أمريكا تدرس ردا جماعيا على هجوم دوما ودمشق تستنفر مع حلفائها
تحسبا لأي ضربات أمريكية وغربية محتملة، تشهد مواقع القوات الحكومية السورية وحلفائها استنفارا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن الاستنفار شمل المطارات والقواعد العسكرية في دمشق وريفها وفي محافظات حمص واللاذقية وطرطوس ومناطق أخرى. وشدد على أن هذا يأتي “تحسباً لضربات محتملة من قبل الولايات المتحدة ودول غربية، قد تشنها في أية لحظة على مواقع عسكرية داخل سورية”. وقال ناشطون في محافظة دير الزور شرقي سوريا إن قوات الحكومة وحلفائها تقوم بإخلاء النقاط العسكرية الرئيسية.
يأتي هذا التأهب من جانب النظام السوري وحلفائه بعد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برد سريع وقوي على ما يعتقد أنه هجوم كيماوي في مدينة دوما السورية، مشيرا على ما يبدو إلى رد عسكري. وذكر ترامب في اجتماع مع قادة عسكريين ومستشارين للأمن القومي أنه سيتخذ قرارا إزاء الرد، مضيفا أن الولايات المتحدة لديها “خيارات عسكرية كثيرة” بشأن سوريا. وأوضح ترامب “لكن لا يمكننا ترك فظائع مثلما شاهدنا جميعا… لا نستطيع ترك ذلك يحدث في عالمنا… خاصة عندما نكون قادرين على إيقافها نظرا لقوة الولايات المتحدة وقوة بلدنا”.
فرنسا: رد المجتمع الدولي لا بد أن يكون حازما
وفي سياق متصل أكد الناطق باسم الحكومة الفرنسية اليوم الثلاثاء (09 أبريل/ نيسان) أنه “إذا تم تجاوز الخط الأحمر” في سوريا، فسيكون هناك “ردّ”، مشيرا إلى أن المعلومات التي تبادلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب “تؤكد مبدئيا استخدام أسلحة كيميائية”. مشيراً إلى أن الرئيسين “أعطيا توجيهات إلى فريقيهما” من أجل “متابعة التحقيقات”. وأشار الناطق الفرنسي إلى أن “رئيس الجمهورية اتفق على التحدث مجددا مع الرئيس ترامب في الساعات الـ48” المقبلة.
وأعلن قصر الإليزيه ليل الاثنين الثلاثاء أن الرئيسين الفرنسي والأمريكي بحثا مجددا في مكالمة هاتفية، هي الثانية بينهما في غضون يومين، الهجوم الكيماوي المفترض على دوما في سوريا وشددا على ضرورة أن يكون رد المجتمع الدولي عليه “حازما”.
ونقلت رويترز عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم، إن الولايات المتحدة تدرس ردا عسكريا جماعيا، لكنهم أقروا بأن الخيارات العسكرية قيد التطوير. ورفض البيت الأبيض ووزارتا الدفاع (البنتاغون) والخارجية الأمريكيتان التعليق على خيارات محددة أو ما إذا كان العمل العسكري محتملا.
وساق خبراء بشأن الحرب السورية فرنسا وربما بريطانيا وحلفاء في الشرق الأوسط كشركاء محتملين في أي عملية عسكرية أمريكية، والتي ستستهدف منع أي استخدام للأسلحة الكيماوية مستقبلا في الحرب الأهلية الوحشية في سوريا.
أهداف محتملة
وتوقع الخبراء أن تركز الضربات الانتقامية، إذا وقعت، على منشآت مرتبطة بما ورد في تقارير سابقة عن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا. وأشاروا إلى ضربات محتملة لقواعد تشمل قاعدة الضمير الجوية، التي توجد بها الطائرات الهليكوبتر السورية من طراز مي-8 والتي ربطتها وسائل التواصل الاجتماعي بالضربة في دوما. وقد تستهدف ضربة أكثر قوة قاعدة حميميم الجوية في شمال غرب سوريا، والتي حدد البيت الأبيض في بيان في الرابع من مارس أنها نقطة انطلاق لمهام القصف التي تنفذها الطائرات العسكرية الروسية في دمشق والغوطة الشرقية.
من جهتها قالت موسكو إنها حذرت الولايات المتحدة من “عواقب وخيمة” إذا نفذت هجوما ضد القوات الحكومية السورية. ونفت الحكومة السورية وحليفتها روسيا تورطهما في الهجوم. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الجيش الروسي قوله أمس إن مسعفيه فحصوا مرضى في مستشفى في دوما ولم يرصدوا أي أثر لهجوم كيماوي.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس عرضت سوريا وروسيا اصطحاب محققين من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى دوما. ولم ترد المنظمة على الفور على طلب للتعليق. لكن من غير المتوقع أن يذهب مفتشو الأسلحة إلى سوريا بعد تعرضهم للهجوم مرتين خلال محاولتهم الوصول إلى مواقع هجمات بأسلحة كيماوية منذ 2013.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تعتزم الدعوة إلى تصويت في مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء بشأن مقترح لإجراء تحقيق جديد بشأن المسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وقالت منظمة إغاثة سورية إن الهجوم الذي يُشتبه أنه كان بالأسلحة الكيماوية ووقع في ساعة متأخرة من مساء السبت أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين في عدة أماكن بمدينة دوما الواقعة قرب العاصمة دمشق.