“أطباء بلا حدود”: الموصل ما تزال تفتقر إلى 70% من قدرات الرعاية الصحية
“الأناضول”.. قالت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية ، إن مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق، ما تزال تفتقر إلى 70 بالمائة من قدرات الرعاية الصحية، رغم مرور عام على تحريرها من تنظيم “داعش” الإرهابي.
وانتهى القتال داخل الموصل، في أغسطس/ آب 2017، بعد نحو تسعة أشهر من حرب طاحنة بين “داعش” والقوات العراقية، حولت أجزاء واسعة من المدينة إلى ركام.
وأضافت المنظمة، في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، أنه “بعد مرور عام على انتهاء المعارك رسميا في الموصل (…) مازال نظام الرعاية الصحية متضررا ويكافح لتلبية احتياجات آلاف العائدين إلى المدينة”.
وأوضحت أنه “خلال الصراع في الموصل تضررت 9 مستشفيات من أصل 13 مستشفى حكوميا، ما تسبب في خفض قدرة الرعاية الصحية وعدد أسرّة المستشفيات بنسبة 70 بالمائة”.
وأضافت أن “عملية إعادة إعمار المرافق الصحية شديدة البطء، ولا يوجد سوى أقل من ألف سرير لـ1.8 مليون نسمة، وهي نسبة تقل عن نصف الحد الأدنى المقرر عالميا لتقديم الرعاية الصحية في سياق إنساني”.
وقال رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في العراق، هيمان ناغاراثنام، إن “الحصول على الرعاية الصحية يعتبر تحديا يوميا لآلاف الأطفال والبالغين في الموصل”، وفق التقرير.
وأفاد بأن “عدد سكان المدينة في ازدياد يومي، ففي مايو/ أيار 2018 وحده عاد إليها نحو 46 ألف شخص (من النازحين)، لكن نظام الرعاية الصحية العام لم يتعافى، وتوجد فجوة كبيرة بين الخدمات المتوفرة واحتياجات السكان”.
وأوضح ناغارأثنام أنه “يوجد احتياج عاجل لخدمات قسم الطوارئ ومرافق الجراحة وطب الأورام وعلاج الحروق، إضافة إلى المعدات الطبية وتوفر الأدوية بشكل ثابت وسعر معقول”.
وأضاف أن “من بين الاحتياجات الأخرى خدمات الصحة النفسية لمن تضرروا نفسيا من العنف ومن فقدوا أقارب أو مقربين”.
كما توجد حاجة لـ”العلاج الفيزيائي (التأهيل) لجرحى الحرب، الذين يعانون منذ أشهر، لأنهم لم يحصلوا على الرعاية الصحية التي يحتاجونها للتعافي من إصاباتهم”، بحسب رئيس البعثة.
وتسببت الحرب بنزوح نحو مليون نسمة من أصل نحو مليوني شخص كانوا يقطنون الموصل قبل الحرب، وعاد أكثر من نصفهم إلى منازلهم حتى الآن.
ويقطن معظم من تبقى من النازحين في مخيمات منتشرة بأرجاء العراق، إذ ما تزال منازل كثيرين منهم مدمرة، فضلا عن افتقار مناطقهم إلى الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم والكهرباء.