إسرائيل تعترف بتدمير ما يشتبه أنه مفاعل نووي سوري في 2007
(رويترز) – أكدت إسرائيل للمرة الأولى أنها قصفت ما يشتبه أنه مفاعل نووي سوري عام 2007 قائلة يوم الأربعاء إن الضربة أزالت خطرا كبيرا على إسرائيل والمنطقة وكانت ”رسالة“ إلى آخرين وذكر وزير إسرائيلي إن الرسالة موجهة خصيصا لإيران.
ويأتي أول اعتراف علني من قبل إسرائيل بأن طائراتها من طراز إف-16 نفذت القصف في السادس من سبتمبر أيلول 2007 واستهدفت منشأة الكبر تحت الإنشاء قرب دير الزور بعد أن رفعت الرقابة العسكرية أمرا استمر ساريا لما يربو على عشر سنوات وكان يحظر على المسؤولين الإسرائيليين الحديث عن الضربة.
ووردت أنباء عن الضربة في وسائل الإعلام الأجنبية كثيرا كما تحدث عنها مسؤولون أمريكيون.
وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن الضربة الإسرائيلية رسالة إلى إيران بأن إسرائيل لن تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية.
وكشف الجيش الإسرائيلي عن مواد نزعت عنها صفة السرية وتشمل لقطات من مسرح العملية وصورا ووثائق من المخابرات بشأن القصف وتظهر لحظة إصابة المفاعل كما تورد تفاصيل عملية المخابرات التي أفضت إلى الضربة.
وخلصت تقارير للمخابرات الإسرائيلية إلى أن المفاعل كان تحت الإنشاء بمساعدة من كوريا الشمالية وكانت تفصله شهور عن التشغيل. ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق من صحة المواد التي نشرتها إسرائيل.
ويأتي قرار الاعتراف بعد دعوات متكررة وجهها في الشهور القليلة الماضية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة حيال إيران حليفة سوريا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ”الدوافع لدى أعدائنا تنامت في السنوات الأخيرة لكن قدرة قوات الدفاع الإسرائيلية تنامت أيضا“.
وأضاف ”حري بالجميع في الشرق الأوسط استيعاب هذه المعادلة“.
وقال وزير المخابرات كاتس على تويتر ”العملية ونجاحها أوضحا أن إسرائيل لن تسمح بامتلاك من يهددون بقاءها أسلحة نووية.. آنذاك سوريا واليوم إيران“.
وأطلق الكشف عن الوثائق في الخامسة من فجر الأربعاء فيضا من تقارير الصحف والقنوات التلفزيونية في إسرائيل.
وأورد الجيش الإسرائيلي بالتفاصيل الأحداث التي أفضت إلى ليلة السادس من سبتمبر أيلول 2007 عندما أقلعت ثماني طائرات إف-16 من قاعدتي رامون وحتسريم الجويتين وتوجهت إلى منطقة دير الزور التي تبعد 450 كيلومترا إلى الشمال الغربي من العاصمة السورية دمشق.
ونفذت إسرائيل العملية بعد أن تلقت معلومات تشير إلى أن ”تهديدا كبيرا لإسرائيل والمنطقة قيد الإنشاء في سوريا ويتخذ شكل مفاعل نووي“.
”سرية للغاية“
ونزع الجيش صفة السرية عن تقارير داخلية ”سرية للغاية“ للمخابرات باللغة العبرية جرى تنقيح بعضها.
وجاء في تقرير بتاريخ 30 مارس آذار 2007 ”أقامت سوريا على أراضيها مفاعلا نوويا لإنتاج البلوتونيوم، من خلال كوريا الشمالية، ويشير تقدير (مبدئي) للسيناريو الأسوأ إلى أن من الممكن تشغيله خلال عام تقريبا“.
وتكهنت المخابرات الإسرائيلية بأن تشغيل المفاعل المشتبه به سيحدث بنهاية 2007.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مهمة تدمير المنشأة بدأت الساعة 10.30 مساء من ليل الخامس من سبتمبر أيلول وانتهت بعودة الطائرات الحربية بسلام الساعة 2.30 بعد منتصف الليل.
وأضاف أنه ”تم إعطاب المفاعل تماما والضرر الناجم نهائي“. وقررت إسرائيل آنذاك ألا تعلن عن الضربة.
وكانت سوريا هي أول من أعلن عن الواقعة وقالت، وفقا لما نشرته رويترز آنذاك، إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لتوغل طائرات حربية إسرائيلية.
وتنفي سوريا، وهي إحدى الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي عام 1970، أن الموقع كان يضم مفاعلا نوويا كما تنفي أي تعاون نووي لها مع كوريا الشمالية.
وأشار إعلان الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إلى أن المنطقة المعنية القريبة من دير الزور سقطت في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في 2011.
وأضاف الجيش أنه لو أن مفاعلا نشطا ظل على حاله هناك لكان ذلك قد ”خلف عواقب استراتيجية وخيمة على الشرق الأوسط بأكمله وكذلك إسرائيل وسوريا“.
عد عكسي
وتتضمن المواد التي كشفت عنها إسرائيل صورة بالأبيض والأسود التقطتها طائرة وكتبت تحتها عبارة ”قبل الهجوم“ ويظهر فيها بناء مربع في شكل صندوق وسط كثبان الصحراء وحوله مبان أصغر.
كما تظهر فيديوهات بالأبيض والأسود التقطت من سماء الهدف البناء في نقطة التصويب. ويرد صوت رجل يجري عدا عكسيا لثلاث ثوان ثم يتصاعد دخان أسود من وسط البناء إثر انفجاره. وتظهر لقطات أخرى على ما يبدو آثار العملية وهي حفرة في الأرض يتصاعد منها دخان.
وأظهرت لقطات من ”مركز مراقبة القوات الجوية برئاسة قائد سلاح الجو الميجر جنرال إليعازر شكدي“ جنودا إسرائيليين مجتمعين ويهللون لدى تلقي أنباء عن تطورات العملية. وأخفيت ملامح بعض الجنود.
وفي خطابات نزعت عنها صفة السرية ولم يتم تنقيحها أثنى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينئذ إيهود أولمرت على العملية.
ويأتي إعلان الأربعاء قبل نشر مذكرات لأولمرت. وقال أحد مساعدي رئيس الوزراء السابق لرويترز إن الكتاب سيضم فقرات عن الضربة التي نفذتها إسرائيل في سوريا عام 2007.