أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق بين إيطاليا ومالطا بسبب المهاجرين
ردا على رفض الحكومة الإيطالية استقبال سفينة إنقاذ تقل مئات المهاجرين وطلبها من مالطا القيام بذلك، قالت مالطا إنه لا علاقة لها بعملية الإنقاذ، مما يثير احتمال نشوب مواجهة دبلوماسية بين الحليفين العضوين بالاتحاد الأوروبي.
أعلنت الحكومة الإيطالية أنها سترفض السماح لسفينة تابعة لمنظمة إنسانية تقل مئات المهاجرين بالرسو في أي من موانئها، وطلبت من جارتها مالطا فتح أبوابها أمام السفينة واستقبال هؤلاء المهاجرين، وفق تقارير صحفية. فقد ذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا” أن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني وجه رسالة إلى السلطات المالطية قال فيها إنه سيكون “مضطرا إلى إغلاق موانئ ايطاليا” في حال لم يتم السماح لـ 629 مهاجرا أنقذتهم منظمة “اس او اس ميديتيرانيه” الفرنسية بالرسو في فاليتا، عاصمة مالطا.
ووصفت رسالة سالفيني فاليتا بـ “الميناء الأكثر أمانا”، ما يعني أن على المركب الرسو فيها، وذلك وفق صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية في عددها الصادر أمس الأحد (10 مايو).
رد مالطا على رسالة الوزير الأيطالي لم تتأخر، إذ قال ناطق باسم الحكومة المالطية إن فاليتا “لم تتلق أي اتصال من سالفيني بعد” لكن “مالطا ليست الجهة المنسقة ولا المعنية” بعملية الانقاذ، حسب ما أوردته رويترز. وأوضح المتحدث المالطي أن عملية الإنقاذ جرت في منطقة البحث والإنقاذ الليبية وتحت إشراف مركز الإنقاذ والتنسيق في روما، ما يعني أن مالطا غير ملزمة قانونا باستقبال المهاجرين.
تأتي هذه التصريحات والخطوة التي اتخذها وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، الذي يرأس أيضا حزب الرابطة المنتمي لأقصى اليمين، في إطار جهوده الرامية لتنفيذ وعوده الانتخابية بوقف تدفق المهاجرين على البلاد. وقال سالفيني في صفحته على فيسبوك “مالطا لا تقبل أحدا. فرنسا ترد الناس على أعقابهم عند الحدود. إسبانيا تدافع عن حدودها بالسلاح… من الآن فصاعدا ستبدأ إيطاليا أيضا رفض تهريب البشر وتقول لا لأعمال الهجرة غير المشروعة”.
ووصل أكثر من 600 ألف مهاجر إلى إيطاليا بالقوارب من أفريقيا خلال السنوات الخمس الماضية. ورغم هبوط هذه الأرقام بشدة في الأشهر القليلة الماضية إلا أن عمليات الإنقاذ زادت في الآونة الأخيرة، مما يمثل أول اختبار لسالفيني كوزير للداخلية، والذي قال “هدفي هو توفير حياة آمنة لهؤلاء الشبان في أفريقيا ولأطفالنا في إيطاليا”.
لكن سالفيني لا يمتلك أي سلطة على الموانئ ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان المسؤولون سيلتزمون بذلك. وقال رئيس بلدية نابولي الذي اشتبك مع زعيم حزب الرابطة أكثر من مرة، إنه سيستقبل السفينة التابعة لمنظمة الإغاثة. وأضاق قائلا “نابولي مستعدة ودون تمويل لإنقاذ الأرواح”.
وتدير السفينة أكويريوس منظمة (إس.أو.إس ميديتيرانيه) الإنسانية التي قالت على تويتر في وقت سابق اليوم (أمس الأحد) إن القارب يقل 629 مهاجرا، من بينهم 123 قاصرا لا يرافقهم بالغون و11 طفلا وسبع نساء حوامل. وقالت المنظمة إنه تم انتشال المهاجرين، ومعظمهم من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، في ست عمليات إنقاذ مختلفة قبالة سواحل ليبيا، ومن بينهم المئات أنقذتهم وحدات البحرية الإيطالية من البحر ثم نقلوا بعد ذلك إلى السفينة. وقالت المنظمة على تويتر أمس الأحد “السفينة تتجه الآن شمالا إلى ميناء آمن”. لكنها لم تحدد على وجه الدقة وجهة السفينة على الرغم من أنه كان ينتهي المطاف في السنوات الخمس الماضية بكل سفن المهاجرين تقريبا في إيطاليا. وقالت المتحدثة باسم منظمة (إس.أو.إس ميديتيراني) ماتيلدا أوفيلين إن السفينة أكويريوس تلقت أوامر بالتوجه شمالا بعد سلسلة من عمليات الإنقاذ البحري وهي الآن في انتظار “تعليمات محددة”. وأضافت “هدفنا هو إنزال 629 شخصا على ظهر أكويريوس الآن في ميناء آمن… بعض من أنقذناهم مساء أمس حالاتهم صعبة”.