امير قطر يفتتح مكتبة قطر الوطنية بمشاركة دولية واسعة
(كونا) – أفتتح امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الاثنين مكتبة قطر الوطنية بمشاركة دولية واسعة.
واعربت رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع الشيخة موزا بنت ناصر في كلمتها خلال حفل الافتتاح عن تطلعها إلى أن يكون مشروع مكتبة قطر الوطنية آلية حديثة لدعم النهوض باللغة العربية ولإحياء حضورها الحضاري من خلال قراءة جديدة للتراث العربي واستعادة إشراقاتها.
وقالت الشيخة موزا ان الكتابة والكتب والمكتبات أظهرت عمق العلاقة بين الإنسان وتاريخ التدوين بوصفه منهلا للحضارة الإنسانية والإنسان هو مؤلف الكتاب وهو موضوعه وهو منتجه وهو القارئ والناقد وما هذه الكتب كلها إلا نحن وما هذا المبنى إلا لتشرق الأفكار تحت سقفه سواء اتفقت أم اختلفت.
واوضحت ان افتتاح المكتبة الوطنية في قطر يستدعي الشعور بالفخر التاريخي وانتماء للريادة في الوطن العربي منذ بدء تاريخ الكتابة والتدوين والمكتبات في وادي الرافدين قبل أكثر من خمسة آلاف عام مشيرة إلى أنه من عصر إلى آخر تواصلت المبادرة بريادات التنوير في القرون الوسطى وأبرزها بيت الحكمة ببغداد ومكتبة قرطبة في الأندلس ودار العلم بالقاهرة ومكتبة القرويين في فاس المغربية.
واضافت “واستلهاما من هذا التاريخ المجيد وسعيا نحو استعادة دور نهضوي عربي لا نريد له أن يغيب نبعت فكرة المكتبة الوطنية في قطر لتكون خزانة لتاريخ التدوين ووسيطا لنقل المعرفة بين مختلف الثقافات وأن تصبح بدرجة أساسية مؤسسة مرجعية للتراث العربي والإسلامي ومنصة لنشر النتاج الفكري والأدبي المعاصر وقد صممت في شكلها ومضمونها لتكون ثلاثية الأبعاد فهي مكتبة وطنية ومكتبة عامة ومكتبة بحثية في آن معا”.
وافادت انه بوصفها مكتبة رقمية متقدمة سوف تتيح لمستخدميها الوصول السريع للمعلومة الدقيقة كما توفر للأجيال الجديدة الأدوات المعرفية الكفيلة بقراءة صحيحة للتاريخ.
واكدت انه لم تعد وظائفية المكتبة تقتصر على كونها مجرد خزانة للكتب أو أرشيفا للتاريخ ترتادها النخبة الثقافية وتستفيد منها المؤسسات الأكاديمية وطلبة العلم فحسب بل أمست كيانا ديناميا يصنع حراكا ثقافيا مجتمعيا واسعا ويثري الحوار المعرفي وينمي العقل والخيال الإبداعي.
وبعد ذلك وقع الشيخ تميم على الشهادة الرسمية لمكتبة قطر الوطنية والتي تعلن عن افتتاحها رسميا ووضع الكتاب رقم مليون على أحد رفوف المكتبة وهو نسخة نادرة من مخطوط لكتاب صحيح البخاري عمره أكثر من 843 عاما.
وتحتوي المكتبة الثقافية على مخطوطات نادرة شاهدة على العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية في الطب والرياضيات والفلك والهندسة وغيرها من العلوم التي يزيد عدد مقتنياتها عن 50 ألف مادة تشمل مخطوطات ووثائق تاريخية بالإضافة إلى الكتب القديمة من بدايات عصر الطباعة والخرائط التاريخية والصور الفوتوغرافية القديمة والآلات الملاحية والفلكية القديمة.