بين روسيا والغرب أزمة… مقومات الحرب الباردة غير موجودة
دشن الرئيس الأمريكي عهده في الرئاسة بمدحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعمه لتطوير علاقات واشنطن بموسكو. وبعد عام، فاجأ حتى مساعديه بتهنئته إياه بإعادة انتخابه، ومقترحاً لقاء قمة بين الزعيمين.
ورغم ذلك، يشير دوغ باندو، زميل رفيع المستوى لدى معهد “كاتو”، ومساعد خاص للرئيس الأسبق رونالد ريغان، إلى هبوب رياح سياسية باردة عبر عواصم أمريكا وأوروبا وروسيا. وهناك حديث عن حرب باردة جديدة، في ظل تبادل طرد ديبلوماسيين. وتلوح في الغرب، على الأقل، مؤشرات لنشوب حرب في ظل ضجة يثيرها الناتو حيال ضعف القدرات الدفاعية الأوروبية، مع نشر الولايات المتحدة مزيداً من القوات في القارة.
تدهور في العلاقات
وفي الوقت نفسه، يلفت كاتب المقال إلى التزام الرئيس الأمريكي الصمت مع استمرار تدهور بطيء للعلاقات، كما يبدي لا مبالاة حيال جانب كبير من السياسة الخارجية الأمريكية. وعلى سبيل المثال، سمح لوزارة الخارجية الإعلان عن أحدث عملية طرد لديبلوماسيين روس. وقد يكون ترامب صائباً برأيه بضرورة تطوير العلاقات مع روسيا، لكن ما يعتقده شخصياً ليس مهماً كثيراً بالنسبة للسياسة الخارجية. وقد يطرأ تحول كبير بعدما اختار ترامب وزير خارجية ومستشار أمن قومي جديدين مشهورين بمواقفهما المتشددة، ولم يبديا اهتماماً بتحقيق انفراج مع موسكو.
دوامة ديبلوماسية
لكن، حسب باندو، رغم تلك الدوامة الديبلوماسية، ليس هناك حرب باردة جديدة، ولن تكون هناك حرب ساخنة ما لم تشعل واشنطن مواجهة وهي تسعى لمزيد من التدخل واتباع سياسة خارجية نشطة في مناطق تعتبرها روسيا مناطق حيوية بالنسبة لها. وربما يفتقد العالم اليوم أهم مكون لحرب باردة وهو تنافس إيديولوجي. فأمريكا تبقى مصممة على تشكيل العالم على صورتها، أو تحقيق مصلحتها، على أقل تقدير.
طموحات القيصر
وفي المقابل، تعلم فلاديمير بوتين دروساً من انهيار الاتحاد السوفييتي. وهو مستبد براغماتي أكثر من كونه شيوعياً. وتبدو طموحاته أكثر من عادية، شبيهة بما كانت عليه طموحات القيصر والامبراطورية الروسية. وبرأي كاتب المقال، ليست البوتينية فلسفة بحد ذاتها. إنها مجرد قومية استبدادية تقليدية. ولا يهتم بوتين بالعالم إلا عندما يؤثر في المصالح الروسية. لذلك، يرغب بوتين بزعزعة استقرار وتقسيم دول تهدد روسيا بصورة مباشرة، وقد فشل. كذلك، يرغب بمنع الناتو من ضم جورجيا وأوكرانيا لعضويته، وقد نجح.