سفير سريلانكا لدى تركيا: سننزع فتيل العنف الطائفي ببلادنا قريبًا
أعرب سفير سريلانكا لدى تركيا، باكير محي الدين أمزا، عن ثقته في أن المساعي الحكومية لنزع فتيل العنف الطائفي الذي تسبب بفرض حالة الطوارئ في بلاده، “ستنجح قريباً”.
واندلع عنف طائفي ضد المسلمين، الإثنين الماضي، في محافظة كاندي، وسط سريلانكا، إثر مزاعم عن أن مسلمين قتلوا شابًا من الإثنية السنهالية، ذات الغالبية البوذية، ما أدى لسقوط ضحايا وتعريض ممتلكات مسلمين ومساجد لأضرار بالغة.
وبعد يوم من اندلاعها، أعلن رئيس سريلانكا، ميثريبالا سيريسينا، حالة الطوارئ 10 أيام، في محاولة لمنع امتداد أعمال العنف من كاندي إلى مناطق أخرى في البلد الواقع بالمحيط الهندي جنوبي آسيا.
وأضاف أمزا، في مقابلة مع الأناضول، أن بلاده “واجهت وقتا عصيبا خلال الأسبوع الماضي”.
وعن ضحايا النزاع الأخير، أوضح السفير: “للأسف فقدنا 3 أشخاص، اثنين من المسلمين والثالث من الطائفة البوذية”.
ونوّه سفير سريلانكا، إلى أن بلاده “اتخذت جميع التدابير اللازمة للسيطرة على الوضع ووقف العنف وإراقة الدماء بشكل كامل”.
ومن بين الخطوات المتخذة، وفق السفير، أنه تم إرسال قوات إضافية، وفرق تحقيق جنائية للبحث في ملابسات أعمال العنف الأخيرة، إضافة إلى حجب شبكات التواصل الاجتماعي في أنحاء المقاطعة الوسطى.
ولفت السفير إلى أن “الشرطة السريلانكية أوقفت 81 شخصا، بسبب الاعتداءات على المسلمين التي اندلعت في كاندي”.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة “ديلي ميرور” السريلانكية إن 10 من الموقوفين قاموا بالتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تورط 71 منهم بأحداث عنف.
دعوة إلى السلام والأخوة
السفير السريلانكي، أكد أيضا أن “زعماء من جميع الطوائف الدينية (البوذية والمسلمة والمسيحية والهندوسية) يناشدون الشعب السريلانكي بصوت واحد قائلين: أوقفوا هذا.. حافظوا على هدوئكم واحترامكم لبعضكم البعض”.
وشدد على أن “العنف لا ينتمي إلى النسيج السريلانكي، الذي طالما عُرف بالتسامح والأخوة والمحبة”.
إدانات دولية وأممية
وقوبلت أعمال العنف الأخيرة في سريلانكا برفض دولي واسع، حيث أدان مكتب الأمم المتحدة في البلاد بـ”أقوى العبارات” أعمال العنف التي تستهدف الأقلية المسلمة.
كما دعت وزارة الخارجية التركية حكومة سريلانكا إلى اتخاذ إجراءات لضمان السلم الأهلي بعد أحداث العنف الأخيرة.
وأعربت الوزارة، في بيان لها الثلاثاء، عن قلقها جراء أعمال العنف الطائفي في مختلف مناطق سريلانكا، واستهداف مبانٍ تعود ملكيتها للمسلمين.
منظمة التعاون الإسلامي، كذلك أعربت في بيان، عن “بالغ قلقها” إزاء أحداث العنف الأخيرة، داعية الحكومة المحلية لاتخاذ تدابير “ملموسة” لحماية المسلمين.
ويقدر عدد المسلمين في سريلانكا، وفق إحصاءات رسمية لعام 2012، بنحو مليوني نسمة، أي أكثر من 9% من إجمالي السكان، البالغ تعدادهم 22 مليونًا تقريبًا، يتركز أغلبهم شرقي وجنوب شرقي البلاد.
فيما تبلغ نسبة السنهاليين 69% من مجموع السكان، وينحدرون من شعوب شمالي الهند، وتعرف لغتهم بالسنهالا، ويعتنق معظمهم البوذية.