رئيس بلدية نيويورك خصم ترامب يستعد لولاية ثانية
يدلي الناخبون في نيويورك بأصواتهم لاختيار رئيس للبلدية في اقتراع يبدو أن بيل دي بلازيو، الذي فرض نفسه معارضاً شرساً لدونالد ترامب، سيفوز فيه بسهولة مع أنه لا يثير إعجاب سكان المدينة المشبعة بالكراهية للرئيس الأمريكي الحالي.
وتفتح مراكز الاقتراع في الساعة 06.00 (11.00 ت غ). ولا يتوقع أن تكون المشاركة كبيرة بينما لا يشكك سوى قلة في إمكانية عودة الديموقراطي الإيطالي الأمريكي التقدمي، ليشغل المنصب لولاية جديدة من أربع سنوات.
ولن يكون ذلك مهمة صعبة في العاصمة المالية لأكبر اقتصاد في العالم، حيث يسيطر الديموقراطيون التقدميون اليساريون على مدينة تبلغ ميزانيتها السنوية 85 مليار دولار، وعدد موظفيها 295 ألف شخص من عدد السكان البالغ 8.5 مليون نسمة.
وقال أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا كينيث جاكسون، إن “إدارة هذه المدينة صعبة جداً وغالباً ما تعد ثاني أصعب وظيفة في الولايات المتحدة”.
وواجه دي بلازيو تحقيقات فدرالية ومن الولاية بشأن جمع الأموال للحملة -لم يتم توجيه تهم-. كما لم تعد أنباء مواجهة سابقة مع الشرطة- دعا ابنه من زوجته الإفريقية الأمريكية إلى “الحذر” مع الشرطة.
وتبدو فرص منافسته الجمهورية نيكول ماليوتاكيس (36 عاماً) ضئيلة وكذلك المرشح التحرري بو ديتل.
والسؤال الآن كيف تمكن رئيس البلدية الطويل القامة (1.96 متر) الذي تعرض لانتقادات لعدم استخدامه النادي الرياضي القريب منه والذهاب إلى ناد أبعد في بروكلين، ويفتقر لجاذبية سلفه مايكل بلومبرغ، من ضمان الفوز بسهولة.
وفي مدينة غالبيتها من الديموقراطيين وحيث 80% من الناخبين صوتوا لهيلاري كلينتون ويكرهون دونالد ترامب، برز دي بلازيو كأحد أبرز شخصيات المعارضة للبيت الأبيض ومدافعاً عن الحقوق للجميع.
وهذه مسألة مهمة في مدينة 38% من سكانها مولودون في الخارج.
ويقول جاكسون إن دي بلازيو “ليس رئيس بلدية سيء عادةً يقوم بالأمر الصائب”. ويضيف “لا يمكن إشعال التوترات في المدينة” في إشارة الى حملة البيت الأبيض على الهجرة.
ويتابع “لكن أمامه تحد صعب ولم يتمكن من إقناع نخبة قطاع الأعمال في المدينة بأن مصالحهم مصانة”.
وفيما يتعلق بوول ستريت، فإن “سياسة دي بلازيو أقرب إلى الديموقراطي الاشتراكي السناتور المستقل بيرني ساندرز، منها إلى كلينتون”.
وفي مدينة ترتدي فيها حتى الكلاب المدللة الكشمير، تعرض للانتقادات بسبب زيادة عدد المشردين ولمقترحه بفرض ضرائب على الأثرياء الذي يهدف من ورائه إلى ترميم شبكة قطارات الأنفاق.
وشرح لصحيفة نيويورك تايمز في مقابلة مؤخراً “للسنوات العشرين قبل أن أتولى المنصب، كانت هناك العديد من السياسات التي تفضل مجموعة صغيرة من النيويوركيين على معالجة احتياجات الغالبية الكبيرة”.
غير أنه لقي إشادات لتنفيذه أكبر وعوده الانتخابية: تعليم عالمي قبل صفوف الروضة للأطفال بعمر أربع سنوات، وبدأ في تطبيق خطة تدريجية لإدخال أطفال بعمر الثلاث سنوات.
كما أن نسبة الجريمة تراجعت إلى مستوى قياسي عند 242 جريمة قتل منذ الأول من يناير مواصلاً نهج سلفيه بلومبرغ الجمهوري التي أصبح مستقلاً والجمهوري رودي جولياني، النائب العام الأمريكي الذي شن حملة على العصابات.