كوسوفو تريد المساهمة في دفع غرامة تشاكا وشاكيري
أعربت كوسوفو اليوم الثلاثاء عن تضامنها مع لاعبي المنتخب السويسري غرانيت تشاكا وشيردان شاكيري اللذين تعود أصولهما اليها، من خلال المساهمة بالغرامة التي فرضت عليهما وعلى زميلهما شتيفان ليختشتاينر، على خلفية الاحتفال “السياسي” بعد التسجيل في مرمى صربيا.
وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الإثنين تغريم كل من شاكيري وتشاكا مبلغ 10 آلاف فرنك سويسري (10 آلاف دولار)، وزميلهما المدافع والقائد ليختشتاينر بـ5 آلاف فرنك للمشاركة معهما في استفزاز الصرب.
وأنشىء في كوسوفو موقع الكتروني لجمع المساهمات، والتي بلغت حتى صباح الثلاثاء 12 ألف يورو، بعد أقل من 24 ساعة على إطلاق المبادرة.
وفي المباراة التي أقيمت الجمعة ضمن الجولة الثانية من المجموعة الخامسة، تقدمت صربيا بهدف منذ الدقيقة الخامسة، الا ان سويسرا قلبت الطاولة، وفازت في الثواني الأخيرة بنتيجة 2-1. وما ان سجل شاكيري هدف الفوز، حتى توجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديه على صدره بشكل معاكس، راسما شارة “النسر المزدوج” الأسود اللون، رمز ألبانيا، وسبقه الى ذلك مسجل الهدف السويسري الأول، تشاكا.
وبما أن “فيفا” يمنع الرسائل والشعارات السياسية في الملاعب، قرر فتح اجراء تأديبي بحق اللاعبين دون أن يوقفهما بل اكتفى بتغريمهما على غرار ليختشتاينر الذي أراد فقط مساندة زميليه والاحتفال على طريقتهما.
وكان وزير التجارة والصناعة الكوسوفي بايرام حساني أول المساهمين براتبه الشهري (1500 يورو) للمساهمة في تسديد الغرامة بحق اللاعبين.
ونقلت عنه الصحافة المحلية قوله “تمت معاقبتهما فقط لأنهما لم ينسيا جذورهما، لم ينسيا من أين قدما”، مضيفا “لا يمكن للمال أن يدفع ثمن الفرح الذي جلبه لنا غرانيت شاكا وشيردان شاكيري بالاحتفال مع شعار النسر خلال تسجيلهما هدفيهما خلال مباراة سويسرا وصربيا”.
وولد شاكيري عام 1991 في كوسوفو، الإقليم الصربي السابق ذات الأغلبية الألبانية، وغادر مع أسرته عندما كان عمره سنة، بينما وُلد تشاكا في سويسرا عام 1992 لعائلة من كوسوفو، علما ان شقيقه تولانت اختار الدفاع عن قميص ألبانيا بعدما لعب مع منتخب سويسرا لدون 21 عاما.
وفتح شاكيري وتشاكا عريضا باب التاريخ بحركة النسر. فكوسوفو، الاقليم ذو الغالبية المسلمة الواقع شمال ألبانيا، شرع في حملة انفصال عن صربيا عام 1998. قمع نظام بلغراد محاولات الانفصال المسلحة بقوة، ما دفع حلف شمال الأطلسي الى التدخل في آذار/مارس وشن غارات على العاصمة الصربية، فاضطرت قواتها الى الانسحاب من كوسوفو بعد 78 يوما. بعد عشرة أعوام من إدارة الامم المتحدة.
ومنذ العام 2008، بات الاقليم مستقلا بعد نزاع حصد 13 ألف قتيل.
وعلى رغم ان كوسوفو باتت دولة مستقلة اعترفت بها أكثر من مئة دولة (لا تشمل صربيا وخمس دول من الاتحاد الأوروبي، وروسيا والصين)، الا انها لا تزال متعلقة عاطفيا بـ “الأمة الألبانية”.