جاويش أوغلو يحذر من تراجع دول إسلامية وعربية عن نصرة القدس
حذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، من وجود تراجع وتردد في العالم الإسلامي – وخاصةً داخل جامعة الدول العربية – في مواقفها إزاء قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها جاويش أوغلو، اليوم السبت، في “ملتقى الصحفيين العرب” بمدينة اسطنبول.
وقال جاويش أوغلو تعليقاً على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إن “قرار الولايات المتحدة هذا خاطئ، وعلينا انتهاج موقف مشترك حياله، لكننا نلاحظ في الآونة الأخيرة نوعًا من التراجع والتردد داخل العالم الإسلامي في هذا الصدد وخاصة جامعة الدول العربية”.
وأضاف: “نلاحظ تراجعًا في مواقف بعض الدول بشأن الدفاع عن القضية الفلسطينية، جراء تخوفات من الولايات المتحدة، وهذا خطأ فادح جدًا لن يصفح عنه التاريخ والأمة”.
وشدّد الوزير التركي أن “على هذه الدول ألا تمارس ضغوطًا على الأردن وفلسطين”.
وشدد جاويش أوغلو على أن “تركيا لن تلتزم الصمت، وستواصل دفاعها عن القضية الفلسطينية حتى لو سكت الجميع حيال قضية القدس وأحجموا عن نصرة فلسطين”.
وأشار أن بلاده تسعى إلى المساهمة في إيجاد حل للمشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن القرار الأمريكي بشأن القدس لا يخدم الحل وإنما يفاقم الأوضاع أكثر.
ويتصاعد الغضب في الأراضي الفلسطينية من إقدام واشنطن على نقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، في خطوة تتماهى مع اعتبار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر 2017، القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.
وفيما يتعلق بالتطورات في اليمن، قال جاويش أوغلو، إن أوضاع هذا البلد مأساوية جدًا، وينبغي في أقرب وقت استئناف المباحثات من أجل وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والحل السياسي.
وبيّن أن من أولويات السياسة الخارجية التركية المساهمة في حل أزمة اليمن.
وعلى صعيد آخر، أوضح أن تركيا تتابع أيضًا التطورات في ليبيا، وتدعم وتشجّع جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة هناك.
أمّا بالنسبة إلى الأزمة السورية، فأكد جاويش أوغلو على ضرورة حلها من أجل القضاء على الإرهاب بالكامل، وتحقيق الاستقرار وإنهاء الفوضى والحرب.
ولفت إلى أن أنقرة تولي أهمية كبيرة للحل السياسي في سوريا، وتساهم بشكل كبير من أجل تحقيقه في مختلف المسارات، مثل أستانة وسوتشي وجنيف.
وأوضح أنه قد يكون لدى بعض الدول واللاعبين أجندة مختلفة بشأن سوريا، إلا أن الأجندة الوحيدة بالنسبة لتركيا هي الحفاظ على وحدة هذا البلد وأمنه واستقراره.
وقال إن هذه الرؤية تشمل أيضًا العراق، معربًا عن أمله في أن تحقق الانتخابات البرلمانية الحالية (انطلقت صباح اليوم السبت) الاستقرار لهذا البلد.
وأضاف: “نعتقد أنه من الضروري تجاوز هذه المشاكل بين الأخوة في المنطقة خلال أقرب وقت”.
واعتبر أن تأثير الأزمة الخليجية، على سبيل المثال، لا يقتصر على البلدان الـ5 المعنية، وإنما يطال الدول العربية والإسلامية ويزعجها.
وأفاد جاويش أوغلو، أن ثمة أخطاء أخرى وقعت على خلفية تلك الأزمة، مثل ممارسة ضغوط على دول أخرى لإجبارها على الوقوف في صف معين، وكذلك جعل بعض الدول مثل الصومال في موقف صعب.
وشدّد على أن استغلال الدول التي تعاني من أوضاع صعبة لتحقيق أهداف سياسية أو إجبارها على الوقوف في صف ما، ليس موقفًا عادلًا أو إنسانيًا.
ودعا إلى حل الأزمات عبر التشاور بين الأشقاء، بدلًا من اللجوء إلى حلول مفروضة من دول خارج المنطقة.
وفي 5 يونيو الماضي قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارًا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وحول الوضع الاقتصادي في بلاده، أكّد جاويش أوغلو أنه كلما نمت تركيا وتعززت قوة اقتصادها، كلما كانت سياستها الخارجية أقوى وأكثر فعالية.