القمة العالمية للسياحة الحضرية تنطلق في ماليزيا بمشاركة 50 دولة
انطلقت اليوم الاثنين أعمال القمة العالمية السادسة للسياحة الحضرية التي تستضيفها ماليزيا بمشاركة ممثلين عن 50 دولة و22 متحدثا عالميا.
واكد وزير السياحة والثقافة الماليزي نظري عبدالعزيز في كلمته الافتتاحية اهمية القمة “حيث تأتي في وقت تشهد فيه صناعة السياحة أنماطا جديدة وتغيرات مستمرة مع التطور السريع للمناطق الحضرية في العالم”.
واضاف ان منظمة السياحة العالمية وضعت السياحة الحضرية ضمن أهم الأنشطة الاقتصادية مع تطور إمكانيات الدول في تقديم واستقطاب الاستثمارات الخاصة والحكومية إضافة إلى توفير فرص العمل للمواطنين المحليين.
وأوضح عبدالعزيز أن العاصمة الماليزية كوالالمبور تطورت بشكل متسارع من مستوطنة بسيطة لتكرير المعادن الى تصنيفها خامسا كأفضل وجهة للتسوق في العالم وفق مؤسسة (اكسبيديا) البريطانية عام 2016.
وأشار الى ان ماليزيا صنفت كذلك بالمرتبة 12 ضمن قائمة منظمة السياحة العالمية للدول الأكثر استقطابا للسياح.
واعتبر المسؤول الماليزي ان السياحة ثاني قطاع مساهم في دخل تبادل العملات بماليزيا وثالث قطاع في نمو الدخل الوطني مبينا ان عدد السياح ارتفع من 5ر5 مليون سائح في عام 1998 الى 76ر26 مليون سائح العام الماضي.
وذكر ان الاستدامة والمنافسة السياحية في جدول الأعمال الحضرية الجديدة بحاجة إلى مناقشات واسعة في سياسات التطور الحضري واستراتيجيتها لتسهيل عملية النمو الاقتصادي وتحول البنية التحتية الاقتصادية وخلق فرص العمل.
وقال عبدالعزيز ان “السياحة حاليا اصبحت تشمل المناطق الحضرية أيضا الى جانب أنواع السياحة الأخرى مثل السياحة الثقافية والسياحة المحافظة وسياحة التطوع”.
وأكد أن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 يجب أن تبقى في قلب صناعة السياحة لضمان مستقبل أفضل للصناعة مشددا على أهمية استغلال قوة الشراكة بين الشعوب والجهات الخاصة والحكومية للعمل سويا في تحقيق هذه الأهداف.
من جهته شدد الامين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي في كلمته على أهمية تحقيق صناعة السياحة الاهداف الدولية بالتنمية المستدامة عبر رفع مستوى المنافع الاقتصادية والاجتماعية السياحية وخفض التأثيرات السلبية.
واشار الى وجود تحولات كبيرة في العالم من خلال ثلاث ثورات غيرت انماط الحياة في المجتمعات وهي الثورة الرقمية والثورة الحضرية والثورة السياحية.
واعتبر الرفاعي ان السياحة هي المحرك الرئيسي لاقتصادات الدول وتساهم في تحسين حياة ملايين البشر في العالم.
واضاف ان الحركة السياحية العالمية أظهرت نموا مستداما في العديد من الوجهات السياحية العالمية خلال الأعوام الماضية وذلك رغم تحديات السياحة العالمية في قضايا الأمن والمناخ والهجرات.
وذكر الرفاعي ان الوجهات السياحية استقبلت خلال الفترة من يناير الى اغسطس الماضيين 901 مليون سائح بارتفاع قدره 56 مليون سائح مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي.
واوضح أن النمو السياحي في الدول الافريقية شهد ارتفاعا قويا بنسبة 90 في المئة وفي القارة الأوروبية بنسبة ثمانية في المئة وفي منطقة آسيا والمحيط الهادي بنسبة ستة في المئة ومنطقة الشرق الأوسط بنسبة خمسة في المئة.
من جانبه أكد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية خوان كلوس تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش القمة التي تختتم فعالياتها بعد غد الاربعاء أهمية تحول سياسات الاستدامة الحضرية وفقا للمتغيرات العالمية وجدول الأعمال الحضرية الجديدة من خلال تطوير السياسة الحضرية الوطنية وتنفيذ السياسة الداخلية.
وأضاف أن ذلك يأتي بفرض القوانين وتطبيقها وبناء بنية تحتية مستدامة إضافة إلى القدرات المالية الوطنية ما يؤدي الى تطور المدن وعمرانها من خلال الأدوات الحضرية التي تشمل استراتيجية المناطق الحضرية وأهمية التكتلات البشرية.
وتستضيف ماليزيا هذه القمة العالمية تحت شعار (المنافسة السياحية المستدامة في جدول الأعمال الحضرية الجديدة) حيث سيتم مناقشة العناصر الرئيسية للسياحة الحضرية المستدامة واستعراض التجارب العالمية الناجحة في السياحة الحضرية.
كما تركز القمة على أنماط السياحة الحضرية وادارتها بشكل تنموي فعال في ظل التنافس الحضري التي تشهدها مدن العالم وربط ذلك بالنظم الاقتصادية والاجتماعية وإعادة تنظيم المفاهيم الخاصة بالسياحة الحضرية.
وتعتبر ماليزيا أول دولة في منطقة جنوب شرق آسيا تستضيف القمة العالمية بعد أن استضافتها مدن اسطنبول التركية في 2012 وموسكو الروسية في 2013 وبرشلونة الاسبانية في 2014 ومراكش المغربية في 2015 والأقصر المصرية في 2016.