العالم يدين مجزرة إسرائيل في غزة
توالت الإدانات الدولية والعربية بعد المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة أمس الإثنين، التي أدت إلى استشهاد أكثر من 50 فلسطينياً وإصابة العشرات في مواجهات مع الاحتلال تزامناً مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
وأدانت هيئة كبار العلماء السعودية بشدة، ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المدنيين الفلسطينيين، مؤكدة أن إحلال السلام مرهون بحل القضية الفلسطينية.
وأوضحت الهيئة الدينية السعودية في بيان لها أن “قضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، هي قضية محورية للعالم الإسلامي، ولا يمكن للسلام أن يحل إلا بأن يتعامل المجتمع الدولي مع هذه القضية العادلة بجدية ومسؤولية”.
وأكدت الهيئة، وهي الأعلى في المملكة، أن قضية فلسطين متجذرة في وعي العالم الإسلامي والإنساني المحب للعدالة، مشيرة إلى ما تقدمه حكومة السعودية من دعم للأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة.
وأعربت الجزائر بدورها عن إدانتها الشديدة لحمام الدم الذي ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي في غزة ضد المتظاهرين الفلسطينيين العزل، كما أفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية اليوم الثلاثاء.
وأضاف البيان أنه “في مواجهة هذه الجريمة البشعة، على المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته لحماية الشعب الفلسطيني وفقاً للقوانين الدولية الإنسانية، ورفع الظلم الذي سلط عليه”.
ودانت مشيخة الأزهر، بأقسى العبارات، الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهدافها المتعمد للمتظاهرين العزل خلال مسيراتهم السلمية، في الذكرى الـ 70 لنكبة فلسطين وشعبها.
وأشاد الأزهر في بيان “بما يقدمه الشعب الفلسطيني من نضال باسل وتضحيات عظيمة، في سبيل تحرير أرضه، وحماية مقدساته، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف”، مستنكراً تقاعس المجتمع الدولي ومؤسساته عن القيام بواجباته، القانونية والأخلاقية، لوقف تلك الجرائم الوحشية.
وطالب العرب والمسلمين وكل المنصفين والعقلاء في العالم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الأعزل، ودعم نضاله في وجه الاحتلال الظالم.
وأكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، أن بلاده ترفض وتدين الاعتداءات السافرة والعنف الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، حسب بيان صادر عن الديوان الملكي.
وقال البيان، إن “الملك عبد الله أكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس، أن الأردن يرفض ويدين الاعتداءات السافرة والعنف الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة”.
وشدد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الاخلاقية والقانونية لحماية الشعب الفلسطيني، وحذر الملك من تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”، مشيراً إلى أن القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
ورأى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين، وأكد الملك على أن مسألة القدس يجب تسويتها ضمن إطار حل نهائي وشامل وفق حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعت الصين إلى ضبط النفس خصوصاً من جانب إسرائيل غداة استشهاد 59 فلسطينياً بنيران إسرائيلية خلال اشتباكات وتظاهرات على حدود قطاع غزة احتجاجاً على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ في مؤتمر صحافي روتيني إن “الصين قلقة جداً إزاء الحصيلة المرتفعة وتدعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وخصوصاً إسرائيل إلى ضبط النفس لتفادي تصعيد التوتر”.
وعبرت الحكومة الفنزويلية عن رفضها لأعمال العنف المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، كرد فعل إسرائيلي على الحشود المشاركة في المسيرة عند حدود غزة احتجاجاً على التحرك الآحادي والاعتباطي للحكومة الأمريكية.
وعبر ثلثا أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن قلقهم الشديد من عدم تطبيق قرار صدر في عام 2016 يطالب بوقف البناء الاستيطاني الإسرائيلي على أراض يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
وقالت كل من بوليفيا والصين وساحل العاج وغينيا الاستوائية وفرنسا وقازاخستان والكويت وهولندا وبيرو والسويد “يجب أن يقف مجلس الأمن وراء قراراته ويضمن أن تكون ذات مغزى، وإلا فإننا نجازف بتقويض مصداقية النظام الدولي”.