مطيع العجمي: الكوادر الوطنية قادرة على العطاء واداء ادوار متميزة في دعم المنظومة التعليمية

واصل المؤتمر التربوي الثالث والاربعين الذي تنظمه جمعية المعلمين الكويتية فعالياته ففي الحلقة النقاشية الرئيسية تحت عنوان ( التنمية المهنية للمعلم بين الواقع والطموح ) والتي تراسها رئيس جمعية المعلمين الكويتية الاستاذ مطيع العجمي فيما حاضر فيها كل من عميد كلية التربية بجامعة الكويت الاستاذ الدكتور بدر العمر والموجه العام للغة العربية في وزارة التربية الاستاذ صلاح دبشة والدكتوره هبة احمد من البنك الدولي .

وقال الدكتور بدر العمر أكد أن المفهوم حول التنمية المهنية للمعلم مفهوم واسع ويجب أن يحدد الى جانب أن يكون هناك تحدي حول لمن وأين المكان المتحدى به لاسيما وأن الكويت تواجه تحديا تعليميا كبيرا لافتا اللى أن وزارة التربية لم تتمكن من خلق نظاما تعليميا متكاملا لاعداد المعلم بشكل كبير خاصة وأن أهم أطراف العملية التعليمية والمحور الاكبر فيها .

وأضاف العمر أن المعلم بالكويت لم ينل حقه بالاهمية حيث يطلب منه أداء أدوار كثيرة سواء من الادارة المدرسية او الطالب او ولي الامر الذي يريد من المعلم القيام بدوره بالتربية ، منوها اننا لم نتمكن من بناء نظام تربوي من خلال عدة جهات وليست وزارة التربية منفردة حيث ان النظام التربوي يحتاج قرار وبعد سياسي ومؤسسات تشريعية وتنفيذية تتكاتف لخلق هذا النظام التربوي البعيد عنا في هذه الفترة .

وقال العمر ان كلية التربية صلتها بوزارة التربية ضعيفة الى حد ما وهذا شي نعترف به بكل شجاعه ، موضحا ان وزارة التربية لابد ان تضع قاعدة تاسيسية بالتدريب يسير عليها الجميع .

ولفت العمر الى ان الثورات الصناعية المقبلة ستكون قريبة من التنمية والتعليم سيكون متماشيا مع روح العصر ، موضحا ان برامج كلية التربية ليست الافضل ولن تكون كذلك .

من جهته اكد صلاح دبشة ان وزارة التربية نتقبل جميع الاراء التي تصب في مصلحة العملية التربوية وهذا امر صحي وحينما نتحدث عن التنمية المهنية فهي يجب ان تكون عبر اشكال وطرق واليات كثيرة تنطلق من الورش التدريبية مرورا بالدورات التدريبية والوفود الخارجية للاستفادة منها بالتنمية المهنية ، مبينا ان التركيز مبني على البرامج في الميدان التربوي من خلال التنمية المهنية خلال 3 سنوات تم فيها تغطية 85 % من الهيئة التعليمية عبر الدورات التدريبية سواء من قبل الموجهين او ديوان الخدمة المدنية او حتى ورش البنك الدولي الا ان المتتبع لتلك الخاصية يجد ان تحديد الاحتياجات التدريبية تختلف من جهة الى اخرى والمحتوى التدريبي ايضا مختلف .

وتساءل دبشة هل هناك جهة تعتمد هذا المحتوى خاصة مع وجود الانترنت لاسيما وان البعض يقوم باخذ بعض الفقرات من هذه الشبكة الى جانب ان هناك بعض المحتويات التدريبية وضعت على عجالة ودون دراسة ، مشيرا الى ان هناك نقطة هامة وهي هل هناك متابعة للعنصر المتلقي للدورات وماذا استفاد منها وماهي عدد الساعات التي تلقاها خلال مشواره العملي الامر الذي فقدت طريقها بين الجهات التي دربت المعلم وهنا يجب ان نعي ان العملية ليست بالكم ولكن بالاستفادة .

واضاف دبشة ان البنك الدولي يقدم الدورات باللغة الانجليزية مع وجود مترجم ومعه ضاعت كثير من المعلومات والمفاهيم والمصطلحات الى جانب ضياع كثير من الوقت كما ان البنك لايشخص ولايطور البرامج السابقة ، مشددا على اهمية وجود جهة واحدة بوزارة التربية تعتمد الدورات التدريبية وعدد الساعات التدريبية للمعلم الى جانب وجود اطار مرجعي للتنمية المهنية وتحديد الاحتياجات التدريبية مع اهمية معرفة الخطوط العريضة للتنمية المهنية لكل معلم لاسيما وان الوزارة شكلت لجنة لدراسة الواقع التدريبي ودراسة النقاط مع وضع التوصيات اللازمة .
بدورها قالت الدكتوره هبه احمد ان التنمية المهنية هي كل نشاط يقوم به المعلم ليتعلم منه أكان ذلك تدريبا منظما أو نشاطا ذاتيا أو جمعيا بعيد عن المدرسة أو داخلها وهي نشاط تعاوني وتفاعلي موزع زمنياً يستخدم التعلم النشط ويطبق أساليب تعلم متعددة على ان تكون مستمرة “من المهد ألي أللحد” ، مضيفه ان التنمية المهنية المستمرة لا تحدد بالتدريب فحسب و لكنها تتضمن التدريب المبرمج المستمر والمقنن في الأنظمة التربوية كأحد عناصرها .

واستعرضت الدكتوره هبه تجارب مختلفة استهلتها بالتجربة الصينية التي ترتكز على تدريب المعلمين أثناء الخدمة في الصين من خلال ثلاثة أساليب اولها إرسال بعض خبراء التعليم من العاملين في الدوائر الحكومية إلي الأقاليم لتدريب معلمي المدارس تطوعًا ، والبث المباشر عبر الأقمار الصناعية وتخصيص قناة تلفزيونية لبث البرامج التدريبية المختلفة للقائمين بالعملية التعليمية ، وتحديد فصول دراسية تدريبية في الجامعات والكليات لتدريب معلمي وموجهي المدارس الابتدائية والمتوسطة.

اما فيما يخص التجربة الأمريكية فقد تمحورت انه في بعض الولايات المعلمون مطالبون بحكم القانون بمواصلة تعليمهم بعد تعينهم وفي كل الولايات تقريبا تتضمن جداول المرتبات حوافز قوية للمعلمين لمواصلة تعليمهم (يزداد الراتب تلقائيًا في كل مرة يأخذ فيها المعلم مقررا دراسيا بصرف النظر عن نوع المقرر) و ترتبط جميع امتيازات ألمعلم بالتنمية المهنية ، بينما 60% من كليات المعلمين تركزعلي التدريب ألعملي وتتبني برامج “الكفايات التدريسية”، التي تؤكد علي أن المعلم لديه الكفاءة في الجانب المهني والأكاديمي ، وكليات المعلمين تقدم برامج تدريبية تستغرق ما بين ستة وثمانية أسابيع خلال ألعام ألدراسي حيث يتم تفريغ وقت ألمعلم لذلك.

وتلعب نقابات المعلمين دورًا كبيرًا في هذا المجال، حيث تقدم دراسات وورش عمل صيفية لمدة أسبوع علي الأقل ، وفي برامج النقابات لا توجد مسافة اجتماعية بين مقدمي التدريب ومتلقيه، وللمعلم الحرية في اختيار نوع النشاط الذي يرغبه والمعلم بذلك يشعر أنه شريك في تنظيم التدريب ، ونقابات المعلمين تشعر المعلم أنه في أسرته ويتعاون مع زملاء المهنة، ويشعر بالجماعية. ويعيش مع زملائه لعدة أيام في ورش عمل مخصصة لحل مشاكل معينة.

اما عن دور التجربة اليابانية في هذا الاتجاه فقد كانت بإعداد المعلم لجميع المراحل في معاهد إعداد المعلمين، أو في الجامعات اليابانيه، وتشرف وزارة ألتربية علي إعداد المناهج اللازمة لذلك، وتوافق عليها ، ويمنح الطالب المتخرج من هذه المعاهد شهادات من فئتين هما الفئة الأولي: معلم المرحلة الثانوية العليا، بعد تخرجه من الجامعة وحصوله علي درجة الماجستير، ويمنح شهادة صلاحية للتدريس ، اما الفئة الثانية: معلم المراحل الأخرى، بعد تخرجه من الجامعة ( 4 سنوات) وحصوله علي شهادة الصلاحية بعد ستة شهور.

وأن التعليم المستمر في أثناء الخدمة يعكس التزام اليابان الثقافي نحو تحسين الذات ، ويتلقى المعلمون الجدد في السنة الأولي من خدمتهم عشرين يوما علي الأقل تدريبا ويتخذ التدريب في أثناء الخدمة خمسة أشكال وهم تدريب داخل المدرسة : حيث يقوم المعلمون المتدربون بالتدريس لفصول من الطلاب أمام زملاء المهنة ، وتدريب غير رسمي: يقوم به المعلمون أنفسهم في مجموعات دراسية، علي نطاق الإقليم والحي ، وتدريب يقدم في مركز التعليم المحلي: حيث تقدم برامج تدريبية متنوعة تغطي مختلف التخصصات ، وتدريب تقدمه وزارة التعليم في مركز التدريب القومي إلي معلمي المدارس، ويدعي للحديث فيه نخبة مختارة من أساتذة الجامعات، والقضاة وكبار رجال الصناعة ، وهناك تدريب مدته سنتان يقدم سنويا لبضع مئات من المعلمين المتميزون علي مستوي اليابان ككل، في ثلاثة معاهد متخصصة لهذا الغرض.

بينما كانت تجربة من فنلندا فقد ارتكزت على ان لدى «الياس»، مدرس اللغات الجديد في مدرسة ابتدائية في فنلندا، صبر لا ينفذ على التكرار ولا يشعر أي تلميذ ابداً بالحرج من طرح سؤال عليه، والأكثر من ذلك يمكن للمدرس الرقص: إنه معلم على شكل انسان آلي وهو أنسان آلي ذي هيئة بشرية يتعامل طلابه معه من خلال تطبيقات الهاتف المحمول ، والأنسان الآلي قادر على فهم 23 لغة والتحدث بها وهو مزود ببرامج تسمح له بفهم أسئلة التلاميذ وتساعده على تشجيعهم على التعلم غير أنه في هذه التجربة يتواصل معهم بالإنكليزية والفنلندية والألمانية فقط ، ويتعرف الانسان الآلي على مستويات مهارة التلاميذ ويعدل اسئلته طبقا لذلك ومهما تقدمت التكنولوجيا لا زلنا نقول: لا بديل عن المعلم مرشدا وقدوة وإنسانا ونعود إلى أمير الشعراء ونكرر: قم للمعلم .

من جانبه لفت رئيس جمعية المعلمين الكويتيه الاستاذ مطيع العجمي الى ان اي مشروع تشرع به وزارة التربية يخص العملية التعليمية ولايكون للمعلمين دور اكبر وبصمة واضحه سيكون مشروع فاشل حتما ، مشيرا الى ان الكوادر الوطنيه والسواعد المحلية مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا وان الاستعانه بالاجانب في المشاريع التربويه ليست مجديه بالشكل المامول في ظل وجود كفاءات محليه قادرة على العطاء واداء ادوار متميزة في دعم المنظومة التعليميه .

من جهته اكد وكيل وزارة التربيه الدكتور هيثم الاثري في مداخلة له ان موضوع التنمية المهنية موضوع المهم وقيم وأن جميع المداخلات التي قدمها المعلمون قيمة على مختلف أنواعها الا إنني كنت أتمنى أن اسمع ملاحظات تكون شموليه بحيث يكون هناك تساؤل كيف نوجد نظام تدريب مميز ؟

‏وهل نظام التدريب لا يتعارض مع دور المعلم في المدرسة ؟ ‏وأن يكون النقاش وهدفه طرح افكار جديدة تصب في بوتقة التدريب وان نجد اجابات لتساؤلات عديدة من اهمها من هو المكلف بالتدريب هل هي الوزارة أم تستعين الوزارة بمدربين من الخارج وهناك نقطة جوهرية وهي مناقشة مدى التزام المعلمين والحرص على التدريب وتطوير الذات والنفس ، اضافه الى ما هو النظام الذي يلزم المعلم بالتدريب .
واضاف الاثري ‏نحن اليوم نعقد هذا المؤتمر لنستمع للافكار الشمولية وليست الدقيقة حتى نصل الى الهدف المنشود وهو معلم قادر على إداء دوره الهام والحيوي في المدرسة وفي المجتمع .