“الصحة العالمية” تعلن نجاح اليوم الأول من حملة التلقيح ضد الكوليرا في اليمن
(كونا) – اعلنت منظمة الصحة العالمية في اليمن نجاح اليوم الاول من حملة تلقيح ضد مرض الكوليرا في مقاطعتين بمحافظة الحديدة ومقاطعة في إب لتحصين نحو 500 ألف شخص من الإصابة بالمرض.
جاء ذلك بعد انتهاء اليوم الاول اللية الماضية بنجاح لتحصين الإصابة بمرض الكوليرا الذي أودى بحياة الكثيرين في اليمن العام الماضي.
وتأتي هذه الحملة في اعقاب التحذيرات الخطيرة المتعاقبة التي اطلقتها منظمات الامم المتحدة العاملة في اليمن سواء تلك المتعلقة بشكل مباشر بالصحة مثل منظمة الصحة العالمية او تلك المعنية بالاطفال مثل منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) والتي صنفت الاوضاع الصحية في اليمن بشكل عام بأنها كارثية.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت مختلف الأطراف إلى إلقاء أسلحتها لمدة ثلاثة أيام بدأت أمس السبت وتنتهي غدا الاثنين ليتمكن عمال الإغاثة من تلقيح السكان ضد الكوليرا في ظل ظهور حالات إصابة جديدة بالمرض بشكل يومي في الحديدة ومخاوف من تفشي الوباء بشكل لا يمكن وقفه.
ويشارك في تلك الحملة نحو 3000 عامل في المجال الطبي لتحصين أكثر من 500 ألف شخص تزيد أعمارهم عن العام في مقاطعتين اثنتين في الحديدة ومقاطعة واحدة في محافظة إب.
كما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات عرقلة كل الجهود المبذولة للتصدي لأسوأ وباء للكوليرا في العالم اذ سينتشر المرض في ارجاء اليمن المنهك من النزاعات بسبب حركة النازحين الكبيرة التي رصدتها الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية مسجلة أكثر من 12 الف عائلة نازحة.
اما الوضع في المستشفيات والمرافق الصحية فتصفه منظمة الصحة العالمية في تقاريرها الدورية بأنها في خطر متزايد من الضرر إذا استمر القتال نحو المدينة حيث لا تتوفر سوى خدمات صحية محدودة بسبب نقص الموظفين كما تشكل الكهرباء المتقطعة تحديا كبيرا للمستشفيات في الحديدة لاسيما في المستشفيين الرئيسيين (الثورة والأولوفي).
وبينت منظمة الصحة العالمية ان حالات الاشتباه بالاصابة بالكوليرا قد تجاوزت خلال الفترة ما بين ابريل 2017 و يوليو 2018 اكثر من مليون حالة انتشرت في 96 في المئة من محافظات اليمن وتوفي منهم ما لا يقل عن 2300 حالة خلال الفترة ذاتها.
وما يثير مخاوف منظمة الصحة العالمية هو زيادة نسبة حالات الاشتباه في الكثير من المناطق اليمنية والتي تصل الى اكثر من 30 في المئة في العاصمة صنعاء وبنسب متفاوتة في كل من ذمار والبيضاء والجوف وإب والحديدة وعمران في مقابل تراجع كامل لحالات الاشتباه بالاصابة بالكوليرا في عدن بنسبة 67 في المئة.
وفي الوقت ذاته تطالب الامم المتحدة بضرورة العناية بشبكات توفير المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي ايضا ذلك لدورها الهام في منع انتشار البكتريا المسببة للكوليرا التي تكون تداعياتها اخطر مع انتشار سوء التغذية لاسيما بين اطفال اليمن دون سن الخامسة.