أهم الأخبارعربي و دولي

#وعد_بلفور.. 100 عام من الظلم والاحتلال والعدوان

100 عام كاملة “قرن من الزمان” مرت على وعد بلفور المشئوم، الذي يصادفُ الثاني من نوفمبر من عام 1917، والذي تم بموجبه منح بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.

من ذلك التاريخ بدأ الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني، الذي بدأ يفقد أرضه ومقومات حياته بناء على ذلك الوعد وما تبعه من إجراءات وممارسات قمعية وعنصرية اغتصبت بموجبها الأرض الفلسطينية، لصالح المهاجرين اليهود من كافة أصقاع الأرض لبناء وطناً لهم على حساب الفلسطينيين.

وشكل وعد بلفور الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في أرضه منذ آلاف السنين.

وجاء الوعد المشئوم “وعد من لا يملك لمن لا يستحق” على شكل رسالة مختصرة معدودة الكلمات أرسلها آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا انئذاك بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. جاء في نصها “إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر”.

الكلمات والجمل المختصرة، التي جاءت في الوعد المشئوم، لخصت حكاية الشعب الفلسطيني ومأساته المتواصلة ، والتضحيات الجسام التي بذلها ودفعها بالدم والعرق والنضال المتواصل إلى الآن؛ لاسترداد حقوقه التي انتزعتها منه القوى العظمي وفي مقدمتها “بريطانيا” التي سلبت حقوقهم وعملت على تهجيرهم وإحلال اليهود بدلاً منه بوثيقة مخادعة؛ فعند صدور ذلك الوعد لم يكن عدد اليهود في ارض فلسطين سوى خمسين ألف مهاجر؛ وتتابعت الهجرة اليهودية من شتى أقطار العالم، في عام (1948) م، إلى ستمائة وخمسين ألفاً، في حين كان عدد الفلسطينيين في أرضهم يناهز ( 650 ألفا) من المواطنين الذين كانوا يعيشون بأمن وسلام على أرضهم ويطورون حياتهم شيئاً فشيئاً الى أن انتزع منهم “الوعد” حقوقهم وحياتهم ومستقبلهم مكتفياً بالاعتراف ببعض الحقوق المدنية والدينية كأقلية وليس كأصحاب أرض وتاريخ. ثم تتابعت الهجرات من كل أنحاء العالم، لتحل الكارثة الحقيقية بالشعب الفلسطيني.

وما زاد من مصيبة الفلسطينيين هو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عام 1947،, القاضي بتقسيم فلسطين ليحققوا حلمهم بإقامة إسرائيل في الخامس عشر من أيار عام 1948، ولتصبح بعد إسرائيل كيانا واقعياً على الأرض وأول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي التي تنشأ على أرض الغير.

ولم يستسلم الشعب الفلسطيني ، لتلك الوعود والقرارات البريطانية والأممية والوقائع العملية التي بدأت تفرض على الأرض من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتها ثورة 1936، وما تلاها ثوراث، وحروب واحتلال وانتفاضات، أكدت جميعها على تمسك الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم بحقوقهم وثوابتهم الوطنية التي لن يتنازلوا عنها أبدا مهما كلف الثمن من تضحيات جسام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.