انتهاكات “دولة القانون” وأزمة اللجوء في صميم مشاورات المستشارة الألمانية في وارسو
تقوم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل مساء اليوم الاثنين بزيارة للعاصمة البولندية وارسو لبحث ملفات عدة ابرزها الخلافات بين الحكومة البولندية والاتحاد الاوروبي بخصوص انتهاكات دولة “القانون” وازمة اللجوء.
وقال المكتب الاعلامي لحكومة برلين ان المستشارة ميركل ستلتقي الرئيس البولندي اندريه دودا ورئيس الوزراء ماتيوش مورافيسكي لإحياء مشاورات ما يعرف ب”مثلث فايمار” المكون من ألمانيا وفرنسا وبولندا ويهدف الى بحث ملفات تتعلق بمستقبل الاتحاد الاوروبي.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد العلاقات البولندية – الاوروبية فتورا واضحا على خلفية بدء الحزب اليميني المحافظ في بولندا (القانون والعدالة) بإجراء تعديلات على النظام القضائي الامر الذي يعتبره الاتحاد الاوروبي تهديدا لدولة القانون في بولندا.
كما تأتي الزيارة الخارجية الثانية لميركل بعد تسلمها الاسبوع الماضي رئاسة الحكومة الألمانية الجديدة لبحث الخلافات بين بلادها وبولندا حول ازمة اللجوء وذلك بعد رفض حكومة وارسو تقاسم اعباء اللاجئين مع ألمانيا التي استقبلت في العامين الماضيين مئات الآلاف من اللاجئين.
وتوجه الحكومة البولندية انتقادات لسياسة “الابواب المفتوحة” لميركل امام اللاجئين وترفض بصورة قاطعة توزيع اللاجئين الذين عبروا الى ألمانيا في العامين الماضيين على جميع البلدان الاوربية.
كما تشهد العلاقات الألمانية – البولندية خلافات بشأن ما يعرف بخط أنابيب الغاز (نورد ستريم 2) الذي من المقرر ان يربط بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق دون المرور بالاراضي البولندية حيث تعتبر حكومة وارسو ان هذا الخط سيجعل دول الاتحاد الاوروبي أكثر اعتمادا على امدادات الغاز الروسي.
وكان وزير الخارجية الألماني الجديد هايكو ماس قد سبق الجمعة الماضي المستشارة ميركل الى وارسو الامر الذي يأتي في اطار تقليد ألماني يتم من خلاله ان تقود المحطة الاولى رئيسة الحكومة الألمانية ووزير خارجيتها الى باريس ومن ثم الى وارسو وبروكسل.
يذكر ان ما يعرف ب”مثلث فايمار” المكون من ألمانيا وفرنسا وبولندا تم تأسيسه في عام 1991 من اجل انجاح خطة الحاق بولندا بالاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو).