المساعدات الإنسانية الكويتية تتواصل وسط تقدير من أعلى المستويات
(كونا) – شكل الأسبوع المنتهي أمس الجمعة مناسبة لمواصلة المساعدات الإنسانية الكويتية فيما تلقت الخطوات الكويتية في هذا المجال تقديرا من أعلى المستويات.
وفي هذا السياق أكدت دولة الكويت دعمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) أمام ما تعانيه من نقص مالي حاد معلنة تقديم مساهمة طوعية للوكالة بقيمة 8 ملايين دولار أمريكي لهذا العام.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت باجتماع لجنة الجمعية العامة المخصصة لإعلان التبرعات لوكالة (أونروا) يوم الاثنين في 25 يونيو الجاري والتي ألقاها عضو وفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة سكرتير أول بشار الدويسان.
وحذر الدويسان في الكلمة من أن الاخفاق في التعامل مع وضع الوكالة الحرج “وفق مسؤولياتنا كمجتمع دولي مجتمعين ستترتب عليه آثار تعيق أنشطة ومسؤوليات الوكالة وتعطل تنفيذ خدماتها وبرامجها الخاصة بمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والدول المستضيفة”.
وقال “ومن منطلق موقف بلادي التاريخي والثابت تجاه دعم ونصرة القضايا الإنسانية والذي يعد نهجا ثابتا وركيزة أساسية من ركائز سياسة دولة الكويت الخارجية فإننا حرصنا دوما على دعم أعمال الوكالة وبرامجها التعليمية والصحية والإغاثية من خلال تقديمنا لمساهمات طوعية لميزانية الوكالة العامة أو عن طريق الاستجابة للمناشدات التي تطلقها”.
ودعا الدويسان المجتمع الدولي لمواصلة مساعيه وجهوده للضغط على إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال لتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة واحترام التزاماتها بمقتضى القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان ورفع الحصار عن قطاع غزة وإلغاء كافة القيود التي تفرضها على تنقلات المواطنين والبضائع في الأراضي المحتلة.
وناشد المجتمع الدولي مواصلة دعم الوكالة وضمان استمرار الخدمات التي تقدمها وعدم تأثرها إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقا للقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية وبما يفضي الى نيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه السياسية المشروعة بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي لفتة بارزة تحمل معاني مهمة وخلال زيارة أجرتها الى لبنان قامت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل يوم السبت في 23 يونيو بجولة في أرجاء مدرسة الشيخ جابر الأحمد الصباح الرسمية في بيروت حيث اطلعت على انخراط الطلاب النازحين السوريين في المدارس اللبنانية.
وقال وزير التربية اللبناني مروان حمادة الذي رافق ميركل بزيارتها في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان “مدرسة الشيخ جابر الأحمد الصباح تعتبر لؤلؤة التعليم الرسمي في لبنان ونحن نقدر مساهمة الكويت ببناء هذه المدرسة لذلك نسعى لتقديم ما يرفع اسم الكويت وبالتالي اسم لبنان”.
وأشار حمادة الى ان المدرسة شكلت مثار إعجاب المستشارة الألمانية لجهة ادارتها وكادرها التعليمي وطلابها من اللبنانيين والسوريين النازحين وكيفية سير العملية التعليمية بانسجام وتعاون بين الجميع.
وأضاف ان دولة الكويت التي أسهمت في بناء المدرسة “جعلتنا فخورين بالإنجاز التربوي أمام الزوار لذلك نحن حريصون على رفع اسم الكويت عاليا عبر استخدام مساعداتها في تقديم أفضل أساليب التعليم والتربية للطلاب ولنكون عند حسن ظن من يمد يد المساعدة لنا”.
وأجرت ميركل جولة على صف الروضة وجلست على مقاعدهم وتحدثت إليهم باللغة الإنكليزية واطلعت على أساليب تعليمهم كما حضرت في الصف الاساسي الخامس جانبا من درس اللغة الانكليزية وتحاورت مع التلامذة في شأن أوضاعهم ومطالبهم لتشارك بعد ذلك في جانب من حصة الفيزياء واطلعت على احدى تجارب الفيزياء وشاركت التلامذة في منهجية الشرح والنقاش. وانتقلت الى ملعب المدرسة حيث شاركت الطلاب من اللبنانيين والنازحين السوريين بعض التدريبات الرياضية التي كانوا يجرونها وقدمت اليهم عددا من الكرات المعتمدة في كرة القدم الى جانب عدد من القمصان التي ترمز الى المنتخب الالماني.
واجتمعت المستشارة الالمانية في جانب من الملعب مع الاهالي اللبنانيين والنازحين السوريين وتحدثت إليهم عن هواجسهم ومطالبهم وعن اوضاعهم مشددة على اهمية العلاقات الجيدة التي تربطهم ببعضهم كأهل ومتعلمين لبنانيين ونازحين يتشاركون التعليم والمدرسة والهموم نفسها.
واعربت عن سعادتها للجدية والمسؤولية التي يتم من خلالها التعاطي في الملف التربوي.
من جهتها قالت مديرة المدرسة غادة عازار ل(كونا) ان مدرسة الشيخ جابر الاحمد الصباح اصبحت في طليعة المدارس الرسمية في لبنان الامر الذي جعلها محطة لزيارة المسؤولين والزوار الذي يزورون لبنان.
واضافت ” كون ان المدرسة تحمل اسم امير دولة الكويت الراحل وقد بنيت بمساعدة دولة الكويت ونحرص كل الحرص على تقديم افضل ما لدينا لرفع اسم الكويت وتعبيرا عن امتناننا لما تقوم به من دور انساني وتربوي في لبنان”.
وقالت “ان حرصنا على بناء الفرد الى جانب تعليمه اعطى صورة باهرة لهذه المدرسة في الاوساط التربوية وباتت تستقطب الطلاب على الرغم من تواجدها في منطقة (راس بيروت) المعروفة بمدارسها الخاصة ذات المستوى الرفيع”. يذكر ان دولة الكويت ساهمت في بناء المدرسة والتي تعتمد نظام الدوامين الصباحي الذي يستقبل 500 طالب نصفهم من النازحين السوريين والمسائي الذي يستقبل 625 طالبا من النازحين.
تجدر الاشارة الى ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية سبق له ان قدم تمويلا لإنشاء ابنية تعليمية في اطار مشروع دعم خطة تطوير قطاع التعليم الرسمي في لبنان.
وكانت وزارة التربية اللبنانية أطلقت في السنوات الماضية على عدد من المدارس في بيروت اسم الكويت وأسماء سمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح والامراء الراحلين الشيخ صباح السالم الصباح والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الى جانب اسم الشيخ جابر الاحمد الصباح.
وفي العراق أعرب محافظ كركوك راكان الجبوري يوم الخميس في 28 يونيو عن التقدير للدعم الكويتي الانساني لملف النازحين العراقيين في المحافظة مثمنا المساعدات الانسانية التي تقدمها دولة الكويت للعراق.
وقال الجبوري في تصريح صحفي على هامش افتتاح أحد المستشفيات الطبية المتنقلة ضمن المبادرات الكويتية “نشكر دولة الكويت وجمعية الهلال الاحمر الكويتية لدعمهما لملف العائدين من النزوح في كركوك وتقديم المساعدات الانسانية الطبية لهم”.
واكد الجبوري ان مساعي الجمعية الطبية العراقية الشريك المحلي لجمعية الهلال الاحمر الكويتي والتي تدير المستشفيات المتنقلة تعد بداية طيبة في مد يد العون للعائدين بعد ان عانوا الارهاب مشيرا الى الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية وما يتطلبه من الدعم.
بدوره قال رئيس الجمعية الطبية العراقية احمد الهيتي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المستشفى المتنقل هو واحد من ثلاثة مستشفيات اهدتها جمعية الهلال الاحمر الكويتي عبر السفارة الكويتية الى العراق في ال26 من مارس الماضي.
واوضح ان المستشفيات الثلاثة وزعت في كل من (كركوك) و(الانبار) و(نينوى) حيث خصصت تلك المحافظات لتجمعات العائدين من النزوح.
ولفت الى تشغيل المستشفيات بطاقة جيدة واستقبالها يوميا نحو 50 مراجعا لكل منها علاوة على تقديم العلاجات الضرورية للأسر العائدة من النزوح.
ويضم كل مستشفى متنقل وحدات فحص وطوارئ ومختبرا واشعة وعيادة لطب الاسنان بما يمكن الاطباء فيها من التعامل مع الحالات الحرجة والاصابات قبل نقلها الى الخدمات الصحية الثانوية.