أزياء غير مألوفة لمصممين فلسطينيين من مواد أعيد تدويرها
أمضى المصمم الفلسطيني يوسف عليوي 30 يوما مر خلالها بست تجارب فتحت أمامه مسارا جديدا لم يهتد إليه منذ أن اتخذ من الخياطة مهنة له قبل 15 عاما حيث ابتكر في هذه الفترة القصيرة ملابس جديدة من مواد غير تقليدية.
عليوي وهو من محافظة نابلس ويمتلك مشغلا للخياطة كان واحدا من بين خمسة مصممين فلسطينيين وقع عليهم الاختيار للالتحاق بمشروع (مدور) وهو مسابقة لاختيار أفضل تصميم أطلقته مؤسسة (عبد المحسن قطان) ومقرها رام الله في شهر أكتوبر الماضي.
وعمل عليوي وزملاؤه خلال شهر على تصميم ملابس جديدة وعصرية من أخرى قديمة ومن بقايا القماش ومواد بلاستيكية وورق وقدموا 30 تصميما للجمهور في عرض ازياء نظم بمدينة رام الله يوم الأحد الماضي بإشراف مصمم الأزياء الفلسطيني العالمي رامي قشوع.
وعن هذا الموضوع قال عليوي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) قبيل العرض “في البداية لم أكن مقتنعا بفكرة تدوير ملابس قديمة وأنا أعمل منذ سنوات في القماش الجديد فكانت التجربة صعبة لكن مفيدة حيث نجحنا في التحديات التي واجهناها”.
وأضاف “صممت فستانا جديدا من آخر قديم وزينته بقوارير من البلاستيك على شكل وردة وتفاجأت بأن ما صممته كان جميلا وصديقا للبيئة”.
وأوضح أن المصمم قشوع أخرج ما لديه هو وزملاؤه من قدرات وإبداع مبينا أنه بدأ العمل ببقايا القماش وتدوير ما هو قديم في المشغل الخاص به.
من جهته ذكر المصمم قشوع الذي يقيم في الولايات المتحدة ان المشاركين صمموا ملابس من ورق وبلاستيك وقماش الجينز ومن أنواع مختلفة أخرى من القماش.
وأضاف قشوع في تصريح مماثل ل(كونا) أن العمل شكل تحديا له أيضا نظرا لاختلاف وجهات النظر الفنية بين المشاركين موضحا أنه عاش معهم لحظات صعبة وأخرى سهلة لكن كان لديهم حب التعلم والاستماع إلى النصائح وخرجوا بعمل مبدع.
وعن الفائز في هذه المسابقة اعتبر قشوع ان الجميع فائزون لأنهم مصممون ومصممات يستحقون هذه الفرصة فقد تعرف عليهم الجمهور خاصة انهم قاموا بعمل صعب من حيث دمج الألوان وأنواع مختلفة من الأقمشة.
وأشار الى أن المشروع بمثابة موضوع ثقافي وتوعوي ينبه الناس إلى ضرورة الحفاظ على البيئة.
من جهته قال يزيد عناني مدير البرنامج العام في مؤسسة (عبد المحسن قطان) وهي مؤسسة تنموية غير ربحية إن مشروع (مدور) جزء من البرنامج العام لإعادة تدوير الأشياء المختلفة موضحا انه “في هذا العام اخترنا تدوير الملابس المستخدمة”.
وأفاد عناني ل(كونا) بأنه “في المرحلة الأولى اخترنا خمسة من المتقدمين ممن لديهم موهبة في التصميم واكتشفنا بعد الإعلان عن المسابقة أن لدينا عددا كبيرا من النساء والرجال لديهم مواهب كبيرة ولم يكتشفها أحد”.
ورأى أن حقل تصميم الأزياء غير مكتشف بالمجال الثقافي مثل السينما والفنون البصرية في فلسطين مشيرا الى أهمية المشروع التي تتمثل “في الإهتمام بتصميم الأزياء كحقل ثقافي كما الحقول الثقافية الأخرى إضافة إلى اكتشاف المواهب”.
وكانت مؤسسة (عبد المحسن قطان) أعلنت للجمهور عن المسابقة وطلبت التبرع بالأقمشة والملابس القديمة وبالفعل تم التبرع بكميات كبيرة منها.
وسيتم عرض التصاميم الصيف القادم خلال افتتاح المبنى الجديد للمؤسسة في رام الله وسيعلن خلالها عن الفائز الذي ستمنحه المؤسسة مبلغا من المال لإنتاج مجموعة جديدة من الأزياء.