الكويت تطالب المجتمع الدولي بوضع حد للانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها اللاجئين والنازحين
«كونا»: طالبت الكويت المجتمع الدولي اليوم الاربعاء بضرورة اتخاذ «موقف دولي موحد» لمعالجة هموم اللاجئين والنازحين ووضع حد للانتهاكات الصارخة التي يتعرضون لها حول العالم.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى في جنيف السفير جمال الغنيم امام الدورة ال68 للجنة التنفيذية لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين المتواصلة خلال الفترة من الاول الى الخامس من أكتوبر الجاري.
وقال السفير الغنيم «إن ما يشهده اللاجئون والنازحون حول العالم لا سيما في الشرق الاوسط من انتهاكات متواصلة لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي يعود الى تفاقم حدة النزعات والصراعات».
كما لفت الى «انتهاكات يعترض لها اللاجئون والنازحون لها بسبب انهيار المرافق والخدمات الاساسية والحيوية للمدنيين ولا سيما المرافق الطبية وغياب العاملين في المجال الانساني وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية» موضحا انهم «لا يعانون فقط من الخوف بل يفقدون ايضا الامل».
وتطرق الغنيم الى دخول الازمة السورية عامها الثامن مشيرا في هذا السياق الى «العجز الدولي» عن ايجاد حل لها وانهاء اثارها المدمرة لا سيما «على المواطن السوري الذي هو الآن الضحية الرئيسية لهذا الصراع بعد نزوح ولجوء ما لا يقل عن 12 مليون سوري».
واضاف «ان الخسائر في الممتلكات والبنى التحتية لا يمكن حصرها او تقييمها نظرا لحجم الدمار الهائل الذي طال كل شيء».
وشرح الغنيم كيف تفاعلت الكويت مع الازمة الانسانية في سوريا منذ اندلاعها من خلال استضافتها ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا والمشاركة في رئاسة مؤتمر لدعم سوريا في لندن عام 2016 ومؤتمر المتابعة الذي انعقد في بروكسل في عام 2017.
وقال ان كل تلك الجهود تمخضت عن تعهدات مضمونة بلغ مجموعها ستة مليارات دولار الى جانب 7ر3 مليار دولار للفترة من عام 2018 الى عام 2020 لتلبية الاحتياجات الانسانية في سوريا والمنطقة.
ولفت الى ان «الكويت قد بذلت ولا تزال جهودا كبيرة بالتعاون مع دول الجوار السوري لدعم قضايا التعليم والرعاية الصحية لأطفال سوريا كما قدمت دعما ماليا لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المعنية بالشأن الانساني لإغاثة النازحين واللاجئين السوريين».
وبين ايضا جهود الحملة التي قادتها الكويت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية للقضاء على مرض شلل الاطفال بين اللاجئين في دول الجوار السوري.
ثم تناول السفير الكويتي الاوضع في اليمن شارحا «التحديات التاريخية الدقيقة ذات الابعاد الخطيرة على المستويين الانساني والاقتصادي» التي يتعرض لها اليمنيون.
وقال ان «تداعيات الانقلاب على الشرعية وغياب الحل السياسي» ساهما في تدهور الاوضاع الانسانية هناك بشكل غير مسبوق.
واكد حرص الكويت على استقرار اليمن «ومن ثم فقد دأبت على تقديم المساعدات الانسانية والتنموية للأشقاء هناك منذ عقود بالإضافة إلى قروض ميسرة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل المشاريع الانمائية في اليمن» وذلك لتخفيف حدة التدهور الحاصل على المستويين الانساني والاقتصادي.
ثم تناول الوضع في العراق موضحا «المعاناة التي تسبب فيها تغلغل التنظيمات الإرهابية» التي زعزعت استقراره الى ان تمكن وبمساعدة المجتمع الدولي «من تطهير اراضيه من سيطرة هذه التنظيمات الخطيرة».
وقال ان «الكويت وانطلاقا من ايمانها الراسخ بأن الامن والسلام في مرحلة ما بعد الحروب لن يتحقق إلا من خلال اصلاح ما خلفته تلك الصراعات من آثار مدمره فقد استضافت الكويت مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار العراق حيث بلغ حجم التعهدات أكثر 30 مليار دولار».
وفي السياق ذاته اشار السفير الغنيم الى جهود الكويت للتعامل مع الأوضاع الانسانية التي يعيشها مسلمو ميانمار «اذا يواجهون احدى أسوأ الازمات الانسانية التي شهدها العالم من خلال تعرضهم للاضطهاد والقتل والتعذيب والتشريد القسري بما يمكن اعتباره تصفية عرقية».
واوضح ان «كل تلك الانتهاكات تستهدف محو ثقافتهم وطمس هويتهم وهذا يتطلب من المجتمع الدولي مضاعفة جهوده من أجل التخفيف من معاناتهم اليومية».
وقال ان الكويت قد ترأست وفدا من مجلس الأمن الدولي لإجراء زيارة ميدانية إلى كل من بنغلاديش وميانمار في شهر مايو الماضي لتسليط الضوء على هذه المأساة التي يعيشها مسلمو ميانمار.
واكد ان «الكويت تثمن الدور الكبير الذي تقوم به حكومة بنغلاديش لاستضافة هؤلاء الابرياء على اراضيها وتقديم المساعدات والدعم لهم وان الكويت تطالب دوما بسرعة وقف تلك الاعمال التي تمارس ضدهم ومنحهم حقوقهم في المواطنة والعيش الكريم».
وأشاد السفير الغنيم في الوقت ذاته «بالجهود الحثيثة والعطاء الكبير والعمل المتميز» الذي تضطلع به مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بقيادة المفوض السامي فيليبو غراندي «لمحاولة رفع المعاناة والتخفيف عن اللاجئين والنازحين لتعاملها المنهجي والفعال مع الازمات الإنسانية».
كما أعرب عن ثقة الكويت التامة بأن خبرة المفوض السامي ستساهم في خلق «آليات مبتكرة» وستضيف «أفكارا خلاقة» للحد من الآثار الناتجة عن حدة الصراعات والنزاعات المسلحة التي عصفت بالعالم خلال السنوات الأخيرة الماضية.
وقال ان الكويت لتؤكد امام اجتماعات اللجنة التنفيذية للمفوضية من جديد «دعمها الكامل» لكل ما من شأنه تسهيل مهام اعمالها.
واعرب السفير الغنيم عن تطلع الكويت بأن يتم اعتماد الميثاق العالمي بشأن اللاجئين والميثاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة بالتوافق التام بالآراء خلال هذا العام.
وقال ان من شأن هاتين الوثيقتين مساعدة اللاجئين والمهاجرين وتعزيز سبل التعاون والتفاهم المشترك حول كيفية التعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين وتعزيز وتقوية آليات الحماية.
كما حثت الكويت الدول الاعضاء كافة على الوفاء بكامل تعهداتها والالتزام بمبدأ تقاسم الاعباء لتتمكن المفوضية من الاستمرار في عملها وتقديم الدعم اللازم للاجئين والنازحين ومساعدتهم على الاعتماد على أنفسهم واستثمار طاقاتهم لتحسين مجتمعاتهم من أجل مستقبل أفضل للجميع.
وشدد السفير الغنيم على عزم الكويت الاستمرار في خدمة قضايا العمل الانساني ودعم مفوضية اللاجئين وقضايا اللاجئين في مختلف دول العالم والتخفيف من معاناتهم الانسانية «دون منة أو أغراض سياسية» سوى دعم العمل الانساني الدولي.