بعثة الشرطة الأوروبية تحذر من انتشار السلاح في العراق
أشار الخبير الأمني الألماني ورئيس بعثة الشرطة الأوروبية في العراق ماركوس ريتر إلى ضرورة أن يتأقلم الجهاز الأمني المسلح في العراق على نحو ضخم على أوقات السلم. وأوضح ريتر أن التحدي الأكبر في ذلك هو تقليص الجهاز الأمني، وقال: “هنا (في العراق) توجد أسلحة كثيرة للغاية وقوات مدججة بأسلحة كثيرة جداً”. تجدر الإشارة إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي تدعم العراق في إصلاح القطاع الأمني، وهو جزء من استراتيجية أمنية قومية جديدة.
وتحت قيادة ريتر يقدم فريق مكون حالياً من 35 خبيراً من دول أوروبية مختلفة المشورة لوزارة الداخلية العراقية ومكتب مستشار الأمن القومي. وتنتهي مدة البعثة المحددة لعام واحد في منتصف أكتوبر المقبل.
وبحسب بيانات ريتر، فإن الشرطة العراقية مؤسسة إلى حد كبير الآن على نحو شبه عسكري، لأن عملها مركز بالكامل على مكافحة تنظيم “داعش”. وذكر ريتر أنه يجرى مكافحة الإرهاب في العراق بالوسائل العسكرية فقط، مضيفاً أنه من المهم تقليص الجهاز الأمني، لأن الحكومة العراقية ليس بمقدورها وحدها تمويل هذا الجهاز.
تجدر الإشارة إلى أن العراق يعتمد بشدة على إيرادات تصدير النفط، وبات يعاني من انخفاض أسعاره منذ سنوات. وأكد ريتر ضرورة توفير فرص اقتصادية مستقبلية لعناصر الأمن التي ستخرج من الخدمة، وقال “لقد قاتلوا من أجل البلد… سيكون أمراً سيئاً إذا انزلقوا إلى البطالة”.
يذكر أن تنظيم “داعش” استقطب الكثير من أنصاره من بين جنود سابقين تم تسريحهم من الجيش العراقي عقب الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام .2003. وذكر ريتر أن الوضع الأمني في العراق تحسن على نحو واضح بوجه خاص منذ الانتصار على التنظيم الإرهابي، مضيفاً أنه يرصد لدى الحكومة العراقية عزماً كبيراً على إعادة هيكلة الجهاز الأمني، وقال “لم أر مطلقاً استعداداً ورغبة في الحصول على المساعدة مثل هنا”.