رونالدو ينتظر مواجهة برشلونة بفارغ الصبر
يظل نجم ريال مدريد والمنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو عاشقاً للتحديات والأرقام القياسية، و”الكلاسيكو” أمام برشلونة هو بلا شك أحد أكثر التحديات المفضلة له، سواء لما تمثله هذه المباراة من فرصة لاستعراض العضلات وجهاً لوجه أمام غريمه الأزلي، ونجم الفريق الكاتالوني، الأرجنتيني ليونيل ميسي، أو من أهمية وإثارة في إسبانيا والعالم.
ولـ”كلاسيكو” السبت المقبل في سانتياغو بيرنابيو بالجولة الـ17 من الدوري الإسباني مذاق مختلف بالنسبة لـ”الدون”، فهو فرصة ذهبية له كي ينتفض في الليغا هذا الموسم، ويزيد رصيد أهدافه المتواضع، لا سيما وأنه يأتي بعد حصده الكرة الذهبية الخامسة في مشواره معادلاً ميسي.
ويأتي “الكلاسيكو” أيضاً بعد أسبوع من قيادة كريستيانو الريال للقب مونديال الأندية الثاني على التوالي والثالث في تاريخه، بتسجيله الهدف الوحيد في النهائي أمام غريميو البرازيلي، ليرفع حصيلته التهديفية بالبطولة إلى سبعة، معززاً انفراده بلقب هداف البطولة التاريخي في شكلها الحالي، بعدما كسر في نصف نهائي نفس النسخة تعادله مع ميسي وزميله في البرسا الأوروغوياني لويس سواريز، والأرجنتيني سيزار ديلغادو (لاعب مونتيري المكسيكي) بخمسة أهداف.
وبهدفه السابع عادل كريستيانو البرازيلي بيليه كأفضل هداف في تاريخ بطولة “كأس الإنتركونتيننتال” التي حل مونديال الأندية محلها.
كما تعتبر مباراة السبت فرصة لكريستيانو لينتقم بعد طرده في ذهاب كأس السوبر الإسباني في أغسطس الماضي في سانتياغو بيرنابيو، ليحرم من خوض لقاء الإياب بعدما حصل على أول بطاقة حمراء في تاريخه مع مباريات “الكلاسيكو”.
وكالعادة ستكون المنافسة بين كريستيانو وميسي محط الأنظار، لا سيما بعدما وصف “صاروخ ماديرا” نفسه بعد تتويجه بالكرة الذهبية الخامسة بأفضل لاعب في التاريخ، ليثقل المسؤوليات الملقاة على عاتقه ومنها دفع الريال لمزيد من الألقاب والأهداف.
وإذا كانت الأهداف مهمة لكريستيانو، فأهميتها تتضاعف في “الكلاسيكو”، إذ أن الـ”سي آر 7” يرغب في زيادة رصيد أهدافه في “كلاسيكو الأرض” البالغ حالياً 17 هدفاً، وتسجيل هدف في المباراة المقبلة سيجعله يعادل أسطورة الريال ألفريدو دي ستيفانو، كثاني أكثر لاعب تسجيلاً في تاريخ مباريات “الكلاسيكو” خلف ميسي المتصدر بـ24 هدفاً والأكثر تسجيلاً مع “الملكي”.
وتسجيل المزيد سيجعل كريستيانو على قمة هدافي “الميرينغي” في “الكلاسيكو” وينفرد بوصافة هدافي هذه القمة من الفريقين ويقلص الفارق مع ميسي، آملاً في أن يضل “البرغوث” طريقه نحو الشباك هذه المرة.
كما أن كريستيانو في حاجة للتسجيل بالنظر لرصيد أهدافه المتواضع الموسم الحالي في الليغا، والذي يبلغ أربعة أهداف فقط مقابل 14 لميسي متصدر قائمة الهدافين بعد 16 جولة، علماً بأن لـ”الملكي” مباراة مؤجلة.
ومع ذلك، لا يعد هذا مؤشراً على تراجع أداء كريستيانو، فهو في المقابل يعد هداف دوري أبطال أوروبا الموسم الجاري، بتسعة أهداف مقابل ثلاثة فقط لميسي، علما أنه الهداف التاريخي حتى الآن للبطولة بفارق 18 هدفاً عن الأرجنتيني، كما أن كريستيانو نفسه لا يشعر بالقلق حيال هذا.
فكما قال في مقابلة الشهر الماضي لصحيفة (ليكيب) الفرنسية “أنا لست قلقاً، الأمور ستتغير”، لكنه أعرب عن أسفه لتركيز الناس فيما إذا كان سجل أم لا، دون الاهتمام بالجهد الذي يبذله لمساعدة الفريق والتمريرات الحاسمة “يعتبرونني ماكينة أهداف، لا يتم الحكم علي الا من ناحية الأهداف، الامر الذي لا يعد أهم شئ احياناً، أتقبل النقد ولكني لا أتفق مع هذا”.
وبالفعل لطالما خيب كريستيانو ظنون من ينتقدونه، وانتفض مثل طائر العنقاء الأسطوري الذي ورد ذكره في الأساطير العربية القديمة، والمعروف بأنه عندما يموت يحترق ويصبح رماداً يحيا منه طائر جديد.
وأقرب مثال تعرض كريستيانو، الذي سيكمل في فبراير المقبل عامه الـ33، الموسم الماضي لانتقادات في النصف الأول منه لدرجة انه تم وصفه بـ”المنتهي”، خاصة مع تقدمه في العمر، إلا أنه انتفض ليحقق أفضل نهاية موسم في مشواره بتسجيله 16 هدفاً في آخر عشر مباريات بالموسم، الذي أحرز فيه 42 هدفاً، وصنع تسعة، ولعب دوراً حاسماً في فوز “الملكي” بثنائية الليغا ودوري أبطال أوروبا.
وهذا “الكلاسيكو” فرصة لكريستيانو كي ينتفض في الليغا ويساعد “الملكي” حامل اللقب وصاحب المركز الرابع حالياً على تقليص النقاط الـ11 مع برشلونة المتصدر.