مجزرة النظام السوري تستمر في الغوطة ومطالبات “بهدنة إنسانية”
أفاد الدفاع المدني السوري، اليوم الأربعاء، بتجدد القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “ما يربو على 12 شخصاً أصيبوا الليلة الماضية في منطقة الغوطة الشرقية، حيث تتعرض المنطقة المحاصرة إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب.
وقال مصدر في الدفاع المدني في غوطة دمشق الشرقية: “شن الطيران الحربي أكثر من سبع غارات صباح اليوم على بلدات حمورية وكفر بطنا وجسرين وسقبا ، كما ألقت الطائرات المروحية أربعة براميل متفجرة على بلدتي كفر بطنا وحمورية شرق دمشق”.
وأضاف المصدر، “تعرضت أيضاً اليوم مدينتا دوما وحرستا لقصف صاروخي ومدفعي من القوات الحكومية التي قصفت بلدة اوتايا بحوالي 60 قذيفة هاون وصاروخ من راجمات الصواريخ مخلفة قتلى وجرحى ودمار”.
ومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “ما يربو على 12 شخصاً أصيبوا الليلة الماضية في منطقة الغوطة الشرقية حيث تتعرض المنطقة المحاصرة إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب قبل سبع سنوات مما أسفر عن سقوط 250 قتيلاً على الأقل في 48 ساعة”.
وأضاف المرصد، أن “قوات موالية للحكومة أطلقت الصواريخ وأسقطت براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر على بلدات وقرى بالمنطقة الريفية التي تقع خارج دمشق وتعتبر آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد قرب العاصمة”.
لكن المرصد أشار إلى أن “وتيرة القصف هدأت بعض الشيء خلال الليل بعد تكثيف كبير للضربات التي بدأت في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد. ويعيش في الغوطة الشرقية 400 ألف شخص”.
ونددت الأمم المتحدة بالهجوم على الغوطة الشرقية التي أصيبت فيها مستشفيات وبنية أساسية مدنية أخرى ووصفته بأنه غير مقبول كما حذرت من أن القصف قد يصل إلى حد جرائم الحرب.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الثلاثاء عن “قلقه العميق” من تصاعد العنف، وحض جميع الأطراف على التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.
وأشار غوتيريس إلى أن الغوطة الشرقية هي إحدى مناطق خفض التوتر التي تم التوصل إليها في مايو(أيار) برعاية موسكو وطهران وأنقرة، مذكراً جميع الأطراف “بالتزاماتهم في هذا الصدد”.
يأتي ذلك فيما تتواصل المفاوضات في مجلس الأمن حول مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً للسماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة وبإجراء عمليات إجلاء طبي.
تنديد دولي
ويبدي المجتمع الدولي تأثرا كبيرا إزاء تعرض الغوطة الشرقية، المعقل الأخير لفصائل المعارضة في ريف دمشق، لوابل من القنابل منذ الأحد الماضي.
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء، عن “بالغ قلقها” إزاء الوضع، وقالت المتحدثة باسمها هيذر نويرت للصحافيين إن “وقف العنف يجب أن يبدأ الان”، منتقدة ما وصفته بـ”سياسة الحصار والتجويع” التي يمارسها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فقد صرح أن “الوضع في سوريا يتدهور بشكل ملحوظ” وحذر من أنه “إاذا لم يطرأ عنصر جديد فإننا نتجه نحو فاجعة إنسانية”.
فيما اعتبر موسكو على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة أن “الهدنة الإنسانية” لمدة شهر التي اقترحها منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس “غير واقعية”، معطيا بذلك دمشق الضوء الأخضر لمواصلة قصفها العنيف بالطائرات والمدفعية.
وكانت مدن وبلدات الغوطة الشرقية تعرضت، أمس الثلاثاء، لأعنف هجمة تشنها القوات الحكومية حيث سقط مئات القتلى والجرحى جراء القصف الجوي والصاروخي والمدفعي، كما تعرضت العاصمة دمشق أمس لأعلى نسبة سقوط قذائف منذ عدة أشهر، حيث سقطت 114 قذيفة على مدينة دمشق ومحيطها.