الكويت تؤكد دور “فاو” في دعم جهود دول المنطقة في مواجهة تحديات التنمية المستدامة
(كونا) – أكدت دولة الكويت اليوم الخميس أهمية الدور الحاسم لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في تعزيز جهود دول اقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا الوطنية والاقليمية في مواجهة تحديات التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سفير دولة الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي الخالد الصباح أمام المؤتمر الوزاري ال34 لاقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لدى (فاو) الذي يعقد في العاصمة الايطالية روما.
وقال ان حرص دولة الكويت على المشاركة الفعالة في هذا المؤتمر ينطلق من ثقتها بمنظمة (فاو) ودورها في تعزيز جهود تحقيق الأمن الغذائي للإقليم في اطار الأهداف الاستراتيجية لأجندة 2030 للتنمية المستدامة والتي يتعلق 14 من أهدافها ال18 بمهمة (فاو) وعملها.
وأضاف أن الكويت “تدعم بقوة كل ما تقوم به المنظمة لتعزيز التنمية الزراعية والريفية والغذائية في الاقليم” مشيرا الى ما لديها من خبرات تقنية وعلمية وعملية هائلة ومتعددة الجوانب بالغة الأثر في معالجة القضايا والتحديات التي تحد من جهود التنمية وتعزيز القدرات وترشيد الموارد.
ودعا السفير الخالد الى ضرورة معالجة “الآفات النباتية والأمراض الحيوانية والسمكية العابرة للحدود التي تهدد بيئتنا” لاسيما وأنها “تتركز في المناطق أو البلدان المجاورة التي تشهد نزاعات وصراعات وتفتقر لأبسط إجراءات الرقابة والتحصين”.
واعتبر أن هذا الوضع يستدعي “تدخل المنظمة للحد من انتشار تلك الأمراض والآفات” معربا عن الدعم لمقترح يقضي بوضع آلية عملية ومستدامة للتعامل مع الآفات والأمراض العابرة للحدود” في اطار التعاون الاقليمي.
واشاد بجهود منظمة (فاو) للاسهام في “تطوير القطاع الزراعي في الخليج رغم كل المعوقات التي نواجهها من قسوة المناخ وندرة الأراضي الصالحة للزراعة وقلة خصوبتها وشحة الموارد المائية المتاحة للري”.
وقال ان التعاون الإقليمي في ظل هذه التحديات وآثارها الواضحة في الخليج “بات أمرا ملحا يتسلزم التركيز على تأثير التغيرات المناخية على بيئتنا نظرا لبروز ظاهرة نفوق الأسماك الخطيرة نتيجة عدة أسباب أبرزها التلوث في مياه الخليج والتغيرات المناخية الكبيرة”.
واوضح السفير الخالد أن ما يطرأ على الحاضنة السمكية في الكويت يمتد تأثيره مباشرة على الموارد السمكية في باقي مياه الخليج اذ أن الكويت تعول على خبرات المنظمة للمساعدة في مواجهة ظاهرة نفوق الأسماك وإيجاد الحلول المناسبة والفورية للحد من انتشارها.
وأشار الى ما يشكله “قطاع الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية” كأهم قطاعات دعم الأمن الغذائي الوطني في الكويت معربا عن تطلع الكويت إلى تطوير هذا القطاع الحيوي نحو الأفضل لاسيما في مجال الاستزراع السمكي ومواجهة الأمراض الحيوانية المائية.
ودعا المنظمة إلى تعزيز مكتبها الإقليمي في القاهرة وبقية المكاتب شبه الإقليمية والقطرية التابعة لها في الاقليم مشددا على ضرورة اعتماد سياسات أكثر “عملياتية متحررة من البيروقراطية والمركزية” مع الاستثمار في تطوير الكوادر الفنية الوطنية وتعزيزها بأحدث التكنولوجيات الزراعية ونظم المعلومات.
واكد أهمية دور المنظمة في معالجة (آفة سوسة النخيل الحمراء الخطيرة) في المنطقة والكويت بشكل خاص حيث تهدد تلك الافة النخيل وانتاج التمور مؤكدا دعم الكويت لأي خطوة أو مبادرة تقوم بها المنظمة للمساعدة في التغلب على هذا الخطر.
وحول قضية التحول الزراعي وتحدي عمالة الشباب والهجرة في الاقليم اشار السفير الخالد الى مبادرة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بإنشاء صندوق (الحياة الكريمة) لدعم المشروعات التنموية الصغيرة والمتوسطة والتي تسهم في خلق فرص عمل للشباب وخفض معدلات الفقر ومستويات البطالة في المجتمعات النامية.
وقال ان هذه المبادرة العالمية التي تتجاوب مع أحد أكبر التحديات التي تواجهها بلداننا في الاقليم “تدخل في إطار دعم الكويت لاستراتيجية الأمم المتحدة وجهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030”.
وأضاف ان “الكويت “تولي أهمية كبيرة في سياساتها إزاء الشباب لتأمين الفرص المناسبة للعمل بما يضمن تلبية الاحتياجات الرئيسية لهذه الشريحة الهامة من المجتمع”.
واكد دعم دولة الكويت وانطلاقا من مبادرة سمو أمير البلاد لسياسات (فاو) الرامية إلى الحد من الفقر وزيادة فرص العمل وضمان التحول الزراعي في المناطق الريفية بالإقليم والمضي قدما في مشروعاتها بعدد من بلدان الإقليم في هذا الشأن.
وكانت قد انطلقت الاثنين الماضي أعمال المؤتمر الاقليمي السنوي لمجموعة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) في روما بمشاركة دولة الكويت لبحث قضيتي الجوع والنزاعات.
وقال المدير العام للمنظمة جوزيه غراتسيانو دا سيلفا في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الوزاري ان ثمة تحديات متعاظمة تواجه الاقليم مشددا على أن “الجوع لا ينبغي أن يكون شاغلنا الوحيد” في السعي نحو تحقيق الأمن الغذائي.
واضاف أن ثاني الأهداف العالمية لأجندة عام 2030 للتنمية المستدامة يدعو الى استئصال كل أشكال سوء التغذية ومنها الافراط في تناول الأطعمة غير الصحية وزيادة الوزن المرضية التي يعاني منها 9ر1 مليار نسمة حول العالم بينهم أكثر من 600 مليون يعانون من أمراض السمنة.
واكد أهمية السياسات الوطنية في معالجة قضايا التغذية التي “يجب أن تكون في صلب اختصاص الدولة” مشددا على استعداد المنظمة مساعدة دول الاقليم في هذا المجال بنشر التوعية التغذوية ووسم الأغذية لضمان سلامتها.
واستعرض دا سيلفا قضية ندرة المياه في بلدان الاقليم حيث لا تتجاوز نسبة المياه العذبة فيه 10 في المئة من المعدل العالمي مع توقعات بتفاقم هذه الأوضاع تحت تأثير أزمة التغير المناخي والزيادة السكانية.
ويتناول جدول أعمال المؤتمر الذي يختتم فعالياته غدا الجمعة موضوعات استراتيجية تتراوح بين ايكولوجيا الزراعة وتغير المناخ وتحول الزراعة ودورها في النمو الاقتصادي والعمالة والهجرة وأمراض وآفات الحيوانات والأسماك العابرة للحدود كما يشمل أربعة أحداث جانبية.
وتشارك الكويت في هذا المؤتمر التي تناوبت مرات عدة على رئاسة المجموعة الاقليمية للشرق الأدنى وشمال أفريقيا بمنظمة (فاو) بوفد رسمي يترأسه سفير دولة الكويت في روما الشيخ علي الخالد الصباح وعضوية المندوب لدولة الكويت الدائم لدى المنظمة يوسف جحيل والمندوبة المناوبة الشيخة منار الصباح.