتمام البالغ” الذي أبدته الحكومة الكويتية تجاه الأردن من خلال هذه المنحة مبينا أهمية الدور “المميز” الذي قام به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بإدارته للمنحة.
وأوضح أنه كان لتعاون الصندوق الكويتي وكوادره “دور مهم” في تعظيم الاستفادة من المنحة من خلال الإجراءات التي اتبعها في إدارتها والمتمثلة بالموافقة على تمويل مشاريع تنموية بكامل قيمة المنحة وتمويل المشاريع التنموية للمحافظات والبلديات ذات الأولوية حيث تتطلب الكثير من المتابعة والتدقيق كونها مشاريع صغيرة الكلفة بعدد كبير إلا أن لها أثرا إيجابيا في مجال تحقيق التنمية المحلية ودفع عجلة النمو الاقتصادي في المملكة وفي المناطق الأقل حظا.
وأضاف أن الصندوق الكويتي ومن أجل تسهيل الإجراءات وتعظيم الاستفادة من المنحة قام كذلك بتعيين مكتب استشاري دائم في الأردن لتسهيل عملية متابعة المشاريع الممولة من المنحة ومراجعة المطالبات المالية الخاصة بالمشاريع الممولة.
وضمن الحديث عن سير العمل في المشاريع الممولة من المنحة الكويتية أشار الوزير الأردني إلى أن إجمالي قيمة الاتفاقيات والبرامج التي تم اعتمادها وتوقيعها مع الصندوق الكويتي لتمويل المشاريع التنموية في الأردن بلغ حوالي 250ر1 مليار دولار أمريكي أي بنسبة التزام 100 في المئة في حين بلغت قيمة المبالغ المالية “المسحوبة” من المنحة الكويتية المقدمة للأردن نحو 136ر1 مليار دولار حتى نهاية سبتمبر الماضي.
وعن موعد إتمام تنفيذ المشاريع المدرجة ضمن إطار المنحة قال فاخوري إنه بأواخر العام الحالي سيتم الانتهاء من تنفيذ جميع المشاريع الممولة من المنحة الكويتية باستثناء مشروع واحد سيتم الانتهاء من تنفيذه عام 2018.
وحول توزيع المنحة حسب القطاعات أوضح أن قطاعات التنمية المحلية والتي تشمل الزراعة ومكافحة الفقر والبلديات والمحافظات استحوذت على 43 في المئة من إجمالي المنحة فيما توزع باقي مبلغ المنحة على قطاعات الطاقة والثروة المعدنية بنسبة 17 في المئة والطرق بنسبة 12 في المئة والتعليم ب 10 في المئة والصحة ب 7 في المئة والمياه والري بنسبة 7 في المئة ثم النقل ب 4 في المئة.
وعلى صعيد متصل أشاد فاخوري بمساهمة الكويت في دعم المجتمع الأردني لاستضافة اللاجئين السوريين من خلال المنح التي قدمتها الحكومة الكويتية عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية خلال الأعوام 2014 و2015 و2016 بعد أن بلغ إجمالي الدعم 58 مليون دولار خصصت لدعم جهود الحكومة الأردنية للاستجابة للتحديات التنموية التي تواجهها وفق خطط الاستجابة الأردنية للازمة السورية.
وعن تفصيل هذه المنح أوضح أنه جرى بنهاية عام 2014 توقيع اتفاقية بقيمة 18 مليون دولار لتمويل المشاريع ذات الأولوية للمجتمعات الأردنية المستضيفة للاجئين السوريين في قطاعات الصحة والتربية والبلديات أعقبها توقيع اتفاقيتين في عام 2016 بقيمة إجمالية بلغت 40 مليون دولار لتمويل مشاريع في القطاعات ذاتها.
وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي بين الحكومة الأردنية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أعرب فاخوري عن اعتزازه بالعلاقة مع الصندوق الذي اعتبره “شريكا أساسيا” في دعم الجهود التنموية في الاردن سواء من خلال دوره في إدارة مساهمة الكويت في إطار (المنحة الخليجية) و(منحة دعم المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين) أو من خلال تقديمه القروض التنموية الميسرة والمنح للأردن منذ عام 1962.
وقال إن للصندوق “بصمات واضحة” في تمويل العديد من المشاريع الحيوية في الأردن من خلال قروضه التنموية الميسرة جدا مشيرا إلى مساهمة الصندوق بتمويل (26) مشروعا ذات أولوية اقتصادية واجتماعية بقيمة إجمالية بلغت حوالي 5ر579 مليون دولار خلال الفترة (1962-2017).
ولفت إلى أن بلاده وبالرغم من مرور أكثر من ستة أعوام على الأزمة السورية واستمرار التحدي المتمثل باستضافة اللاجئين السوريين “فهي تضع أمام الاشقاء الخليجيين تصورات الأوضاع والتحديات المالية التي مازال يعانيها الأردن جراء تقديم الخدمات الأساسية للاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم”.
وأقر بأن ذلك الامر يشكل “عبئا كبيرا” على المالية العامة وسط تباطؤ عملية النمو نتيجة الركود الاقتصادي في المنطقة واستمرار الآثار السلبية للصدمات الخارجية جراء “حالة عدم الاستقرار في المنطقة والازمة السورية والحرب على الإرهاب والتدهور الكبير في القطاعات الاقتصادية ذات الأهمية من سياحة واستثمار وصادرات وما يرتبط بتحديات الفقر والبطالة”.
وأعرب عن تطلع الأردن الدائم الى الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي كشركاء أساسيين في دعم الأردن ودعم صموده ومنعته في مواجهة التحديات لاسيما في هذه المرحلة الاستثنائية بالذات.
من ناحية أخرى أبرز تقرير أعدته وزارة التخطيط الأردنية أهم المشاريع التنموية الممولة من المنحة الكويتية في الأردن وأكثرها حيوية ويأتي في مقدمتها مشروع ميناء الغاز الطبيعي المسال (ميناء الشيخ صباح الأحمد للغاز الطبيعي المسال) المعني بدعم الاقتصاد وتأمين التزود بالطاقة وتنويع المصادر وتحقيق أهداف الأردن الاستراتيجية في تقليص أزمة الطاقة التي يعاني منها.
وساهم افتتاح المشروع عام 2015 والممول بقيمة 65 مليون دولار في تعويض النقص الحاصل في كميات الغاز الطبيعي المستورد للأردن وتنويع مصادر التزود بالغاز إذ جعل ميناء العقبة مركزا إقليميا لتأمين مصادر الطاقة المختلفة للدول العربية المجاورة ما سيضع الأردن على خارطة الغاز الطبيعي المسال عالميا.
كما يعد مشروع (توليد الكهرباء من طاقة الرياح في منطقة معان) من المشاريع التنموية المهمة التي مولتها المنحة بقيمة 150 مليون دولار حيث يعتبر من مشاريع الطاقة المتجددة الريادية التي تساعد على زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في (خليط الطاقة).
ويتكون المشروع من محطة توليد كهرباء تعمل بطاقة الرياح باستطاعة حوالي 80 ميغاواط مع جميع مستلزماتها الأساسية ويشتمل على تركيب 40 مروحة هوائية ذات الحجم 2 ميغاواط لكل مروحة ومن المتوقع أن ينتج المشروع حوالي 200 غيغاواط لكل ساعة في السنة.
وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى باستطاعة حوالي 66 ميغاواط وربطها بالشبكة الوطنية خلال عام 2016 ويجري العمل على استلام المرحلة الثانية للمشروع باستطاعة 14 ميغاواط وسيتم افتتاحها وتشغيلها خلال العام الحالي.
ومن المشاريع الحيوية المهمة أيضا مشروع (جر مياه الموجب إلى محافظة الكرك) الحائز على المرتبة الأولى كأفضل مشروع مائي بعد تنافسه مع 500 مشروع عالمي للمياه والصرف الصحي على هامش القمة العالمية للمياه التي أقيمت في أبوظبي.
وبلغت قيمة تمويل هذا المشروع من المنحة الكويتية نحو 14 مليون دولار وتم تشغيله خلال عام 2016 ويهدف إلى تعزير التزويد المائي لمحافظة الكرك من خلال نقل كميات من مياه الشرب تقدر ب 500 متر مكعب لكل ساعة من (سد الموجب) بعد معالجتها وتنقيتها إلى قرى محافظة الكرك وخاصة الشمالية منها حيث تم من خلال المشروع تنفيذ خطوط ناقلة من سد الموجب وكذلك إنشاء محطات رفع وخزان.
وخصصت المنحة الكويتية كذلك مبلغ 218 مليون دولار لتنفيذ المشاريع ذات الأولوية للمحافظات إذ تهدف المشاريع الممولة ضمن برامج البنية التحتية للمحافظات إلى تحفيز الاستثمار والاقتصاد المحلي للمحافظات لتوفير فرص عمل جديدة تقدر بالآلاف.
وتم من خلال المبلغ المرصود تمويل 729 مشروعا موزعا ضمن مختلف القطاعات التنموية في المجتمع تم الانتهاء من تنفيذ 560 مشروعا ويجري العمل على استكمال تنفيذ 169 مشروعا ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذها خلال العام الحالي.
وتتضمن هذه المشاريع إنشاء 18 مدرسة و25 إضافة صفية ومراكز صحية ومراكز ومعسكرات للشباب وتمديد شبكات مياه وصرف صحي كما تم من خلالها تنفيذ مشاريع خلطات اسفلتية ومشاريع إنتاجية وتوفير أجهزة ومعدات طبية وزراعية.
يذكر أن المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قرر في دورته ال (32) المنعقدة بالرياض عام 2011 تخصيص منحة إجمالية بقيمة خمسة مليارات دولار أمريكي لغايات تمويل مشارع تنموية ذات أولوية تحددها الحكومة الأردنية.