التحرش قد يضع بيل كوسبي في السجن 30 عاماً
تنطلق المحاكمة الثانية للممثل الأمريكي بيل كوسبي الإثنين في نوريستاون (بنسيلفانيا) على ضوء تنامي الوعي بضرورة مكافحة التحرش الجنسي في العالم، ما قد يعيد خلط الأوراق في ملّف النجم السابق الذي لم يتوصّل القضاء إلى أي حكم بشأنه لدى محاكمته مرة أولى.
ومن الأمور التي ستعقّد موقف كوسبي ومحاميه أن القاضي ستيفن أونيل وافق على الاستماع لشهادات خمس نساء يقلن إنهن أيضاً وقعن ضحية استغلال جنسي من بيل كوسبي بعدما أعطاهن عقاراً مخدراً. وسيعطي القاضي بذلك زخماً للاتهام، بحسب المحامية جولي رندلمان التي تتولى منذ سنوات قضايا الاعتداء الجنسي أمام المحاكم.
هجوم مضاد
لكن فريق الدفاع لا يبدو في موقع المرتبك، وقد حاول رئيسه توم ميسيرو بكل الوسائل منع المحاكمة وصولاً إلى المطالبة بتغيير القاضي بداعي أن زوجته قريبة من منظمات الدفاع عن ضحايا التحرش الجنسي. وتتجه الأنظار إلى هذا المحامي المعروف باستجواباته المضادة المربكة.
ومن الأمور التي يُتوقّع أن يثيرها المحامي، مسألة تقاضي أندريا كونستاند مبلغاً من المال من كوسبي للتوصل إلى حلّ بالتراضي للقضيّة في العام 2006، وقد ظلّ الاتفاق سرياً حتى وقت متأخر.
وقد يستدعي المحامي زميلة سابقة للمدّعية، يبدو أنها مستعدة للشهادة بأن كونستاند كانت تتباهى بجني المال على ظهر أحد المشاهير. وفي حال فشلت مساعي فريق الدفاع، فإن كوسبي البالغ ثمانين عاماً يواجه عقوبة تصل إلى السجن ثلاثين عاماً.
انقسام بين المحلّفين
في يونيو (حزيران) 2017، خلص القضاء إلى وقف الملاحقات بحق كوسبي الذي كان من أشهر وجوه التلفزيون في بلده والعالم، وخصوصاً مع مسلسل “ذي كوسبي شو” بين العامين 1984 و1992.
وساد انقسام بين الأعضاء الاثني عشر للجنة المحلّفين بالقضية، فقد كان جزء منهم مقتنعاً بإدانته والجزء الآخر غير مقتنع بها، علماً أن بيل كوسبي مثّل في الوعي الأمريكي صورة الأب المثالي وربّ الأسرة صاحب القيم الأخلاقية من خلال أعماله، فشكّلت الاتهامات الموجّهة إليه صدمة للكثيرين.
تتهم أكثر من ستين امرأة بيل كوسبي بالاستغلال الجنسي على مدى عقود مرت، لكن هذه الاتهامات سقطت بالتقادم، إلا أن ملفّ أندريا كونستاند التي تناهز 45 عاماً لا ينطبق عليه مرور الزمن. فلاعبة كرة السلة السابقة هذه تتهم الممثل بأنه اعتدى عليها جنسيا بعدما أعطاها عقارا مخدرا، وكان ذلك في يناير (كانون الثاني) من العام 2004 كما تقول.