اتفاقية تعاون بين رابطة العالم الإسلامي والفاتيكان لتحقيق الأهداف المشتركة
(كونا) – وقع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان الكاردينال جان لويس توران اتفاقية تعاون لتحقيق الأهداف المشتركة متضمنة إنشاء لجنة عمل دائمة بين المجلس البابوي والرابطة.
وذكرت وكالة الانباء السعودية (واس) اليوم السبت ان الاتفاقية تضمنت كذلك اتفاق الطرفين على إنشاء لجنة تنسيقية تلتقي سنويا للتحضير للاجتماعات وتضم شخصين من كل طرف على أن تلتئم اللجنة المشتركة مرة كل عامين ويكون مقر اجتماعاتها بالتناوب بين روما ومدينة تختارها رابطة العالم الإسلامي.
كما نصت الاتفاقية على أن يصدر طرفا الاتفاق إعلانا ختاميا في نهاية كل اجتماع للجنة العمل الدائمة وأن تكون الجلسات الافتتاحية والختامية مفتوحة لوسائل الإعلام.
وأكدت ضرورة الحوار في عالم أصبح أكثر تعددا للأعراق والديانات والثقافات والايمان بالروابط الدينية والروحية الخاصة القائمة بين المسيحيين والمسلمين.
وشددت على ضرورة إقامة علاقات احترام وسلام مثمرة بينهم إضافة إلى الدور المهم الذي يضطلع به المجلس البابوي في تعزيز علاقات بناءة مع المؤمنين من الديانات الأخرى والدور المتميز لرابطة العالم الإسلامي على مستوى الشعوب الإسلامية وفي مجال الحوار بين الأديان.
وبينت (واس) ان هذه الاتفاقية تأتي تتويجا للتعاون السابق بين رابطة العالم الإسلامي والمجلس البابوي بعد زيارة أمين عام الرابطة للفاتيكان في سبتمبر 2017 ولقائه مع فرنسيس والكاردينال توران إضافة إلى الزيارة الأخيرة للكاردينال توران إلى المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 13 الى 20 إبريل الجاري.
وأشاد رئيس المجلس البابوي بجهود الدكتور العيسى منذ تعيينه رئيسا لرابطة العالم الإسلامي في قيادة مبادرات لتعزيز العلاقات وبناء الجسور وما قدمه من برامج تعكس ما يعنيه اسم الرابطة كحلقة وصل ليس بين المسلمين فحسب بل مع أتباع الديانات الأخرى لتحقيق الأهداف المشتركة.
وقال إن “جميع أتباع الأديان فيهم حكماء معتدلون وأيضا أصوليون متطرفون حادوا عن جادة الفهم السليم والحكيم لأديانهم يلغون كل من لا يشاركهم رؤاهم ويتحولون بسهولة إلى العنف والإرهاب باسم الدين فيسيئون لأنفسهم ويدمرون الآخرين ويشوهون صورة دينهم وإخوانهم” مؤكدا أهمية التعاون ليسود العقل والفهم السليم.
وأشار إلى ضرورة تحقيق مبدأ المواطنة الكاملة لجميع المواطنين الذي يعد عتبة لكل البلدان في عالم أصبح متشعب الأديان والثقافات بصفة متزايدة واتباع القاعدة الذهبية الموجودة في الإسلام والمسيحية والأديان الأخرى التي تحفز الجميع على معاملة الناس كما يريدون أن يعاملوهم.
وأضاف ان “التهديد الذي يحيق بنا ليس صدام الحضارات وإنما هو مواجهة الجهل والراديكالية أما ما يهدد الحياة كليا فهو الجهل أولا لذا فإن الاجتماع والتحدث لبعضنا ومعرفة بعضنا والبناء سويا نحو الأهداف المشتركة هي دعوة لمواجهة الآخر وأيضا اكتشاف أنفسنا”.
واكد رئيس المجلس البابوي دعم الفاتيكان وتشجيعها لجهود امين عام الرابطة نظرا للأواصر التي تجمع المسلمين والمسيحيين والأهمية العددية للمنتمين لهما إضافة إلى تجاورهم المعيشي سويا في غالبية بلدان العالم.