أهم الأخبارعربي و دولي

رغم الخلاف مع واشنطن.. لا توافق بين أوروبا وموسكو

ترى ياسمين سرحان، كاتبة مساهمة في تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، أن انسحاب واشنطن من الصفقة النووية مع إيران وفر لموسكو وبروكسل فرصة نادرة للتقارب والتلاقي على أرضية مشتركة.

وتلفت الكاتبة لزيارة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمدينة سانت بطرسبرج بعد قرابة عام على استقباله الرئيس الروسي فلاديمير لينين في فرساي، ومخاطبته المنتدى الاقتصادي الدولي، قبل اجرائه محادثات مباشرة مع نظيره الروسي بحثا خلالها الأزمة في أوكرانيا والحرب في سوريا، ولربما بحثا في كيفية إنقاذ الصفقة النووية الإيرانية، والتي كانت فرنسا وروسيا من الموقعين عليها.

زيارة لافتة

وتقول سرحان إنه لو تمت تلك الزيارة قبل شهرين فقط، لاعتبرت زيارة لافتة، لأن التوترات بلغت حينها أوجها بين موسكو وأوروبا، بعد تسميم جاسوس روسي سابق مقيم في بريطانيا، بواسطة نوع نادر من غاز الأعصاب. وبعدما اتهمت بريطانيا روسيا بتسميم الجاسوس، رغم تكرار نفي موسكو، واعتبرت ذلك عدواناً على أراضيها وعلى حلفائها، أدى الخلاف لطرد أكثر من 100 ديبلوماسي روسي من عواصم أوروبية ومن أمريكا الشمالية. وردت موسكو بالمثل.

بين مطرقة وسندان

ولكن، برأي سرحان، تبدو اليوم أوروبا، بعد انسحاب أمريكا من الصفقة النووية، أشبه ما تكون بين مطرقة وسندان. فمن جهة، قد تستسلم أوروبا وهي تشهد انهيار جهودها الديبلوماسية. ومن جانب آخر، قد تسعى لإنقاذ الصفقة، حتى لو عرَّضت شركاتها لعقوبات أمريكية. وحتى حينه، يبدو أن زعماء أوروبا قد اختاروا الخيار الثاني، معلنين التزامهم بالاتفاق رغم غياب واشنطن.

تنبيه

وتشير كاتبة المقال لتنبيه صدر عن طهران قبل أيام بشأن انسحاب شركات أوروبية من إيران، ما أعطى أهمية للقاء ماكرون ببوتين، وخصوصاً أن روسيا بكونها أحد ستة أطراف وقعت على الصفقة النووية (الصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيران)، تشارك الاتحاد الأوروبي هدفه في الإبقاء على الاتفاق.

وفي هذا السياق، قالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية “لم نؤيد قط سياسة فرض عقوبات أحادية الجانب، ونعتبرها غير قانونية. ونحن مصممون على مواصلة تعاوننا الكامل مع إيران”.

صدع جديد

ووفق سرحان، يضيف قرار ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية صدعاً آخر في العلاقة بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، بعدما تدهورت تلك العلاقة، في العام الماضي، جراء انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس للمناخ، وتهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية مكلفة على صادرات الاتحاد الأوروبي من الفولاذ والألومينيوم، وهو ما أدى إلى التساؤل عن استدامة العلاقة عبر الأطلسي. وفيما يتعلق بإيران، يكمن خطر ابتعاد أوروبا عن أمريكا وميلها نحو روسيا.

لا تقارب

ولكن، برأي كاتبة المقال، رغم الاتفاق بين أوروبا وروسيا حول أرضية مشتركة حيال الصفقة الإيرانية، فهما أبعد ما يكونان عن التوصل إلى تقارب كامل. وما يجري حالياً بين أوروبا وروسيا أقرب ما يكون “لتلاقي مصالح مشتركة ظرفية وقصيرة الأمد”، حسب تعبير ماثيو بوليغو، باحث لدى مركز كاثام هاوس الفكري في لندن.

وتشير سرحان إلى أن أوروبا التي تتخذ مواقف تتعارض مع سياسات روسيا حيال الحرب في سوريا، سوف تواصل، إلى جانب أمريكا، فرض عقوبات ثقيلة على موسكو بشأن ضمها لإقليم القرم في 2014.

انتقاد صريح

وتلفت كاتبة المقال لتصريحات ماكرون العلنية بشأن تلك الخلافات السياسية. فقد استغل فرصة أول لقاء جمعه بنظيره الروسي في فرساي، قبل عام، لكي ينتقد منافذ إعلامية روسية، “روسيا تودي” و”سبوتنيك”، ويصفهما بعبارة” وكلاء نفوذ ودعاية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.