أهم الأخبارعربي و دولي

تلوث الهواء في العاصمة الايرانية طهران يؤرق سكانها صحيا

تعتبر العاصمة الايرانية طهران التي يقطنها نحو 12 مليون نسمة من اكثر مدن العالم تلوثا في الهواء الذي يحمل بين طبقاته ذرات وجزيئات عالقة باتت تهدد صحة سكان المدينة مسببة الامراض المزمنة.

وتجثم على المدينة غيمة رمادية اللون يمكن رؤيتها بشكل شبه دائم عدا الأيام التي تشهد فيها امطار غزيرة فتبدد تلك الغيمة وكذلك في موسم العطلات السنوية حين يغادر معظم سكانها باتجاه القرى والأرياف وتخف مظاهر الازدحام فيها.

وتكررت التحذيرات خلال الاعوام القليلة الماضية من خطر بلوغ مستويات تلوث الهواء في طهران الى نسب عالية قامت على اثرها الحكومة الايرانية مرارا باغلاق ابواب مدارس العاصمة وحظر اقامة الانشطة الخارجية في الهواء الطلق.

وتنتشر في مناطق العاصمة لوحات الكترونية وضعتها (مؤسسة التحكم بتلوث هواء طهران) تقيس نسب التلوث لرصده وجعله تحت السيطرة بالتنسيق مع الجهات الحكومية الاخرى ذات الصلة مثل وزارة الصحة ومؤسسة البيئة.

وسجل التلوث في طهران اعلى مستوياته في اوائل شهر نوفمبر الجاري وتحديدا في يوم الخميس الثاني من هذا الشهر حيث وصل مؤشر نوعية الهواء الى المستوى الاحمر بواقع 150 درجة حسب معايير التلوث (بي.اس.آي) مقارنة بنسبة تلوث بلغت 130 درجة في يوم السبت الذي سبقه علما بأن المستوى الطبيعي للتلوث يتراوح ما بين صفر الى 50 درجة وقد تغلق المدارس ابوابها اذا ما وصل الى 200 درجة.

واشارت قاعدة معلومات البنك الدولي الى ان طهران جاءت في المرتبة الاولى عالميا في عام 2011 من بين 31 مدينة اخرى فيما يتعلق ب”غلظة وسماكة ذرات الهواء الملوث العالقة في الجو اذ لم تر طهران الا سبعة ايام نقية فقط”.

في حين اشارت تقارير رسمية صادرة عن مؤسسة البيئة الايرانية الى ان عدد الأيام النقية عام 2014 بلغ 16 يوما فقط في حين ان الأيام الجيدة نسبيا وتوصف “بانها لا تشكل خطورة الا ان الهواء خلالها لا يكون نقيا مئة بالمئة” فقد بلغ عددها 233 يوما فيما توزعت النسب العالية للتلوث على مدى 116 يوما.

ويرى الخبراء ان مشكلة تلوث هواء طهران تعود الى عوامل طبيعية لها علاقة بموقع المدينة الجغرافي اضافة الى ظواهر طبيعية اخرى واسباب يلعب الانسان فيها دورا كبيرا مثل كثرة عدد السيارات في شوارع العاصمة وعوادمها التي تنفث دخانا ملوثا.

ويؤكد الخبراء ان الاسباب الجغرافية لتلوث طهران تعد اكثر صعوبة كونها لا يمكن التحكم بها اذ انها محاطة بسلسلة جبلية من ثلاث جهات اضافة الى ان سرعة الرياح تعتبر منخفضة الامر الذي لا يسمح بحركة ذرات الهواء المعلقة حيث ترتفع نسب التلوث شتاء بشكل خاص بسبب تراكم الغيوم فوق المدينة المنخفضة نسبيا.

اما العوامل البشرية وفقا للمختصين فيمكن حصرها في وجود اكثر من 4 ملايين سيارة تسير في شوارع طهران علاوة على الاعداد الكبيرة من الدراجات النارية وعددها ضعف عدد السيارات والتي تطلق عوادمها دخانا ملوثا للبيئة بمقدار ضعفي ما تلوثها عوادم السيارات.

كما يتمركز حوالي 20 بالمئة من المعامل والمصانع في طهران بمساحة تقدر بواحد بالمئة فقط من المدينة كلها الامر الذي يزيد المشكلة تعقيدا فمعظم المصانع تقع غرب العاصمة وعادة ما تهب الرياح من جهة الغرب الى الشرق مما يساعد على تجمع الذرات الملوثة في اجواء المدينة.

وتطبق الحكومة الايرانية قانونا يتحكم بمرور وسائل النقل في مناطق جنوب العاصمة التي تعد الأكثر تلوثا وازدحاما فتسمح بمرور السيارات التي تحمل لوحاتها ارقاما زوجية في الأيام الزوجية من الأسبوع والأمر ينطبق على الارقام الفردية غير ان هذا القانون بات يطبق في جميع انحاء العاصمة بسبب زيادة نسب التلوث فيها.

ويحمل اخصائيو الامراض الصدرية والأورام السرطانية مسألة تلوث الهواء في طهران مسؤولية زيادة اعداد المرضى من المصابين بسرطان الرئة والدم بشكل خاص واعتبروه سببا مباشر للاصابة بالسرطان ويأتي بعد التدخين مباشرة في عوامل الخطورة.

ووفقا لوزارة الصحة الإيرانية فان ثلاثة آلاف شخص في العاصمة يفقدون حياتهم سنويا بسبب عوامل التلوث واصابتهم بامراض خطرة جراء ذلك كما رصدت الوزارة في وقت سابق ارتفاع نسب المراجعين للعيادات وغرف طوارئ المستشفيات في طهران بمعدل 30 في المئة في الايام الاكثر تلوثا خلال العام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.