القضايا السياسية والإقتصادية والشراكة الاستراتيجية تتصدر مباحثات سمو الأمير والرئيس ترامب
وكان من شأن المباحثات الرسمية أيضا فتح آفاق اقتصادية واستثمارية يتطلع إليها البلدان وهو ما ترجم بلقاء سمو أمير البلاد برؤساء كبريات الشركات في الولايات المتحدة ودعوة سموه تلك الشركات إلى مزيد من الاستثمارات في الكويت وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
وفي ضوء الشراكة الاستراتيجية جاءت زيارة سمو الأمير والمباحثات الرسمية مع الرئيس ترامب استمرارا للعلاقات العميقة والمتميزة التي تربط البلدين الصديقين والتطور الكبير الذي تشهده في ظل الحرص المشترك على توطيدها وتعزيزها.
وفي حين أشاد سمو الأمير في هذا الصدد بالتزام الولايات المتحدة الأمريكية بأمن واستقرار المنطقة والذي تجسد بقيادتها لتحالف دولي حرر الكويت لفت سموه إلى حرصه وسعيه إلى توطيد العلاقات الثنائية والتركيز على تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار المتزايد.
كما لفت سموه إلى التعاون في المجال العسكري والطاقة والتعليم مجددا الدعوة للشركات الأمريكية إلى المشاركة في مشاريع التنمية والبنية التحتية في الكويت وإلى الاستثمار فيها وفق القوانين والتسهيلات الجاذبة للاستثمار.
وأشاد سموه بالدور الإيجابي والجهود الكبيرة والمقدرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ومن جانبه أشاد الرئيس ترامب بالعلاقات الثنائية مع الكويت واصفا سمو أمير البلاد بأنه “صديق خاص” له إذ قال ردا على سؤال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) حول العلاقات بين البلدين على هامش اجتماعه مع سمو الأمير: “قبل كل شيء لدي علاقة شخصية رائعة مع حضرة صاحب السمو أمير الكويت..علاقاتنا متميزة وقوية جدا مع الكويت”.
ولفت سموه في المجال النفطي إلى أن الشركات الأمريكية المتخصصة تحوز حصة واسعة من السوق الكويتي وتسعى الكويت في هذا المجال إلى تطوير هذه العلاقة الاستراتيجية وجعلها شراكة طويلة الأمد وبما يوفر للقطاع النفطي المزيد من الخبرات والتكنولوجيا الحديثة وتوسيع مجالات الاستثمار.
ولفت سموه إلى أن الكويت أقرت سلة من التشريعات الاقتصادية الحديثة تسهم في تسهيل وتطوير بيئة الأعمال واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال قانون تشجيع الاستثمار المباشر الذي يسمح للمستثمر الأجنبي بتملك 100 في المئة من رأسمال الكيان الاستثماري داخل الكويت.
وقال سموه إن الشركات الأمريكية الرائدة التي تعمل في الكويت من خلال هيئة تشجيع الاستثمار المباشر سجلت نجاح العديد من القطاعات والمجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة المتجددة والصناعات وغيرها “والتي نأمل أن تمهد لمزيد من الاستثمارات المباشرة والشراكات طويلة الأمد”.
ووجه سموه الدعوة للمزيد من الشركات الأمريكية للمشاركة بتنفيذ المشاريع التنموية والبنى التحتية التي تتضمنها الخطة الإنمائية للدولة في حين ركزت غرفة التجارة الأمريكية على أن لديها خطة طموحة لتعزيز العلاقات الثنائية مع الكويت.
وأشاد نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط خوش تشوكسي بالاستثمارات الكويتية في بلاده مؤكدا أن الجانب الأمريكي لديه خطة طموحة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأعرب تشوكسي في كلمة خلال استقبال سمو الأمير وفد كبار رؤساء الشركات الكبرى بالولايات المتحدة في واشنطن عن تقديره للأهمية التي يوليها سمو الأمير للعلاقة التجارية الثنائية.
وأشاد بالمناقشات التي جرت مع كبار المسؤولين الكويتيين ومنهم وزراء الخارجية والداخلية والمالية والعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار والمدير العام لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر.
وأشار إلى أن غرفة التجارة الأمريكية تمثل ثلاثة ملايين شركة أمريكية و2500 غرفة بولايات ومناطق مختلفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة مضيفا “نحن نفخر بكوننا موطنا لبرنامج الأعمال الأمريكي الكويتي”.
وقال “إننا ندرك ونقدر أن الكويت منفتحة على العمل وهذه هي الرسالة التي نتواصل بها مع جميع أعضائنا..من المهم أن نتذكر أن الكويت ضخت استثمارات في الولايات المتحدة حتى قبل عام 1961 عندما نالت الكويت استقلالها”.
وأشار نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية إلى أنه “في الواقع يعود تاريخنا التجاري إلى عام 1933 عندما شكلت شركة (غالف أويل) مشروعا مشتركا مع شركة نفط الكويت وسبقه بالطبع إنشاء المستشفى الأمريكي في الكويت عام 1911”.
وأضاف “تمكنا أيضا من تنظيم منتدى حول الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والكويت إضافة إلى العديد من الاجتماعات بين الشركات ومجتمع الأعمال”.
وأعرب عن التقدير عاليا “لتسهيل الكويت دور الشركات الأمريكية في المنطقة.. تمكنا من المشاركة بوفد تجاري في مؤتمر الكويت بشأن إعادة إعمار العراق في وقت سابق من هذا العام”.
وأشار إلى أن “الغرفة الأمريكية عملت بشكل وثيق مع وزارة الخارجية لتسيير أعمالنا التجارية في جميع دول مجلس التعاون الخليجي ونتطلع بشكل كبير إلى تطبيع النشاط التجاري داخل المنطقة”.
وقال تشوكسي: “صاحب السمو.. من خلال العمل بشكل وثيق مع سفارة الكويت وغرفة تجارة وصناعة الكويت فإن لدينا خطة طموحة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والكويت”.
وتابع:”في شهر نوفمبر نتطلع إلى ارسال وفد إلى الكويت للمشاركة بالحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والكويت حتى تتمكن الشركات من معرفة المزيد عن الخطوات العديدة التي اتخذت بشأن انفتاح اقتصاد الكويت”.
ووصف الكويت بأنها أيضا “مكان تستطيع الشركات الأمريكية العمل من خلاله على إعادة إعمار العراق وفي المستقبل مع سوريا وإيران كما نأمل ونحن ندرك أن طريق الحرير الذي يربط من الصين إلى أوروبا يمكن الوصول إليه من الكويت”.
وأعرب عن التطلع “لأن تكون الغرفة الأمريكية موطنا لمجلس الأعمال الأمريكي الكويتي ونأمل أن تنضم إلينا كل الشركات حول هذه الطاولة..ونعلم أن سفارة الكويت وغرفة تجارة الكويت ستكونان شريكين ممتازين”.