الوفد الإعلامي الكويتي إلى العراق يكشف عن رؤى واعدة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين
(كونا) – كشف الوفد الاعلامي الكويتي الذي يزور جنوب العراق حاليا اليوم الاربعاء عن طرحه لرؤى وافكار واعدة على المسؤولين العراقيين في محافظتي البصرة و(ذي قار) لتعزيز التعاون الثنائي وتجاوز الاشكالات العالقة في عدد من الملفات.
جاء ذلك في تصريحاتهم لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش لقائهم مع عدد من المسؤولين العراقيين في محافظتي البصرة وذي قار.
وقال امين سر جمعية الصحفيين الكويتيين عدنان الراشد ومنسق الزيارة ل(كونا) ان الوفد طرح فكرة العمل التكاملي بين ميناء مبارك الكبير الكويتي وميناء الفاو الكبير قيد الانشاء في محافظة البصرة العراقية وهو الملف الذي سبق ان اثيرت حوله العديد من الاشكالات بين الطرفين في المرحلة الماضية.
واضاف “هذان ميناءان يمكن ان يعملا بالتكامل لا بالتنافس فلكل واحد منهما القدرة على ان يكمل ما ينجزه الاخر بروح التعاون بدلا من حالة الشك والريبة السائدة الان”.
ولفت الراشد الى ان التعاون يمكن ان يمتد لابعد من ذلك اذا منح القطاع الخاص الكويتي فرصة الاستثمار والعمل في ادارة الموانئ الاخرى العاملة في مدينة البصرة مؤكدا قدرة الشركات الكويتية على النجاح في هذا المجال بما ينعكس ايجابا على البلدين الجارين.
وكشف عن مقترح آخر طرح خلال لقاء المسؤولين العراقيين يتعلق بانشاء خط للسكك الحديد يربط الكويت بالعراق ليكون قناة اساسية للنقل البري التجاري بين البلدين عوضا عن النقل بالشاحنات والحافلات والذي يتسبب يوميا في حوادث سير مميتة وزحام على الطرقات.
ورأى الراشد ان منفعة انشاء الخط السككي لن تقتصر على نقل السلع والبضائع فقط بل ستسهم في انعاش السياحتين التقليدية والدينية لاسيما ان معظم زوار دول الخليج العربي الى المراقد الدينية في العراق يدخلون البصرة عن طريق الكويت.
وعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي اشار الراشد الى ان الوفد طرح فكرة تنظيم رحلات مدرسية متبادلة لطلبة المدارس والجامعات بين البلدين لبناء ذاكرة جمعية لمن لم تكن لهم اي ذكريات عن العلاقات الاجتماعية التاريخية الطيبة بين شعبي البلدين.
واكد ان كل تلك الافكار تعكس التوجه الكويتي الرسمي والشعبي لافتا الى ان زيارة الوفد نفسها جاءت برغبة من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.
من جانبه قال رئيس تحرير جريدة (الانباء) يوسف المرزوق ل(كونا) ان بعض المقترحات والرؤى التي طرحها الوفد ربما تكون صعبة التطبيق على ارض الواقع من قبل الحكومة العراقية في الوقت الراهن بسبب انشغالها بأولويات اعادة الاستقرار والاعمار بعد القضاء على ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الارهابي.
واشار الى ان التكاتف الاخوي على الصعيدين الشعبي والقطاع الخاص يمكن ان يحقق ما تعجز عنه الحكومات مرجحا ان تبدأ المشاريع المشتركة العراقية – الكويتية عبر الشركات الاستثمارية في الربع الاول من العام المقبل.
وأبدى ثقته بقدرة الطرفين على انجاز الكثير من العمل والمشاريع خلال المرحلة المقبلة لان العراق بلد خصب جاذب للاستثمار لاسيما ان الوفد الاعلامي سينقل للمستثمرين الصورة الحقيقية لواقع الحال في العراق.
وبدوره اشار الخبير الاعلامي في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء حسن الصايغ في تصريح مماثل الى طرح الوفد على الحكومة المحلية في البصرة الاهتمام بمنفذ سفوان الحدودي لانه يمكن ان يكون حلقة وصل اقتصادية مهمة بين دول الخليج العربي من جهة والبصرة وعموم مدن العراق من جهة اخرى.
وقال ان تجارة المواد الغذائية بين الكويت والعراق حاليا ستكون من اكثر المستفيدين من تطوير المنفذ واعادة تأهيله فضلا عن رفع حجم التبادل التجاري في بقية القطاعات الاخرى بينهما.
وفي سياق متصل قال رئيس تحرير جريدة (كويت تايمز) عبدالرحمن العليان ل(كونا) ان الزيارة قدمت كل ما يمكن ان يعيد بناء جسور الثقة بين الشعبين الشقيقين المتجاورين ولاسيما بين الاجيال الجديدة التي لا تمتلك ذكريات الماضي الجميل التي كانت تربط البلدين.
ورأى ان الاعلام يمكن ان يكون خير داعم للمساعي في هذا الاتجاه لانه هو الذي يوجه الرأي العام في كلا البلدين ولذلك كانت هذه الزيارة من الاعلاميين الكويتيين الى جنوب العراق مهمة.
اما الامين العام المساعد السابق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب محمد العسعوسي فقد رأى في تصريح ل(كونا) انه بعد المبادرات الكويتية الداعمة للعراق ولاسيما مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق الذي عقد في شهر فبراير الماضي اصبحت الكرة اليوم في ملعب الجانب العراقي اذ يتطلب منه خلق بيئة مناسبة للاستثمار وسن قوانين وتشريعات تحمي المستثمر وتطمئنه على استثماراته في هذا البلد.
وبين ان اعضاء الوفد اطلعوا عن كثب على المواقع المهيأة للاستثمار ولاسيما في المجال السياحي والتي يمكن ان توظف بما يخدم الطرفين واصفا الزيارة بانها واحدة من اهم الزيارات للوفود الاعلامية الى العراق.
ورجح ان تحظى زيارة الوفد الكويتي للعراق بصدى ايجابي يدفع نحو المزيد من التقارب بعد مرحلة التخوف من الوضع الامني في العراق ابان سيطرة تنظيم (داعش) على عدد من المدن العراقية في السنوات الثلاث الماضية.
من جهته اقترح رئيس قسم المحليات في جريدة القبس ابراهيم السعيدي في حديثه ل(كونا) ان يركز الجانبان على فتح المجال امام تدفق الاستثمارات بصورة اكبر بينهما لان العامل الاقتصادي يعد اساسيا في اختصار الوقت والزمن للوصول الى الحالة المنشودة من العلاقات الطيبة.
واضاف “يبقى كل ذلك مجرد مبادرات وجهود اعلامية مشكورة والامر يعود بالنهاية الى الحكومات والجهات الرسمية التي يمكن ان تبحث عبر مؤسساتها عن افضل السبل لتطوير العلاقات سواء على المستوى التعليمي او الاكاديمي او الثقافي او الرياضي او الفني.
ورأى ان الفرصة متاحة امام الحكومتين للمضي قدما في جميع تلك المجالات بعد ان تجاوز البلدان العامل النفسي السلبي الذي خلفه الغزو العراقي لدولة الكويت وتحولا الى مرحلة اعادة الثقفة والتي بدأت بشكل جيد وايجابي بعد مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق.
من جانبها قالت المحامية والصحفية الشيخة فوزية الصباح ل(كونا) انها وجدت في العراق واقعا مغايرا لما يثار عادة من تهويل اعلامي عن الملف الامني فيه قائلة نحن اليوم نشعر اننا بين اهلنا وعشيرتنا والناس هنا ينعمون بالامن والاستقرار.
وتمنت ان يسهم هذا التحسن المطرد في العلاقات في تعزيز الاواصر الاجتماعية بين الشعبين الشقيقين واعادتها الى سابق عهدها حين كانت البصرة في خمسينيات القرن الماضي مقصدا للمواطن الكويتي للسياحة والتجارة.
اما المحررة والصحفية زينة بنت فتحي فلم تخف ل(كونا) ان الهاجس الامني كان حاضرا في مخيلتها حين قررت زيارة العراق مع الوفد لكنها منذ لحظة دخولها البصرة وجدت ان الامر مغاير لما يعرض في وسائل الاعلام فالحياة طبيعية والناس يمارسون اعمالهم وهم ينعمون بالامن والاستقرار.
ولفتت الى ان ما رأته في العراق يجعلها تشجع الاسرة الكويتية خصوصا والخليجية بشكل عام على زيارة العراق والمواقع السياحية فيه مادام الامن قد تحقق بشكل كبير بعد الانتصار الذي تحقق على تنظيم (داعش) الارهابي.
وبدورها قالت مديرة التحرير في وكالة (كونا) كوثر الغانم ان الزيارة بمجملها رسخت انطباعا ايجابيا يعكس حالة الاستقرار الامني في البصرة ومحافظات جنوب العراق وبما يشجع على الاستثمار والعمل فيها.
واشارت الى ان مثل هذه الزيارات يمكن ان تسهم في تعزيز اواصر العلاقات الاخوية بين الشعبين الى جانب التعاون المتبادل على الصعيد التجاري والاستثماري والثقافي والفني والاكاديمي.
وكان الوفد الاعلامي بدأ زيارته لجنوب العراق في الاول من شهر ابريل الحالي قادما عن طريق البر عبر منفذ سفوان الحدودي اذ اقام في محافظة البصرة يومين قبل ان ينطلق منها الى محافظة (ذي قار) المجاورة ليومين اخرين.
والتقى الوفد بمحافظ البصرة اسعد العيداني ورئيس مجلس المحافظة وليد الكيطان كما التقى محافظ (ذي قار) يحيى الناصري ورئيس المجلس حميد الغزي وزار المواقع الاثرية في مدينة (اور) غرب الناصرية واهوار الجبايش شرقها.
ويضم الوفد الكويتي الاعلامي كلا من امين سر جمعية الصحفيين الكويتيين عدنان الراشد ونائب المدير العام لقطاع التحرير رئيس تحرير وكالة الانباء الكويتية (كونا) سعد العلي ورئيس تحرير جريدة (الانباء) يوسف المرزوق ورئيس تحرير جريدة (كويت تايمز) عبدالرحمن العليان ومديرة التحرير في (كونا) كوثر الغانم.
كما يضم الوفد المحامية والكاتبة الصحفية الشيخة فوزية الصباح ورئيس المحليات في جريدة القبس ابراهيم السعيدي والخبير الاعلامي في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء حسن الصايغ والامين العام المساعد السابق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب محمد العسعوسي والمحررة والصحفية زينة بنت فتحي والمصور الصحفي هاني الشمري.