إسرائيل لا تزال عاجزة عن تدمير “حماس”
في يونيو 2017، كتب الباحث شمعون آراد في موقع “ذا ناشيونال إنترست” أن إسرائيل تستطيع تدمير حماس، في غياب أي بديل للحركة التي تسيطر على غزة، إلا أنها من الناحية الإستراتيجية لا يمكنها تحمل ذلك.
إسرائيل والمجتمع الدولي فشلا حتى الآن في تطوير بديل لحكم حماس على غزة يضع حداً نهائياً لاحتمال نشوب حربٍ أخرى، لذلك، فإن تدمير حكم حماس سيؤدي إما إلى وجود إسرائيلي مفتوح في غزة أو إلى الفوضى
وهو تذكر كلامه ذاك خلال الاضطربات الأخيرة على طول الحدود مع غزة، والتي تصاعدت في 29 مايو إلى أخطر تصعيد منذ القتال الواسع النطاق في صيف 2014، لافتاً إلى أنه في إسرائيل ثمة من يدعم إعادة السيطرة على قطاع غزة والتخلص من حماس.
وفي مقاله العام الماضي، عرض آراد ثلاث توصيات، عسكرية ومدنية واستراتيجية. وفي الوقت الذي حققت إسرائيل تقدماً كبيراً من الناحية العسكرية في مواجهة التهديدات من غزة، فإن البعد المدني مستمر في التردي، والبحث عن بديل قابل للحياة لحماس، بقي مكانه. وتالياً، زاد احتمال أن يؤدي الإحباط الإجتماعي في غزة إلى اندلاع نزاع آخر. وفي الوقت الذي تعتبر إسرائيل في موقع أفضل لإدارة مثل هذا النزاع، فإن مخرجاً استراتيجياً ناجحاً لا يزال غائباً، وكذلك أي تغيير إيجابي دائم في غزة بعد آخر جولة من الإعمال العدائية في غزة.
الخيار الأفضل
ورأى آراد أن عجز إسرائيل عن تطوير بديل هادف لسيطرة حماس في غزة، يفترض أن الخيار العسكري المحدود لا يزال الخيار الأفضل. وعلى وجه التحديد، فإن خياراً عسكرياً عقلانياً يستند على الإستنزاف والإنكار والردع يجب أن يبقى العنصر السائد في الجولة المقبلة من الأعمال العدائية عوض خيار استراتيجي-سياسي يفرض وضع حدٍ لحكم حماس.
موقع حماس يتراجع
ولاحظ أن موقع حماس الإستراتيجي والعسكري والمدني مستمر في التراجع. فمع انها ما تزال تسيطر على غزة، باتت أكثر عزلة في العالم العربي. وقد أُرغمت على الاعتماد فقط على إيران للحصول على الدعم العسكري، وعلى قطر وتركيا للحصول على مساعدات مدنية، وعلى مصر للتنقل من غزة وإليها. وهذا الأمر يزداد صعوبة مع الشكوك المصرية بحماس، وتبقى المساعدات التركية مزاجية بينما قطر منشغلة بالنزاع الخليجي. وفي الحقيقة، فإن رفض بقية العالم العربي لسياسات حماس ولحصولها على الدعم من إيران و”حزب الله”، يجعل التأييد للحركة عند أدنى مستوى في تاريخها. وفوق كل ذلك، يتعرض وضع حماس الدولي لمزيد من الضغط بإشراف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات.
ولفت آراد إلى أن الفقر والبؤس ينتشران في غزة، مع قيام حماس بسحب مبالغ كبيرة من المساعدات المدنية لتمويل القدرات العسكرية غير الفعالة التي تواجه بنجاح من قبل إسرائيل. كما أخفقت محاولات حماس للتلاعب باتفاق المصالحة الفلسطينية من أجل تخفيف العبء الإقتصادي لتمويل الأجهزة المدنية في غزة حتى الآن.
بديل لحماس
ونظراً إلى أن إسرائيل والمجتمع الدولي فشلا حتى الآن في تطوير بديل لحكم حماس على غزة يضع حداً نهائياً لاحتمال نشوب حربٍ أخرى، فإن تدمير حكم حماس سيؤدي إما إلى وجود إسرائيلي مفتوح في غزة أو إلى الفوضى. والحقيقة هي أن أياً من هذه البدائل يخدم مصالح إسرائيل الإستراتيجية أكثر من حماس مردوعة ومتحكمة بغزة.