“المطلاع والمطلع والمطيليع” أسماء أطلقت على منطقة في محافظة الجهراء
(المطلاع والمطلع والمطيليع) أسماء أطلقت على منطقة المطلاع الكويتية التابعة لمحافظة الجهراء غرب البلاد حيث تتميز المنطقة بسلسلة من المرتفعات الجبلية وتعد مدخلا للجهراء.
وكانت المطلاع ممرا تاريخيا يربط مناطق الكويت العاصمة والجهراء وكاظمة وأسواقها بسوق سفوان جنوب العراق ثم مناطق الزبير والبصرة كما اكتسب هذا الممر أيضا أهمية سياسية قديما حيث كانت كل قبيلة عربية سكنت هذا المكان تتحكم بحركة المرور الى الجزيرة العربية والمنطقة الشرقية.
ويذكر كتاب (صحيح الاخبار عما في بلاد العرب من الاثار) للشيخ محمد بن عبدالله بن بليهن أن تسمية (المطلاع) “أتت من طلع يطلع والمطلع والطلوع أي الصعود من أسفل الى أعلى”.
ويبين الكتاب أن “المطلاع هي ثنية يسلكها السفار بين الكويت والعراق بين بلد الجهراء التابعة للكويت وبين بلد الزبير التابعة للعراق وهذا الموضع يحمل اسمه الى هذا العهد المطلاع”.
أما الأديب والباحث في التاريخ الكويتي المرحوم حمد السعيدان فقد قال في كتابه (الموسوعة الكويتية) إن “منطقة المطلاع عرفت على أنها ثغرة في سلسلة مرتفعات غضي تتخذ طريقا للعبور الى الأراضي الشمالية من الجنوب أو العكس “.
ويشير السعيدان في كتابه أيضا الى “أن المطلاع تبعد ما يقارب مسافة 39 كيلو مترا عن العاصمة في الطريق الى البصرة وكان يطلع المرتحلون منها لذلك كان يوجد فيها مركز للتفتيش وملاحظة المسافرين من والى البصرة”.
ويوضح السعيدان بأن المطلاع كانت تعتبر موقعا استراتيجيا للدفاع والحماية بسبب علوها وطبيعتها المرتفعة حيث دارت العديد من الحروب على مقربة منها مثل معركة (ذات السلاسل) الشهيرة و(معركة الجهراء).
ويذكر أيضا أن من الأماكن المشهورة قديما في المطلاع (مطلع أبو رقيبة) الذي يقع على الجهة اليمنى منها وهو ممر رئيسي وأحد الطرق القديمة للكويتيين الذين يريدون أن يتحطبوا (أي يمارسون مهنة تقطيع الخشب) في هذه المنطقة.
ومن الأماكن الأخرى الذي ذكرها في المطلاع منخفض (خبرة المطيليع) في الناحية الشمالية من المنطقة وهي منخفض لتجمع مياه الأمطار في فصل الشتاء وما زال فيه مركز للتحكم في الدخول والخروج خصوصا وقت الازمات.
ويضيف أن المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح بنى له منزلا على قمة المطلاع في اتجاه الروضتين على اليمين ثم قام بإنشاء مزرعة في الخويسات في كاظمة.
ويشير السعيدان في كتابه الى أن ادارة الامن العام قامت أوائل الخميسينات من القرن الماضي بافتتاح أول مركز أمن في منطقة المطلاع كما أنشأت إذاعة الكويت محطة إرسال رئيسية في المطلاع على المرتفع المطل على مركز الجوازات لتنقل من خلاله صوت الكويت الى بلاد العالم.
كما أنشأت الدولة في ستينيات القرن الماضي طريقا معبدا للسيارات بدلا من الطريق الترابي القديم التاريخي.