نجيب عبدالرزاق : ماليزيا تبذل جهودا كبيرة لمكافحة الإرهاب بالوسطية والقوة الناعمة
أكد رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق اليوم السبت ان بلاده تبذل جهودا كبيرة لمكافحة الارهاب من خلال تعزيز مفهوم الوسطية واستخدام القوة الناعمة في العديد من القضايا والنزاعات الواقعة في الاقليم والعالم.
جاء ذلك في كلمته بالجلسة الختامية لاعمال حوار (بوتراجايا) للأمن الدولي الذي انطلق يوم امس الجمعة.
وقال عبدالرزاق ان الوسطية هي الدرع الحصين لمواجهة الايديولوجيات المتطرفة والارهابية.
واشار الى ان ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) شكل تهديدا على ماليزيا ودول اقليم جنوب شرق آسيا في الآونة الأخيرة رغم تراجعهم في العراق وسوريا موضحا ان هناك 53 ماليزيا في صفوف (داعش) بالشرق الاوسط 17 منهم اطفال.
واكد اهمية اقامة هذا الحوار الذي يعتبر منصة لمناقشة قضايا الامن الدولي وايجاد مناهج ابداعية وابتكارية حكيمة ومعتدلة في مكافحة الارهاب والتطرف اضافة الى تحسين الصورة المغلوطة عن الاسلام.
وبدوره قال الامين العام لرابطة العالم الاسلامي محمد العيسى في كلمة مماثلة بالجلسة الختامية ان “التطرف الديني يراهن كثيرا على استفزازات الاسلاموفوبيا بمشاعر المسلمين مما يؤدي الى صراعات فكرية وصدامات حضارية وبهذا الرهان يكسب المزيد من الاتباع المغرر بهم”.
واضاف ان اهل العلم تقع على عاتقهم مسؤلية كبيرة في ايضاح الحقيقة من خلال تصحيح الاوهام ودحض المزاعم وكشف الشبهات المثارة على الاسلام موضحا ان مشروع مواجهة التطرف والتطرف المضاد يتطلب منع كافة اساليب اختطاف الشباب المسلم.
وشدد العيسى على اهمية اقامة البرامج والمبادرات التي تكشف حقيقة الكذب والتضليل مع السعي بأن تصل الى الجميع لاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لأنهم تمكنوا من بناء عالم افتراضي عابر للقارات.
واشار الى اهمية ادراك ان القضاء التام على الفكر المتطرف ليس مجرد مواجهة عسكرية مع اهميتها وضرورتها بل هي مواجهة الفكر بالفكر فالتطرف الفكري لم ينشأ عن كيان سياسي ولا عن قوة عسكرية وانما عن ايديولوجية.
وشدد العيسى على اهمية تطوير منصات التأثير الديني والمناهج التعليمية الدينية وتضمين مواد علمية محصنة للشباب بحيث تركز على المعلومات الشرعية في سياقها الآمن والحصين بعيدا عن الدخول في سلبية الجدليات الفكرية والتارخية او اثارة العواطف الدينية.
وفي سياق متصل اكد العيسى في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش المؤتمر ان الرابطة تقوم بجهود كبيرة في اظهار وايضاح حقيقة الاسلام الوسطي النقي اذ قامت بمواجهة اساليب التطرف بقوتها الناعمة وكونت علاقات قوية مع قيادات الاديان والمذاهب والسياسين والمؤثرين في العالم.
واضاف ان “القوة الناعمة التي تتخذها الرابطة تكمن باقامة المبادرات والبرامج والمؤتمرات والندوات لمواجهة الافكار المتطرفة بالفكر المضاد في سياقه الحكيم ولتفكيك الافكار والرسائل المتطرفة”.
وكان البيان الختامي للحوار اوصى باستخدام منهجية القوة الناعمة والصلبة لمكافحة التطرف العالمي وتحسين استراتيجيات مكافحة التهديدات الارهابية مع تطور التقنيات المعلوماتية وتغير اتجاهات الارهابيين.
وشدد البيان على ضروررة وضع منهجية تشريعية وقانونية للدول مع المحافظة على حقوق الانسان وذلك لوقف تحركات الارهابيين وتمويلهم.
واشار الى اهمية مشاركة القيم السياسية المشتركة ومعالجتها بين الدول الاسلامية وغير الاسلامية وحشد الجهود لمكافحة الارهاب وتشكيل برامج تأهيليه للمتطرفين من خلال التعاون المتعدد المستويات مع الوكالات والمنظمات غير الحكومية والمنظمات المدنية.
ولفت البيان الى اهمية نشر مفهوم الانسجام الانساني من خلال المنهجية الوسطية والاعتدال التي يدعوا اليها الاسلام.
وذكر ان تمكين مجتمع العلماء والمجتمع المدني والاكاديمي من مواجهة تحديات الارهاب والتطرف يتم من خلال التعاون والتحالف بين الدول في مختلف مبادرات محاربة التطرف والارهاب.
يذكر ان حوار بوتراجايا للأمن الدولي انطلق بنسخته الثانية يوم امس الجمعة تحت شعار (الحكمة والاعتدال في مكافحة الارهاب) بتنظيم من وزارة الداخلية الماليزية ورابطة العالم الاسلامي وبمشاركة وزراء ونواب وزراء اضافة الى رؤساء البعثات الدبلوماسية في كوالالمبور وممثلي المنظمات غير الحكومية من حوالي 20 دولة.