مجموعة الخرافي تترجم الحلم في لبنان إلى حقيقة
حملت مجموعة الخرافي على عاتقها مهمة تحويل الحلم اللبناني إلى حقيقة وذلك عبر قيامها بتنفيذ (المشروع الحلم (مشروع القناة 800 المشروع الذي تطلب تصميما جباراً، والمشروع واحداً من أكبر مشروعات البنية التحتية الضخمة الخاصة بنقل وتخزين المياه في لبنان .
ولم يكن إطلاق مصطلح الحُلم على المشروع مبالغة ، فالخرافي ضربت أروع الأمثلة في تنفيذ وإنجاز الحلم اللبناني الذي يبدأ من نقطة ارتفاع تبلغ 800 متراً ثم ينزل إلى وادي منخفض ويرتفع مرة ثانية مخترقا في مساره جبلا بطول 7 كيلو مترات ثم يمضي صعودا وهبوطاً ليخترق جبلاً آخر بدون استخدام مضخات ، ولكن عبر الاعتماد على تقنيات الجاذبية الأرضية.
فكرة المشروع تعود إلى سعي لبنان أحد أغنى دول الشرق الأوسط بالثروة المائية نحو مضاعفة استفادته من المياه المتاحة لديه والتي تقتصر استفادته منها على نحو 17% فقط ، فكان الحل في تنفيذ منشآت لتخزين ونقل مياه الشرب بهدف إمداد محافظات البقاع الغربي والنبطية والجنوب بمياه الشرب بشكل منتظم إضافة إلى الاستفادة من مخزونات المياه في توليد الطاقة الكهربائية .
البداية كانت بتوقيع لبنان عقد المشروع مع المقاول الرئيس (شركة الخرافي) في العاشر من فبراير عام ألفين واثني عشر بكلفة أولية تقدر بـ 330 مليون دولار أمريكي ، التمويل كان متعدد الأطراف تحملت فيه لبنان 16% ، والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي 48% ، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية 36% .
تبدأ نقطة انطلاق المشروع من بحيرة القرعون أكبر البحيرات الاصطناعية في لبنان والتي لا يُستفاد من أغلب مياهها وكان ينتهي بها المطاف في البحر تلقائيا ، وهنا يأتي دور مشروع « القناة 800 « في نقل مياه البحيرة لمسافة 103 كيلو مترات وتخزين 160 ألف متر مكعب من المياه في 13 خزان خرساني و 7 خزانات أرضية .
الخرافي بدأت تنفيذ مشروعها التنموي العملاق بإنشاء تفريعة من نفق مركبا القديم بطول 160 متراً يمتد إلى محطة لتوليد الكهرباء بطاقة إنتاجية تبلغ 5 ميغاواط يتخلله نفق رأسي للتهوئة والتوازن .
ويقع مركز التحكم الرئيس للمشروع في قرية مشغرة ويتألف من مبنى إداري ومبنى الخدمات ومنشآت التحكم ، ثم تستكمل الخرافي مشروعها الضخم بإنجاز إحدى معضلات المشروع والمتمثلة في سيفون عبور النهر والذي تنتقل المياه خلاله من محطة توليد الكهرباء في الضفة اليمنى مروراً بجسر حديدي فوق النهر إلى الضفة اليسرى طبقا لنظرية الأواني المستطرقة ، ثم يأتي نفق «يحمر» ومداخله بطول 6 كيلومترات وعمق 30-179 متراً وقطر 2.6 متراً ، وتم حفره باستخدام تقنية «DRILL BLAST» ، وتم إنجازه بكفاءة عالية على الرغم من المخاطر والعوائق والأوضاع الطبيعية المعاكسة .
ويتصل نفق «يحمر» بقناة قليا الخرسانية التي تمتد على مسافة 6.2 كيلو متر متضمنة أجزاء مغطاة وثلاث سيفونات من أنابيب الحديد والصلب ، إضافة إلى 9 جسور للمشاة والمركبات ، ومنشأتين لتنظيم تدفق المياه ، ومحطة لغزالة الطحالب والأجسام الصغيرة .
هنا يرتكز المشروع على تقنية الجاذبية الأرضية والتي تنتقل بواسطتها المياه بعد قناة قليا إلى العديد من خطوط الأنابيب مروراً بتضاريس ومناسيب مختلفة ، تستقبلها أنابيب الـ «GRP» بطول 62 كيلو متر ، وأنابيب الحديد الصلب بطول 38 كيلو متر وذلك بعد الإنتهاء من تمديدها عبر عمليات الحفر ، وفرش المواد العازلة ، ووضع الأنابيب وتثبيتها ، وإجراء فحوصات للمياه ثم ردم الحفريات ، مع الأخذ في الاعتبار أن الناقل الرئيس يتضمن ثلاثة أنفاق أخرى تمر أسفل مرتفعات مناطق مركبا والطيري على أن ينتهي المشروع بنواقل ثانوية تجاه بلدات مجدل سلم وصريفا ويارين مروراً ببلدة بنت جبيل .
مسارات وخطوط وخزانات ومحطات لنقل المياه وتوليد الكهرباء .. رحلة كبيرة من العمل الجاد وصفحة جديدة تسطرها الخرافي في سجل إنجازاتها المشرف كإحدى أكبر شركات المقاولات في منطقة الشرق الأوسط
المشروع الذي موله الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والعربية حمل أيضا رسالة هامة عبر تمويله للمشروع عنوانها دعم الشعب اللبناني ووقوف الكويت إلى جانب الحكومة اللبنانية في إنجاز مشروع الحلم ( قناة 800) ، والمنتظر أن يساعد على تأمين المياه اللازمة للتنمية الزراعية ، ويساهم في خلق فرص عمل لسكان أكثر من 100 قرية في 3 محافظات لبنانية ، كما سيساعد على زيادة الرقعة الخضراء وتحقيق التنمية المستدامة في لبنان .