مؤتمر “إعمار العراق” يختتم اعماله في الكويت باسهامات قدرها 30 مليار دولار
اختتمت اليوم الاربعاء فعاليات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي استضافته البلاد في الفترة من 12 الى 14 فبراير الحالي باجمالي اسهامات قدرها 30 مليار دولار مقدمة من قبل الدول والجهات المشاركة.
وشارك في الاجتماع الوزاري الذي عقد برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مجموعة من ممثلي كبريات الدول المانحة ومجموعة من المنظمات الدولية والإقليمية في سبيل تحصيل الاسهامات والمساعدات اللازمة لإعادة اعمار العراق عقب الحروب والصراعات التي تأثرت بها محافظات ومناطق عديدة هناك.
وشهد الاجتماع كلمة لسمو امير البلاد راعي المؤتمر اعلن فيها التزام دولة الكويت بتخصيص مليار دولار على هيئة قروض وفق آليات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومليار دولار للاستثمار في الفرص الاستثمارية في العراق فضلا عن مساهمة الجمعيات الخيرية الكويتية المعلنة سابقة.
فيما اعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني ففي الاجتماع استثمار الاتحاد الاوروبي بمبلغ 400 مليون دولار على هيئة مساعدات انسانية لتثبيت الاستقرار في العراق.
من جانبها أعلنت مجموعة من المؤسسات والدول العربية والأجنبية المشاركة بمؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق تعهداتها اذ اعلنت تركيا تعهدها بقيمة خمسة مليارات دولار على هيئة قروض وتسهيلات ائتمانية فيما أعلنت المملكة العربية السعودية التزامها بتقديم مليار دولار لاعادة الاعمار عن طريق الصندوق السعودي للتنمية اضافة الى 500 مليون دولار لتمويل الصادرات السعودية للعراق.
بدورها اعلنت دولة قطر تخصيص حزمة من القروض والاستثمارات للعراق بقيمة مليار دولار في حين اعلنت الإمارات العربية المتحدة التزامها ب500 مليون دولار الى جانب اعلان البنك الاسلامي للتنمية استعداده لتقديم تمويل بمقدار 500 مليون دولار.
ومن الجهات المعلنة عن تعهداتها ايضا الصندوق العربي للانماء اذ كشف عن الوصول الى تسوية مع العراق تتيح له الاستفادة من تمويل الصندوق بمقدار مليار ونصف دولار فيما اعلنت وزيرة التجارة الفندلندية عن تعهدها بمبلغ 10 ملايين دولار في مجال نزع الألغام وماليزيا ب100 ألف دولار.
وتضمن اليوم الختامي للمؤتمر مجموعة من الكلمات لكبار المشاركين منهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والأمين العام للامم المتحدة أنتونيو غوتيريس والمفوض السامي للاتحاد الاوربي فيديريكا موغريني ورئيس مجموعة البنك الدولي جيم كيم.
واستعرض الوفد العراقي المشارك في فعاليات المؤتمر اجندة تعلقت بثلاثة محاور اساسية هي اعادة الاعمار وتنمية الاستثمار ودعم الاستقرار في البلاد وتعزيز التعايش السلمي بين مختلف اطياف المجتمع العراقي وتحقيق المصالحة الوطنية.
وقد بحثت فعاليات المؤتمر الاضرار التي تم احصاؤها جراء الحرب والاحتياجات اللازمة لمعالجتها اضافة الى مشاريع دعم الاستقرار والمصالحة والتعايش السلمي والاجراءات الخاصة بتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار في نحو 212 مشروعا في جميع قطاعات الاقتصاد العراقي منها مشاريع في كردستان.
وعكس مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق الذي عقد برئاسة خمس جهات هي الاتحاد الاوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي ايمان دولة الكويت بأهمية استقرار وازدهار العراق باعتباره من الدول المهمة والمؤثرة لاسيما في الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة.
وأقيم المؤتمر في وقت تضع فيه حرب العراق مع ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) أوزارها في خضم ما خلفته تلك الحرب من خسائر بشرية ومادية اذ يعمل العراق على اعادة اعمار مناطق الصراع وإقامة المشاريع التنموية والانسانية الكفيلة برعاية ضحايا الحرب وإعادة تأهيل البنى التحتية في البلاد.
وقد رافق انعقاد المؤتمر ثلاثة مؤتمرات مختصة الاول هو (اعادة اعمار العراق) الذي استعرض في جلساته تفاصيل الوثائق الخاصة بالاضرار المباشرة وغير المباشرة والجهود المطلوبة للنهوض بالوضع الاقتصادي والخدمي بحضور مئات الخبراء الدوليين وممثلي الوزارات والجهات ذات العلاقة.
وناقش المؤتمر الثاني بعنوان (مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الانساني في العراق) دعم الاستقرار والاستجابة للاحتياجات الانية بحضور نحو 74 موفدا من الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني العراقية والعربية والدولية وعدد من ممثلي الجهات المعنية.
أما المؤتمر الثالث فبحث (الاستثمار في العراق) بحضور ممثلين لمئات الشركات اذ تضمن معرضا نوعيا كبيرا شارك فيه مجموعة من الشركات العامة التابعة لوزارة الصناعة والمعادن والوزارات والجهات الاخرى لطرح العروض الاستثمارية الخاصة بهذا الشأن.